جلسة حكومية للتربية… والتشنجات المارونية تمنع الولادة الرئاسية

لبنان الكبير

هدأت بالأمس على الجبهة القضائية بعد أيام من الهرج والمرج داخل قصر العدل وخارجه، لكن الهدوء لا يعني أن العقد قد حلت أو أن الواقع المرير والانحدار السريع نحو الهاوية قد تفرمل لا بل على العكس، فإن كل المؤشرات تدل على أن البلد أصبح أقرب من أي وقت الى الانفجار المتعدد الاتجاهات وحينها يتهالك بنيان الدولة، ويتهدد الكيان برمته.

وفي وقت لم يعد مقبولاً اللعب على حافة الهاوية، والبلد على فوهة بركان، يستمر اللاعبون على الساحة السياسية في عنادهم وكيدياتهم وتشبثهم بمواقفهم بحيث لا أحد ينوي التنازل ولو قليلاً كرمى البلد وأهله وانقاذهما من المصير الأسود ما يعني أننا مقبلون على اقفال ملف ولملمته على الطريقة اللبنانية ليفتح غيره في أرض الخلافات الخصبة، وذلك على ايقاع سعر صرف دولار لامس صباح أمس السبعين ألف ليرة، قبل أن يسجل انخفاضاً بعد الظهر بفعل دخول مصرف لبنان على الخط لاجماً ‏الاندفاعة الصاروخية.

وفيما يرتقب اجتماع لمجلس القضاء الأعلى، حضر الملف القضائي والمستجدات السياسية في نشاط الصرح البطريركي، ولفت مصدر مطلع لموقع “لبنان الكبير” الى أن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي يتحدث مع زواره في الشؤون كافة وطبعاً في الملف الرئاسي الذي هو أولى الأولويات، ويحاول تحضير المسرح الرئاسي وتبريد الأجواء لانتخاب الرئيس، وهذا مهم جداً، لكن مساعيه لم تثمر لأنه لم يتمكن من التخفيف من التشنجات المارونية – المارونية، ولم يستطع خرق جدار الخلاف بين الأقطاب المسيحيين. وبالتالي، المسار الرئاسي يعترضه الكثير من الصعوبات والمطبات، ولا نزال في المربع الأول.

واستقبل البطريرك الراعي وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، بعد التداول في نيته إقالة قائد الجيش العماد جوزيف عون، فأكد سليم أنه “لم ولن ولا يمكن أن يكون الكلام صادر عني. أنا حريص على الجيش وعلى قائده حرصي على أيقونة غالية أحفظها بقلبي وأنا وزير دفاع لا يحركني أحد بل أتحرك حسب القوانين”.

أما المدير العام للأمن العام ‏اللواء عباس ابراهيم، فقال عن مغادرة محمد العوف، لبنان: “لا نفعل شيئاً مخالفاً ‏للقضاء‎”. ودعا القضاة الى “أن يبقوا بيروت أم الشرائع وألا يحولوها الى أم الشوارع”، مؤكداً استعداده للقيام بأي مهمة تجلب الاستقرار للبلد، ولا بد من أن يكون هناك رئيس ‏للجمهورية‎‎‏.‏

وأبلغ عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة، البطريرك ‏الراعي أن رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط أعلن خلال لقائه وفداً من “حزب ‏الله” موافقته على قائد الجيش كرئيس للجمهورية‎‎‏.

وفي وقت أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لموقع “لبنان الكبير” على مسار عقد الجلسات للقضايا الطارئة التي تخفف عن اللبنانيين الأزمة التي يعيشونها، وأنه سيدعو الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل لبحث ملف القطاع التربوي وأوضاعه الطارئة بحيث أن لبنان يعيش أزمة كبيرة وضائقة صعبة لكن على الرغم من ذلك لا يجب أن نجلد أنفسنا، وانهاض البلد ليس مستحيلاً، كشف مصدر متابع لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك معلومات تشير الى أنه يتم رسم خارطة طريق للبنان في اللقاء الرباعي بين فرنسا والسعودية وأميركا وقطر الذي سيعقد في باريس في الشهر المقبل، وسيقدم مقترحات عملية قابلة للتطبيق. اذا قبل بها الفرقاء اللبنانيون فنكون بدأنا بالخروج من الجورة، واذا لم يقبلوا بها، فنحن ذاهبون الى الانفجار الكبير. في السابق، لم يكن هناك أمل في أن الاجتماع سيغيّر في الواقع المأزوم انما اليوم تغيرت بعض الأمور والمعطيات بحيث يحضّر لخارطة طريق تتعلق برئاسة الجمهورية والحكومة والحكم ككل في لبنان. الأمور اتخذت منحى الجدية العالية، والاهتمام الكبير لأسباب لها علاقة بالأمن الاقليمي وبالتسويات الكبرى التي تحصل في اليمن وغيرها”.

وشدد أحد المحللين السياسيين على أن تحلل المؤسسات يعطي مؤشرين: اما هناك ضغط محلي بقيادة “حزب الله” باتجاه افتعال الاشكالات للقول للآخرين ان الفوضى انطلقت، ولا بد من الحل المحلي، وبالتالي، يصبح سهلاً استدراج الطرف المقابل الى محوره، وفرض ما يريده في الاستحقاقات الرئاسية والحكومية. وكلام الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله كان واضحاً حين قال ان ليست هناك من تسوية خارجية بحيث أن الحرب الروسية الأوكرانية أجّلت كل حوار بين الايرانيين والأميركيين. ومن يقرر في المنطقة اليوم هم الأميركيون والايرانيون. واما الضغط الدولي نحو تسوية ما لكن الى الآن ليس هناك أي مؤشر لأي توافق على المستوى الاقليمي والدولي حول لبنان. وبالتالي، اذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فنحن متجهون وبسرعة الى الانحلال أكثر وأكثر بحيث حينها يصبح الخطر على لبنان ككيان. الانفجار آت لا محالة انما ينتظر الشرارة الأولى، وبمجرد النزول الى الشارع، سنرى الفوضى لأن الناس الذين سينزلون هم جياع ولا يقيمون حسابات لتحركاتهم.

على صعيد آخر، وفيما ردت الدائرة الاعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، على ما ورد على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري في إحدى الصحف من أن “كلام رئيس الحزب سمير جعجع عن التقسيم متقدّم وخطير”، داعية بري الى “العودة إلى التصريح الواضح”، صدر بيان من البرلمان عن نواب ‏المعارضة والتغيير وعددهم 41 شخصاً، جاء فيه: “نشهد إنقلاباً مُدمّراً بدأ باغتيال العدالة ‏في مقتلة بيروت التاريخية بقرارات ووسائل فاقدة للشرعية فلا مساومة على دم أبرياء 4 ‏آب. نرفض أي مساس بصلاحيات المحقق العدلي لجهة إشراك أي قاضٍ رديف في ملف عكف ‏على إعداده قاضٍ لا يزال معيّناً أصولاً للتحقيق فيه، ونطالب بمتابعة التحقيق واصدار ‏القرار الظني. ندرك مخاطر شغور الرئاسة وجئنا موحدين لنعلن أننا نلتزم بأحكام الدستور التي ‏تنص على أن مجلس النواب هيئة انتخابية ملتئمة بصورة دائمة”.

وعلى مقلب آخر، أعلنت مؤسسة “كهرباء لبنان” في بيان أنه بداً من ظهر امس، تم البدء ‏بتنفيذ المرحلة الأولى لزيادة التغذية بالتيار الكهربائي من خلال رفع الانتاج الحراري خلال ‏الساعات المقبلة إلى حدود 250 ميغاواط.

شارك المقال