ميقاتي الى الفاتيكان… وإنجاز جديد لـ”الصهر البائد” في الإسفاف السياسي

لبنان الكبير

لا يزال الاعلان عن الاتفاق السعودي – الايراني بالأمس حديث الساعة في لبنان، وتحاول القوى السياسية في البلد تحليل إن كان سينعكس على لبنان أم لا، وبينما هي متلهية بالتطورات الاقليمية أطل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على تطبيق “تويتر”، في تغريدتين متتاليتين، أقل ما يقال فيهما إنها غيرة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي يزور الفاتيكان، فكتب قائلاً: “قبل ما يروح دولة الرئيس عالفاتيكان ليبيّن بمظهر المنفتح، لو بيوقع الـ ٥٦٥ مرسوم استعادة جنسية يلّي أصحابها مستحقينها بالقانون. دولته ما عم يوقع لأن أكتريتهم مسيحيين وهيدا باعترافه وعضمة لسانه. يوقع كل المراسيم دفعة واحدة، مش واحد واحد لابتزازنا سياسياً بكل توقيع متل ما بيقول. المراسيم فقط اعلانية، هيدا حقهم بقانون استعادة الجنسية؛ نحنا ما منعرف حدا منهم وعددهم ما بيغير بديموغرافيا البلد. يوقّع بلا طائفية! كمان قبل ما يترك الحكم، والأرجح بلا رجعة هالمرة متلما هو بيعرف، لو بيخفف مخالفة دستور وقوانين تيبقى له شي ذكرى طيبة غير لقبه الشهير بالجمهورية”.

وما لبث أن رد المكتب الاعلامي لميقاتي على باسيل ببيان ناري جاء فيه: “لم يفاجئ كلام رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل دولة رئيس الحكومة الذي يعتبر أن السيد باسيل لا يهوى إلا هذا النوع من الحديث البعيد كل البعد عن السلوكيات الوطنية والسياسية والأخلاقية، ولا يستسيغ الا اللغة الطائفية المقيتة وتشويه الحقائق. وفي مطلق الأحوال، فإنّ دولة الرئيس يشدد على أن ما قاله السيد باسيل لا يستحق الانحدار الفكري نحو قائله، فاقتضى التوضيح”.

مصدر مقرب من رئيس الحكومة رأى في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “جبران باسيل يفتش عن عدو كي يبقى موجوداً، وذلك بعد تبني الحزب ترشيح سليمان فرنجية والتطورات الاقليمية، هو يجد نفسه أصبح مقطوعاً من الشجرة السياسية، ويبحث عن معارك طواحين الهواء، وقد ناقض نفسه بنفسه اليوم عندما طالب الرئيس ميقاتي بتوقيع مراسيم التجنيس، كيف يدعو رئيس الحكومة إلى توقيع المراسيم، وفي الوقت نفسه يقول الحكومة غير ميثاقية وغير شرعية؟ أم أن ما يستفيد منه باسيل يكون شرعياً وما لا يستفيد منه يكون غير شرعي؟ ما هذه الاستنسابية والخفة والسخافة في العمل السياسي؟”.

يتخذ الرئيس ميقاتي من الديبلوماسية نهجاً في العمل السياسي، ولذلك قد لا يجد ردوداً بأسلوب التهجم عليه نفسه، ولكن مصادر سياسية متعددة رأت في تغريدة باسيل “تعبيراً عن غيرة كبيرة من الرئيس ميقاتي، الذي يزور الفاتيكان والدول، بينما رئيس التيار الوطني الحر يعيش عزلة محلية ودولية، وهو الآن ضائع في خياراته السياسية، سوريا عائدة إلى جامعة الدول العربية والحضن العربي، والسعودية وإيران أبرمتا اتفاقاً”، معتبرة أن “باسيل الآن لا يعرف مكانته السياسية، لا فريقه السياسي يتقبل نزواته وطموحاته بعد اليوم، ولا الفريق الآخر يتقبله عموماً، وهو معاقب دولياً، ويخاف اليوم على مستقبله السياسي في المعادلات الجديدة”.

وأشارت المصادر الى أن “الرئيس ميقاتي استطاع فعلياً بعد نهاية العهد تنفيذ ما يريد، أما باسيل فأصبح لا يمون حتى على نصف تياره السياسي، والخلافات بينه وبين فريق يعارضه داخل التيار تظهر إلى العلن، وهذا أمر طبيعي لشخص متعجرف متشدد في آرائه، ولا يقبل حتى التحاور لحل الخلافات. ولم يشهد لبنان رئيس حزب سياسي يعتبر نفسه الهاً الى هذه الدرجة، فحتى أعتى الأحزاب العقائدية في البلد، رؤساؤها يتشاورون ويتحاورون ويصلون إلى نقاط مشتركة مع رفاقهم، أما باسيل، فهو يظن أنه فرعون، لا يقبل التشاور والتحاور، لا مع مكونات تياره، ولا مع الآخرين في البلد، حتى حزب الله، الذي كان يغض النظر عنه وعن تصرفاته، لم يعد يستطيع تحمله. وهناك حادثة شهيرة حصلت مع أحد نواب الحزب، يوم كان اتفاق مار مخايل يعيش نعيماً بين الطرفين، عندما تجمع ناجحو مجلس الخدمة المدنية وطالبوه بحل مشكلتهم، دخل هذا النائب عند باسيل وخرج غاضباً، وقال وقتها (هيدا بدو فركة إذن)، ولكن يومها ارتأت قيادة حزب الله تجنب الخلاف مع باسيل، واستمرت في غض النظر عن الكثير من ارتكاباته، إلا أن الأمر اليوم مختلف، الحزب الذي راعاه وصبر عليه ضاق به ذرعاً، ولم يعد يتحمل هفواته وطموحه المدمر”.

وذكرت المصادر بأن “رئيس التيار الوطني الحر يبدو أنه نسي عندما كان حاكماً بأمر الله في قصر بعبدا، رفض توقيع العشرات من المراسيم لأن الغالبية فيها مسلمة، وتحجج بالميثاقية، وظلم المئات من المواطنين الذين تقدموا ونجحوا في امتحاناتهم بكفاءتهم، بل ان عهره الطائفي، دعاه الى التشكيك بنجاح المسلمين في الامتحانات، واتهمهم بالغش، بينما كان يقبل بأي حالة يتواجد فيها مسيحيون أكثر من مسلمين، مثل رؤساء محاكم التمييز مثلاً، التي يفوق المسيحيون فيها عدد المسلمين، وللأسف هذا الكلام لم نكن نسمعه في لبنان من قبل حتى أتى عهد جهنم الذي دمر البلد، بعنصريته وطائفيته وفساده”.

لا يكفي باسيل عزلته ومعاقبته دولياً وتهديد وجوده السياسي على الساحة اللبنانية، بل أصبحت ملفات فساده في وزارة الطاقة تحقق فيها وسائل الاعلام، وقد نشرت بالأمس حلقة “يسقط حكم الفاسد” على قناة “الجديد”، تقريراً يفضح الفساد في “سد جنة” بقيمة ملايين الدولارات، ولم يستطع مستشارو باسيل الذين عيّنهم في مصلحة مياه جبل لبنان ولجنة السد الاجابة عن أسئلة الزميل رياض قبيسي، بل تهرب المدير العام للمصلحة خلال المواجهة بحجة الرد على اتصال ولم يعد إلى المقابلة. وهذه ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها فضائح عن السد ولا عن السدود المفخوتة التي عمل عليها باسيل، وقد نشرت وسائل الإعلام تقارير عدة عن عدم جدوى السد، تؤكد امكان تسرب مياه البحيرة نظراً الى الطبيعة الكلسية للمنطقة، ويشدد على دور الفوالق الموجودة والتي تسبب تسرباً للمياه خصوصاً على الضفة اليسرى للسد، ما قد يؤدي إلى صعوبات كبيرة خلال التنفيذ، هذا عدا عن تحذيرات الجيولوجيين من أن يتسبب السد بهزات أرضية.

شارك المقال