خطان كهربائيان إيراني وقطري على توتر الفراغ الرئاسي… وصمت سعودي!

لبنان الكبير

دخلت إيران من الباب العريض على خط الفراغ الرئاسي في لبنان من بوابة التقارب السعودي – الايراني، وبدأت النقاشات بين القوى السياسية حول مضمون الزيارة والرسالة غير المعلنة التي يحملها وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، والتي لا يمكن استنباطها من القراءات الاعلامية التي طرحها في المجالس الرسمية. مكان واحد يمكنه معرفة الرسالة، حارة حريك، التي تنصب الأنظار على تحركاتها بعد زيارة عبد اللهيان، لكنها كانت سريعة التوضيح ببيان كتلة “الوفاء للمقاومة” الذي وضع الاستحقاق الرئاسي على مشرحة “التوافق الوطني”، بعيداً من الخطاب الاستفزازي الذي أظهره نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في تغريداته الأخيرة.

إذاً، تبقى الصورة في كفة الفريق الممانع، خصوصاً أن اطلالة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية أتت مواكبة لكل هذه التحركات، لتتبعها خلاصات ايرانية احتلت المشهد السياسي، تحديداً لناحية العروض الكهربائية والنفطية، التي طرحها عبد اللهيان خلال زياراته الى وزارة الخارجية والسراي الحكومي وعين التينة، ليتوّجها بلقاء كسر فيه النمطية المعتادة مع نواب من قوى سياسية عدة، من بينها معارضة للخط الايراني. فالدعوات وجّهت الى كل القوى باستثناء “القوات اللبنانية”، كما وجهت وفق المعلومات الى حزب “الكتائب” لكنه اختار خيار المقاطعة حاله حال نواب التغيير، واقتصر الحضور وفق معلومات “لبنان الكبير” على 16 نائباً من أصل 25 وجهت اليهم الدعوة، ما يؤشر إلى نوايا القوى الجاهزة للتماهي مع التقارب السعودي – الايراني بعكس المتمردة عليه.

مواقف الديبلوماسي الإيراني شددت على الصداقة بين البلدين، ودعم الجمهورية الايرانية لاتفاق اللبنانيين بين بعضهم البعض، قائلاً: “المسؤولون في لبنان وكل الأحزاب السياسية والجهات في هذا البلد لهم القدرة والكفاية اللازمة على التوصل الى اتفاق واجماع بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، وسندعم أي انتخاب وأي اتفاق يحصل بين جميع الجهات”. وأكد مصدر نيابي شارك في لقاء السفارة الايرانية، لموقع “لبنان الكبير” أن “عبد اللهيان والسفير الايراني لم يقدما على طرح أي اسم لرئاسة الجمهورية خلال الزيارة، ولا حتى اسم سليمان فرنجية بل تمت الاشارة الى ضرورة إجراء الاستحقاق بتوافق داخلي والافادة من المناخ الخارجي”. واستمع عبد اللهيان الى وجهات نظر القوى المشاركة، وأدلى كل نائب بملاحظاته وأسئلته.

وتزامناً مع زيارة عبد اللهيان والمبادرات الايرانية التي طرحها، علم موقع “لبنان الكبير” أن دخولاً سريعاً أتى من دولة قطر التي طرحت مبادرة مشروطة في ملف الرئاسة، مقابل حل جزئي لملف الكهرباء. ووفق المعلومات التي حصل عليها “لبنان الكبير” فان المبادرة القطرية تنص على تأمين الفيول لكل محطات الكهرباء في لبنان، شرط أن تتوافق القوى السياسية اللبنانية وتنتخب رئيساً للجمهورية.

بالاضافة إلى ذلك، أبلغت مصادر مطلعة “لبنان الكبير”، أن وفداً فرنسياً سيصل غداً الى لبنان وسيلتقي 19 نائباً من مختلف الكتل والأحزاب داخل المجلس النيابي. وسيجتمع هؤلاء النواب مع نائبة الاغتراب الفرنسي اميليا لاكرافي لمناقشة حل الملفات الأساسية بين لبنان وفرنسا وتحديداً الواقع الرئاسي، وسيوضح الوفد مقصده من مبادرته الأخيرة وتبرر فرنسا موقفها.

وكان موقع “لبنان الكبير” كشف عن وصول سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري إلى بيروت تزامناً مع زيارة عبد اللهيان، ويبدو أن الصيام لا يزال مستمراً سعودياً تجاه الاستحقاق الرئاسي على الرغم من انتهاء شهر رمضان، ما يعطي اشارات وأسئلة، حول نشاط السفير بعد عودته، فهل يطلّ بتغريدة تنفس كل الحظوظ التي يحاول فرنجية الايحاء بها، أم تبقي السعودية اللعبة الداخلية مستمرة وهي الأكثر تعقيداً؟ وما الرسائل التي يحملها بخاري أمام الاندفاعة الايرانية والقطرية والفرنسية تجاه لبنان؟

وعلى جبهة بنشعي، قرأت الأوساط السياسية مقابلة فرنجية من وجهات نظر عدة، ففي حين رآه البعض مدركاً للتوازنات السياسية الداخلية والاقليمية، تحديداً لجهة رفضه تولي الرئاسة إن كان هناك اعتراض سعودي أو ايراني، وكذلك لجهة تأكيده على التمسك باتفاق الطائف، إلا أنه أدلى بمؤشر سلبي باتجاه رئيس الحكومة المقبل، مستعجلاً الحديث عن الثلث الضامن، فيما المعارك في التأليف كانت تدور حول الحصص، وهو ما تخلّص منه الرئيس سعد الحريري في آخر تشكيلة اعتذر بعدها عن تأليف الحكومة لعدم موافقة القوى السياسية على صيغة جديدة تعطي الحكومة قوة الكفاءة في معالجة الأزمة.

ولم تُسجّل أي هجمة ممنهجة على فرنجية من القوى المعارضة له، باستثناء “التيار الوطني الحر” الذي رد عليه من دون أن يسميه في بيان نفى فيه أن يكون لرئيسِه الوزير السابق جبران باسيل أي دور أو علاقة بـ”صفقة مرفأ بيروت خلافاً لما ورد في مقابلة تلفزيونية لأحد المرشحين الرئاسيين”، سائلاً: “كيف يمكن أن يكون له ذلك مع وزارة وفي ملف لا دخل للتيار فيه لا من قريب أو بعيد؟ واستتباعاً، ما الذي يؤمل من مرشّح رئاسي يرمي بالحرام خصومَه السياسيين سوى تعزيزه سياسة الإفلات من العقاب؟”.

قضائياً، حضرت مساعدة حاكم مصرف لبنان ماريان الحويك أمام وفد القضاء الأوروبي أمس، وأجابت عن أسئلتهم، التي فوجئت ببعضها، وقيل انها مقتبسة من داتا اتصالات المصرفي مروان خير الدين، إلا أنها فاجأت المحققين بادعائها أنها لم تسمع بشركة “فوري” إلا بعد الأزمة، وهي لا تعرف رجا سلامة، ولم تلتقيه، وتم تمديد الاستجواب إلى جلسات أخرى.

وفي السياق نفسه، تماهى وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل مع القاضية هيلانة اسكندر، بأن لا حاجة الى اذن وزير المال لاستدعاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

من جهة أخرى، دخل الناشط العوني المحامي وديع عقل دائرة الاستجواب القضائي في بلجيكا، التي يبجث برلمانها عن متبرع بتقديم إخباريات عن الفساد.

شارك المقال