fbpx

مناورات “الدويلة” في فراغ الدولة

لبنان الكبير
تابعنا على الواتساب

استيقظ الشعب اللبناني بالأمس على إستعراضات ومناورة عسكرية بالذخيرة الحية نفّذها عناصر “حزب الله” في الجنوب احتفالاً بـ “ذكرى المقاومة والتحرير”، مستخدمين الأسلحة الخفيفة والثقيلة كراجمات الصواريخ والعربات المزودة برشاشات ثقيلة أو مدافع مضادة للطيران، ضاربين بالسيادة اللبنانية عرض الحائط من جهة وبيان القمة العربية قبل أن يجفّ حبره من جهة ثانية، مستبيحين كل المحظورات بأسلوب استفزازي خارج عن منطق الدولة، وتأكيداً على منطق الدويلة التي تشهر سلاحها بصورة علنية من دون أي خجل أو حياء معتديةً على الدستور وقوانين البلاد.

وبينما يتخبط اللبنانيون في أزماتهم المتواصلة والفراغ الرئاسي المستمر منذ سبعة أشهر، لا تزال القوى السياسية عاجزة عن التلاقي حول مرشح جدي ينهي دوامة التعطيل هذه، بحيث لم تتمكن المعارضة بعد من التوافق على اسم بديل عن مرشحها النائب ميشال معوّض. وفيما لا يزال التواصل مستمراً بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” للاتفاق على مرشح جديد، يبدو أن هذه اللقاءات لم تسفر عن أي نتائج أو خواتيم ايجابية حتى هذه اللحظة، وسيكون مصيرها مزيداً من التوتر والخلافات بين الفريقين خصوصاً بعدما أصدرت “القوات” بياناً عالي اللهجة هاجمت فيه “التيار”. وفي هذا السياق، قالت مصادر تكتل “لبنان القوي” عبر موقع “لبنان الكبير”: “عدنا اليوم الى المربع الأول من التعطيل وكأننا في يومنا الأول من الفراغ الرئاسي، فالتيار ليس في وارد أن يقوم باتفاق مسيحي – مسيحي يكون موجهاً ضد الشيعة وتحديداً حزب الله، لكننا في الوقت نفسه لا يمكننا السير قدماً مع الحزب بمرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية مع العلم أنه متمسك به ولا يريد التوافق على أي بديل عنه، وبالتالي الأمور عالقة في هذه الخانة، بحيث أصبحنا بحاجة الى انتاج توافق كامل أو بالحد الأدنى الى أكبر توافق، اما نحن والحزب الى جانب بعض المستقلين وتكتل الاعتدال الوطني من جهة، أو بتوافق مع المسيحيين وتحديداً المعارضة حول مرشح مقبول لدى الحزب ولا يعتبره مرشح تحدٍ”.

وبعدما جرى التداول بمعلومات عن إمكان الدعوة الى عقد جلسة لانتخاب الرئيس قبل منتصف حزيران، أشارت مصادر نيابية الى أن “هذه الجلسة يمكن إنعقادها قريباً لكنها لن تؤدي الى انتخاب رئيس”. وفي ظل تشرذم التغييريين والقوى المعارضة، شددت المصادر على وجوب “البحث عن مرشح مقبول مسيحياً ويحظى بدعم وغطاء بكركي من جهة وأن لا يكون مرفوضاً بصورة قاطعة من الثنائي الشيعي من جهة أخرى”.

وفيما ينتظر المسؤولون إستئناف الزيارات والتحركات الديبلوماسية، تتجه الأنظار نحو زيارة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ورأت مصادر تابعة لـ “التيار” أن “هذه الزيارة نتيجة وصول المبادرة الفرنسية الى طريق مسدود، وبالتالي اما ستكون لتحريك الجمود أو للبحث في خطة جديدة ومبادرة ومقاربة جديدة”، معتبرة أن “من الممكن أن لا تكون هذه المبادرة بعيدة عن فرنجية والأهم أن يكون أساسها مبنياً على المشروع الرئاسي لأنه عندما نتفق على المشروع يصبح من السهل الوصول الى الرئيس المقبل”.

وفي عظة الأحد، توجه البطريرك الراعي الى المسؤولين عن الأحزاب بالقول: “أية تربية توفرون لشبابكم؟ أي ولاء للوطن تربون فيهم؟ ما نحتاج إليه في لبنان هو إعداد شباب ولاؤه للبنان، لا لأشخاص أو لبلد آخر! شباب شجاع للحوار، حر في قول الحقيقة، جريء في الاصغاء الى إعتراض صوت الضمير في كل ما يتنافى والعدالة والمحبة وروح السلام”.

وأسف الراعي “لأنه في ضوء هذا الكلام لا يوجد نائب واحد في الكتل النيابية يجرؤ، بقوة اعتراض الضمير على إدانة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية منذ سبعة أشهر، وإفقار الشعب وتهجيره، وهدم الدولة بمختلف مؤسساتها، بسبب رهن مقام رئاسة الجمهورية لشخص أو لمصالح شخصية أو فئوية! ولكن بكل أسف، خنق المسؤولون السياسيون فيهم صوت الضمير، صوت الله، فمن أين يأتيهم إعتراض الضمير الذي أسكتته مصالحهم؟”.

ولم يمر كلام الراعي مرور الكرام لدى أمين سر كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن الذي غرّد عبر حسابه على “تويتر”، قائلاً: “‏إن تعميم الاتهام على جميع الكتل من دون إستثناء بأن ليس هناك أي نائب يجرؤ بقوة اعتراض الضمير على إدانة تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، بكل إحترام نقول ان هذا القول لا يستند إلى الواقع وهو تجهيل للمعطلين بغض النظر لأي فريق انتموا، لا حل للمأزق الرئاسي إلا بالتفاهم لإنقاذ ‎لبنان”.

أما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده فتمنى “أن يكون لنا رئيس في أقرب وقت، وأن يكون الايمان من المزايا التي يبحث عنها الباحثون عن رئيس للجمهورية، لأن الحاكم إن لم يكن لله، فإن عمى الطمع والفساد سيصيب الجميع مجدداً، ولن يصل الشعب إلى نور القيامة المرجوة لهذا البلد”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال