استنفار شيعي ضد أزعور… المعارضة تحاول الضغط على بري

لبنان الكبير

إذا أتت رياح ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور كما تشتهي سفن المعارضة، فإن هذا من شأنه إحراج رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يشترط وجود مرشحَيْن جديين لفتح أبواب المجلس وعقد جلسة انتخاب رئيس عتيد للجمهورية. وأشارت أوساط المعارضة لموقع “لبنان الكبير” الى أنه سيعلن خلال الأيام المقبلة عن سحب ترشيح النائب ميشال معوض، وإعلان أزعور مرشحاً بالتكامل مع “التيار الوطني الحر”، وبالتالي سيكون الرئيس بري ملزماً بالدعوة الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

وبهذا أصبح البلد أمام مرشحين، مرشح الممانعة، ومرشح الثلاثي المسيحي (“التيار” و”القوات” و”الكتائب”) وبعض المستقلين. ويبقى بعض النواب الذين لم يكشفوا موقفهم بعد، أو لا يزال موقفهم ملتبساً، وسيحاول كل فريق استمالتهم لصالحه، ولكن السؤال الأهم هل سيصوّت نواب تكتل “لبنان القوي” كلهم مع أزعور، أم أن المتمردين سيصوّتون عكس إرادة رئيسهم جبران باسيل؟ بينما تتوجس قوى معارضة من سير باسيل بهذه السهولة بأزعور، بحيث لم يقدم أي مطلب أو ضمانات. وتترقب القوى السياسية تعامل الثنائي الشيعي مع ترشيح أزعور، ولكن يبدو أن المكتوب يقرأ من عنوانه، فقد استنفرت قيادات الثنائي ومسؤولوه وشيوخه ضد الترشيح، البعض منهم اعتبره مناورة، والبعض الآخر رأى فيه مرشح تحدٍ.

المعارضة بدأت تعد أصواتها، محتسبة “التيار الوطني الحر” معها، وأكدت أوساطها لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك تلاقياً اليوم مع القسم الأكبر من التغييريين على الوزير السابق جهاد أزعور، وبتأييد التقدمي الاشتراكي سنتمكن من تأمين الـ65 صوتاً، وأزعور يقوم باتصالاته مع المستقلين وفي القريب العاجل سيكون له تواصل مع تكتل الاعتدال الوطني وحملته ستكون مكتملة، والأسبوع المقبل على أبعد تقدير سنكون جاهزين بأكثر من 65 صوتاً”.

وكان الرئيس بري رد متهكماً على التهديد بالعقوبات، قائلاً: “مش عم نام الليل، هنّي مفكّرين انو يتهوّل عليّي، أو انهم بيحشروني”، مضيفاً: “جوابي لهم مختصر ومفيد، ورد في بيان مكتبي الاعلامي، وخلاصته قدّموا مرشّحين جَديّين ليتنافسا، وساعتئذ ننزل الى المجلس ولينتخب المجلس النيابي من ينتخب. أمّا من دون ذلك، فلستُ على استعداد لأن أدعو الى جلسة وأنزل الى المجلس لكي أكرّر مسرحية الفشل”.

كلام بري أتى متوازياً مع استنفار لمن يدورون في فلك الثنائي الشيعي، فقد أشار رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الى “أنهم تفاهموا على اسم مرشح، لكن في الحقيقة لا ندري إن كانت مناورة بين بعضهم ضد بعضهم الآخر، هدفها أن نسقط مرشحنا وأن نسحبه من التداول ليعودوا ويطرحوا مرشحهم الحقيقي. كل طرف منهم يخفي مرشحه الحقيقي تحت عباءته، فيما المرشح الذي اتفقوا عليه ولم يتفقوا معه ليستخدموه في معركة الاستحقاق الرئاسي أرادوه فقط من أجل أن نسحب مرشحنا”. وأكد رعد أن “الثبات على حقنا واستقامتنا في مواجهة الأزمة سوف يوصلنا إلى ما نريد وإن طال الزمن. بالمناورات التي يمارسونها إنما يطيلون فترة الفراغ الرئاسي ونحن مستعجلون على إنجاز الإستحقاق، لكن هم يريدون أن يكون هناك فراغ رئاسي أو أن يتسلطوا على البلاد خدمة لأعداء البلاد”.

أما نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “أمل” الشيخ حسن المصري، فاعتبر أن “معطل انتخابات الرئاسة هو من يعطل اجتماع المجلس النيابي للتشريع من أجل لقمة عيش المواطن”. وقال: “نحن في هذا البلد لسنا أبناء جارية، وابن الست وابن الجارية انتهى إلى غير رجعة، وليعلم من يريد أن يعلم، وليسمع من يريد أن يفهم، أننا لسنا في زمن العبودية، نحن أبناء هذا الامام، لن نتلقى أوامر من أحد، ولا نقبل أن يصنع لبنان إلا اللبنانيين والعرب فقط، أما الغرب ومن معه فليذهب، وليطيروا في الجو، فلا تصنع رئاسة الجمهورية في الطائرات، وإنما تصنع هنا في لبنان”.

وأكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب رفض مقولة “إما أن يكون لنا لبناننا وحدنا أو لا يكون”، لافتاً إلى أنّ “الإصرار على المناورات السياسية وإنكار الحقّ الديموقراطي للآخرين بعد رفض الاستجابة لدعوة الحوار والتهديد بالفدرلة والتقسيم يفسّر أسباب الازمة والحصار”.

وفي السياق نفسه، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “مرشح التحدي لعبة مكشوفة، ولبنان جبهة وطنية، وحماية لبنان تمر بحماية المؤسسات الدستورية، والمقاومة السياسية لا تقل أهمية عن المقاومة المسلحة، والضغط بوضع الناس وجوعها ووجعها عيب وعار، وخيارنا الصمود والثبات لحماية لبنان سياسياً، وخيارنا حماية المسيحي قبل المسلم، والحصول على مكاسب وطنية وأوراق قوة لا يكون بالتفريط الوطني، بل بدعم المرشح القوي، لأن البلد يحتاج رئيساً قوياً وقادراً وليس رئيساً بدل عن قوي وقادر”.

حياتياً، أعلنت وزارة المال في بيان، أنها حوّلت الى مصرف لبنان كامل المبالغ التي طلبتها وزارة الاتصالات لصالح هيئة “أوجيرو”، وأكد هذا الأمر وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، لافتاً إلى أن “تعرفة الانترنت من أوجيرو سترتفع 6 و7 أضعاف ويتم تحضير الدراسة بهدف عرض مرسوم على مجلس شورى الدولة، وعندما تأتي موافقة المجلس يعرض على مجلس الوزراء للموافقة النهائية عليه”.

وفي شأن قضائي، استدعت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي كلاً من الناشطين وليم نون وبيتر بو صعب الى جلسة تحقيق في العاشرة من صباح الأربعاء المقبل، على خلفية محاولة إحراق قصر العدل، بناءً على ادعاء من أحد المدّعين العامين.

شارك المقال