جلسة 14 حزيران: العين على كليمنصو… و”حزب الله” يصوّب على “العقلية اليهودية”

لبنان الكبير

حقق رئيس مجلس النواب نبيه بري رغبة المعارضة، ودعا إلى جلسة نيابية في 14 حزيران الجاري، مخالفاً بذلك قراره الأولي، عن رفض الدعوة الى جلسات لا طائل من انعقادها. إلا أن دعوة رئيس المجلس تبدو كأنها التزام بالمهلة التي كان قد حددها سابقاً وفي الوقت نفسه إرضاء لبكركي التي أوفدت إلى حارة حريك المطران بولس عبد الساتر للتشاور في التطورات الرئاسية الجديدة، على أن تستكمل جولاته لاحقاً مع القوى السياسية الأخرى. فيما كان لافتاً في التوقيت أن يهاجم “حزب الله” ما أسماه “عقلية يهودية” لدى من كان يحاول أن يبني مجداً على “صراع سني – شيعي”.

في هذا الوقت، تستمر اتصالات المعارضة في محاولة لاستمالة حوالي 40 نائباً لا يزال موقفهم الرئاسي ملتبساً ولم يحددوه، بينما تتجه الأنظار اليوم إلى كليمنصو حيث من المقرر أن تعقد كتلة “اللقاء الديموقراطي” اجتماعها في حال عودة رئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط من السفر ومراقبة ما إذا كان سيصدر عن هذا الاجتماع موقف داعم للوزير السابق جهاد أزعور، الذي كان رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط أول من رشّحه، أم أن الموقف سيكون داعماً ولكن غير حاسم لفتح الباب أمام التوافق.

أمين سر كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن لم يحسم موقف الكتلة، وإذ سأل الثنائي الشيعي عن سبب قلقه من أزعور، أشار في حديث إعلامي إلى أن “أزعور ليس مرشح تحدٍ، ونحن لم نبدل رأينا به، ولكن الموضوع لا يتعلق بالتسمية أو التصويت، بل بكيفية تحضير الأجواء كي يصل أزعور إلى سدّة الرئاسة، والاصطفاف الحاد قد يخلق نوعاً من الاستقطاب الذي يُفسر وكأنه ترشيح تحدٍ”، مذكّراً بأن “التقدمي” هو أول من طرح اسم أزعور للرئاسة.

وعلى خط “البوانتاج الأزعوري” بدأت مواقف القوى غير الحاسمة في قرارها تظهر، فقد أشار النائب عبد الرحمن البزري إلى أنّ الاصطفاف الحالي الذي بات أفقياً لا يحقّق آمال اللبنانيين وطموحاتهم، لافتاً الى أنّه والنائبين أسامة سعد وشربل مسعد وعدد من النواب التغييريين لا يزالون يدرسون الوضع لاتخاذ الموقف الصحيح من انتخاب رئيس للجمهورية. وقال: “نحن لا نريد معركة مرشح مدعوم من الثنائي الشيعي ضدّ مرشّح مدعوم من الأكثرية المسيحية”.

ومن جهة التغييريين، يبدو أن مؤيدي أزعور حتى اللحظة هم 6 من أصل 13، بحيث يبدو أن 3 نواب يرفضون أزعور بينما 4 لم يحسموا أمرهم بعد. وغرّد النائب مارك ضو عبر حسابه على “تويتر” كاتباً: “جلسة انتخاب الرئيس في 14 حزيران مسؤولية كل كتلة ونائب إبلاغ ناخبيهم، لمن سيصوّتون. حق الناس معرفة قرار ممثليهم وأسباب اختيارهم. نحن أعلنا أمس: بين سليمان وجهاد نختار جهاد”.

وإذ أكد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في حديث صحافي أنه “سينضم إلى منافسيه التقليديين في البرلمان ويصوّت لجهاد أزعور في الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد”، أقر بأن “أزعور يفتقر حالياً إلى الدعم اللازم في المجلس التشريعي ليصبح الرئيس المقبل للدولة”.

وأشار باسيل إلى أن حزبه لم يكن “راسخاً في موقفه ويريد إيجاد إجماع برلماني”، موضحاً أنه “إذا دعمنا اسماً ما ، فهذا لا يعني أننا نرفض كل الآخرين، ونحن دائماً جاهزون ومستعدون للحوار للاتفاق على اسم توافقي”. ونبّه على أنّ موقف حزبه كان “واضحاً جداً ودقيقاً للغاية”، مشدداً على أنّ “إسم أزعور كان من بين العديد من الأسماء التي وافقنا عليها، واختار الآخرون أحد هذه الأسماء، وبما أنهم اتفقوا على هذا الاسم، فإننا ملزمون بالتصويت له”.

وعلى الرغم من تأكيد باسيل الالتزام بالتصويت لأزعور، إلا أن معلومات “لبنان الكبير” تشير إلى أن عدد نواب تكتل “لبنان القوي” الذين سيصوتون له لن يتخطى الـ 11 نائباً في أحسن الأحوال، تحديداً مع اتجاه “الطاشناق” الى التصويت لسليمان فرنجية، وخروج النائب محمد يحيى من التكتل، ولم تنفع استعانة باسيل بالرئيس السابق ميشال عون لترويض المتمردين على قراره.

في المقابل، اعتبر المكتب السياسي لحركة “أمل” أن “الترشيح الأخير لتجمع الأضداد الذين عبّروا من خلاله بوضوح عن التقاطع المصلحي والظرفي التكتيكي عليه، يعبّر عن موقف التعطيل والتخريب الفعلي، وممارسة التحدي السياسي بهدف إسقاط ترشيح الوزير سليمان فرنجية، وهذا إنما يدل على الإستخفاف والنرجسية، وللذين يمعنون في سياسة هدم الهيكل برمته كرمى لمصالحهم الشخصية”.

من جهته، صوّب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” ابراهيم أمين السيد على من اعتبره يعمل “بعقلية يهودية”، وقال خلال احتفال تأبيني في بعلبك: “إن هناك شخصاً في لبنان لا سنّي ولا شيعي، لن أقول اسمه، يفعل في لبنان كما فعل اليهود مع الأوس والخزرج، إذ كانوا يقاتلون مع الطرفين، ويحرضون على الطرفين. وهو يعمل بعقل يهودي موجود في لبنان وما زال موجوداً، كان يريد أن يبني مجده على الصراع السنّي – الشيعي، وكان يعتقد أنه حين يتعارك السنّة مع الشيعة، تلك فرصتة الوحيدة لاستعادة أمجاده، لكن الحمد لله على فشله وفشل هذه المؤامرة، وإن شاء الله يذهب إلى الأماكن التي تعرفونها”.

على صعيد أخر، لا تزال قضية سفير لبنان في باريس رامي عدوان تتفاعل، ونقلت “وكالة الصحافة الفرنسية” عن مصدر ديبلوماسي قوله: “فرنسا ستطلب اليوم (الاثنين) رفع الحصانة عن سفير لبنان في باريس رامي عدوان، الذي يستهدفه تحقيق بشبهة الاغتصاب والعنف المتعمد”.

أضاف المصدر للوكالة الفرنسية طالباً عدم ذكر هويته: “ثمة خطوات في هذا المنحى سيتم اتخاذها خلال اليوم”.

شارك المقال