اتجهت الأنظار أمس إلى الحدود الجنوبية مجدداً، وهذه المرة إلى بلدة كفرشوبا، حيث أعلن الجيش اللّبناني أنه نفذ انتشاراً في المنطقة الحدودية بمواجهة العدو الإسرائيلي اثر تجمع عدد من المواطنين في خراج البلدة بالقرب من بركة بعثائيل وذلك لاقامة صلاة الجمعة، واعتراضاً على قيام القوات الاسرائيلية بأعمال الحفر بالقرب من الخط الأزرق الذي يفصل الأراضي المحتلة عن الأراضي المحررة في خراج البلدة.
ومن توتر الحدود إلى التشنجات السياسية، فقد تصاعدت حدة الخطابات بين داعمي المرشحَين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، لدرجة أن “التيار الوطني الحر” يعتبر أن “حزب الله” يهدده عبر الصحف والوجوه الاعلامية التي تدور حوله. فيما نشطت الاتصالات الداخلية والخارجية لمحاولة انتاج رئيس في الجلسة المقبلة، التي سيسبقها وصول الموفد الفرنسي المعين حديثاً وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان.
وشهدت أمس بلدة كفرشوبا تصعيداً خطيراً بعد عدة أيام من التوترات، اثر أعمال الحفر التي يجريها العدو الاسرئيلي على أطراف البلدة، فقد تطورت الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها أبناء البلدة، الى رشق بالحجارة وإزالة أسلاك شائكة من جهة، واستنفارات وقنابل مسيلة للدموع من الجهة المقابلة، ما دفع الجيش إلى تنفيذ انتشار لمواجهة أي تصعيد محتمل من العدو. وعلق الناطق الرسمي بإسم قوات “اليونيفيل” أندريا تيننتي على الأحداث بالقول: “جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض، وقد كانوا على الأرض منذ البداية لضمان استمرار وقف الأعمال العدائية ولارساء الهدوء والمساعدة في تخفيف حدة التوتر”، مضيفاً: “اننا نحث الأطراف على استخدام آليات التنسيق التي نضطلع بها بشكل فاعل لمنع سوء الفهم والانتهاكات والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة”. ودعا كلا الجانبين إلى “ممارسة ضبط النفس وتجنب الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر على طول الخط الأزرق”.
وبالعودة إلى التوتر السياسي، قرأت الأوساط تبني ترشيح أزعور من الحزب “التقدمي الاشتراكي” من وجهتي نظر، فالبعض رأى أن رئيس الحزب وليد جنبلاط التقط اشارات خارجية دفعته إلى تبني الترشيح، بينما اعتبر البعض الآخر أنه يبيع “الثلاثي المسيحي” موقفاً بسبب علمه أن اللحظة المؤاتية لانتخاب رئيس لم تحن بعد.
وبرز أمس استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة المطرانين بولس عبد الساتر ومارون العمار موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي. واكتفى العمار بالقول ان اللقاء كان جيداً.
وكان المطرانان زارا أول من أمس كليمنصو والتقيا وليد جنبلاط بحضور رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط وجرى البحث في المستجدّات السياسية الراهنة. إلى ذلك، تسري معلومات حول نية البطريرك الراعي الدعوة الى قمة روحية بعد جلسة 14 الجاري لمحاولة تخفيف الاحتقان والتأزم.
إلى ذلك، انتقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تصاريح عدد من النواب يفترض أنهم من ضمن الصف المعارض، التي تقول انهم لن يصوّتوا لأي مرشح بحجة عدم تحبيذهم للاصطفافات، سائلاً: “هل يجوز بعد كل ما مررنا به أن نسمع هذا الكلام من نواب انتخبوا من أجل التغيير؟ أو أن نرى نواباً آخرين لم يعجبهم أحد الاسمين لأن بنظرهم فرنجية مرشح ممانعة وأزعور مرشح تسويات، في وقت هناك أيضاً نواب يريدون التصويت لمرشح ثالث، في أحسن أحواله، سينال 6 أو 7 اصوات، الأمر الذي سيعطل الاستحقاق الرئاسي كما فعل في السابق من صوّت بورقة بيضاء”. وقال: “هنا لا يمكن تجاهل خطة من يسعى الى منع حصول أحد المرشحين على 65 صوتاً في الجلسة المرتقبة مع من يتأثر به من قلة الادراك، فضلاً عمن يتأمل من النواب فشل انتخاب رئيس في الوقت الراهن ليكون بعدها أحد الأسماء المطروحة”.
في المقابل، رأى رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك أن “الفراغ ما زال سيد الموقف، ومن البداية الى اليوم موقفنا واضح من هذا الاستحقاق الرئاسي، قلنا وما زلنا نردد إننا نريد الرئيس الجامع المنفتح على جميع المكونات، رئيساً لجميع اللبنانيين من دون تمييز، وصاحب موقف ومبدأ وقوة على المواجهة والصمود في وجه ما يخطط للبنان من مشاريع، ومن هذا المنطلق كان تأييدنا ودعمنا للمرشح رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية، لأننا نرى فيه هذه المؤهلات وله القدرة على معالجة جميع الملفات وخصوصاً ملف النازحين السوريين وترتيب العلاقة مع سوريا وجميع الدول العربية والخليجية والمنفتح على دول العالم ما عدا العدو الإسرائيلي”.
وغداة منع الصحافية الكويتية فجر السعيد من دخول لبنان عبر مطار بيروت، التقى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، القائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى لبنان الوزير المفوض عبد الله سليمان الشاهين في حضور المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وجرى عرض للأوضاع العامة وتعزيز التنسيق الأمني بين البلدين.
وما زالت ردود الفعل على ما جرى مع السعيد تتواصل، ففي حين طالبت الدائرة الاعلامية في “القوات اللبنانية” بتوضيح مفصل من الأمن العام عن سبب اتخاذ قرار المنع، كتب المفتش العام المساعد لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن مرعب عبر حسابه على “تويتر”: “لدولة الكويت الشقيقة مكانة كبيرة في قلوب اللبنانيين ووقوفها إلى جانب لبنان ودعمها له في ظروفه الصعبة محفور في ذاكرتنا ووجداننا، وكذلك موقف الكويت المشرّف تجاه القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي يعرفه القاصي والداني وما حصل مع فجر السعيد هو تطبيق للقانون اللبناني الذي يجرِّم زيارة الكيان الصهيوني الغاصب والتعامل معه، أما بقية الشعب الكويتي فصدر البيت له والعتبة لنا ونقطة على أول السطر”.
من جهة أخرى، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أنه بصدد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء للبحث في موضوع النزوح السوري، وطلب وزارة العدل الموافقة على عقد اتفاق بالتراضي مع محاميين فرنسيين لمعاونة رئيس هيئة القضايا في الدعوى المقدمة بملف آنا كوساكوفا ورفاقها.
معيشياً، أشارت وزارة المال في بيان الى أنها “بمناسبة حلول عيد الأضحى في الثامن والعشرين من شهر حزيران الحالي، لن تستطيع صرف الرواتب والتعويضات والأجور والزيادة المنصوص عليها في المادة 111 من قانون موازنة 2022 المستحقة آخر شهر حزيران قبل حلول العيد المبارك بسبب عدم تأمين الاعتمادات المالية لغاية تاريخه، الأمر الذي سيحول دون القدرة على تحويل هذه الحقوق إلى أصحابها”.