حفلت أجواء نهاية عطلة الأسبوع بالمزيد من التوترات والتشنجات السياسية بالاضافة الى خطابات عالية النبرة واللهجة إستخدمها محور الممانعة تجاه المعارضة تحديداً ومرشحها الوزير السابق جهاد أزعور. وفي ذكرى 13 حزيران ومجزرة إهدن أطل رئيس تيار “المردة” ومرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية وتحدث بصراحة تامة، واصفاً “الظروف التي نمر بها اليوم بالمشابهة لظروف المجزرة التي دفع ثمنها الميسحيون وكل لبنان، فالمصلحة ضربت كل مشاريع الالغاء”. ولم يكن أسلوبه الخطابي سوى تأكيد لخصومه أنه لا يزال قوياً وباقٍ باقٍ في المعادلة ولن ينجحوا في تطييره أو اعدام حظوظه الرئاسية. وقالها بكل ثقة: “أنا ملتزم بالاصلاحات وبإتفاق الطائف وبمبدأ اللامركزية الادارية، وفي قاموسي لا تعطيل في الحياة السياسية، والرئيس القوي لا يقول ما خلونا”.
وتوجه فرنجية إلى كل من “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” و”الكتائب” والتغييريين مذكراً بمواقفهم السابقة، وموجهاً أصابع الاتهام الى كل منهم بأنهم إتفقوا على السلبية. وسأل رئيس “القوات” سمير جعجع: “أنتم ضد مرشح الممانعة وهذا حقكم، ولكنني أريد التذكير في العام 2016 كانت الممانعة ضدي، تم تعطيل النصاب الذي كان لمصلحتي مراراً، المشكلة ليست مع حزب الله بل مع أي مسيحي منفتح يمكن أن يأخذ البلد الى الاعتدال”.
وفي ظل موجة الخطابات عالية النبرة، اعتبرت مصادر نيابية عبر “لبنان الكبير” أن خطاب المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كان بمثابة تهديد واضح وهو مرفوض جملةً وتفصيلاً. والمؤكد أن التقاطع المسيحي – المسيحي الأخير أزعج فريق الممانعة كثيراً، ولهذا السبب يستخدمون هذه الخطابات وهناك ضغوط تستخدم على بعض الكتل لحسم قرارها. وقال قبلان: “لعبة قاتل ومقتول مغامرة كبيرة بل مقامرة كبيرة وتركيب البلد على السكة الطائفية نحر له والاسترزاق عند واشنطن هو خيانة”، مضيفاً: “المجموعة السياسية التي يديرها الإصبع الأميركي تأخذ البلد نحو كارثة كبيرة جداً وتضع لبنان والشراكة الوطنية أمام مصير مجهول”.
وفيما تتجه الأنظار والاهتمامات إلى جلسة الأربعاء المقبل، شدد نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على “أننا سنشارك يوم الأربعاء في جلسة انتخاب الرئيس، وسنصوّت للوزير فرنجية”.
وفي هذا السياق، أكدت أوساط المعارضة عبر موقع “لبنان الكبير” أن “الاتصالات والاجتماعات لم تنقطع لحظة واحدة طيلة الأسبوع الماضي، بحيث تمكنا من تأمين ما يقارب 60 صوتاً لصالح مرشحنا أزعور، ولم نستطع تأمين الـ65 صوتاً في الدورة الأولى لكن في حال لم يعطل الثنائي الشيعي الدورة الثانية فهناك نواب سيغيّرون في موقفهم وسيصوّتون لأزعور وسنصل الى ما يقارب الـ71 صوتاً”، مشيرةً الى أن “هناك ستة نواب من التغييريين حسموا موقفهم نحو أزعور باستثناء النواب فراس حمدان، ملحم خلف، نجاة صليبا وياسين ياسين، بالاضافة الى أن الصعوبة تكمن في تكتل الاعتدال الوطني الرافض التصويت لأزعور خلال الدورة الأولى”.
وأوضح عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم “أننا لم نفكر حتى الآن في تطيير نصاب الجلسة والقرار قد يتخذ في لحظتها، فلبنان بلد المفاجآت وقد نشهد انتخاب رئيس في هذه الجلسة”.
ورأت مصادر التغييريين أن “من الاستحالة التصويت لصالح فرنجية، وإمكان التصويت لاسم ثالث (الوزير السابق زياد بارود) لا نحبذه، وقرار الورقة البيضاء ضئيل جداً”، مشددة على وجوب “التحاور وتقريب وجهات النظر ومعرفة ماذا بعد جلسة 14 حزيران”.
وبعدما صدر بيان عن المجلس الوطني في “التيار الوطني الحر” طلب من نوابه التزام قرار التصويت لأزعور، لفتت مصادر مطلعة الى أن “غالبية نواب التيار ستلتزم بالتصويت لأزعور باستثناء نائب أو نائبين”.
واعتبر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أن “أزمتنا أكبر من التي كنا فيها قبل، الأربعاء المقبل هناك جلسة لانتخاب رئيس ولكن لا يتوقع أحد أنه سيتم انتخاب الرئيس فيها لأنه بالتحدي لا يمكن لأحد انتخاب رئيس الجمهورية، ونحن مقبلون على تحد”.
وفي عظة الأحد، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي: “ينظر اللبنانيون المقيمون والمنتشرون، كما سواهم من الدول المحبة للبنان إلى الأربعاء المقبل الرابع عشر من حزيران، وهو يوم يدخل فيه النواب مجلسهم لانتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ ثمانية أشهر في سدة الرئاسة، فيما أوصال الدولة تتفكك، والشعب يجوع، وقوانا الحية تهاجر، والعالم يستهجن هذه الممارسة الغريبة للسياسة في لبنان النموذج أصلاً بدستوره”.
أضاف: “الشعب ينتظر انتخاب رئيس، فيما الحديث الرسمي بكل أسف يدور حول تعطيل النصاب، الأمر الذي يلغي الحركة الديموقراطية، ويزيد الشرخ في البلاد ويسقط الدولة في أزمات أعمق”.