fbpx

“تقليعة” أزعور بـ 59… وفرنجية “يقرّش” خسارة باسيل

لبنان الكبير
مجلس النواب
مجلس النواب
تابعنا على الواتساب

كما كان متوقعاً لم تنتج الجولة رقم 12 رئيساً للجمهورية، على الرغم من أنها كانت جلسة مكتملة العدد بـ 128 نائباً. إلا أن نتائجها كانت لافتة، بحيث انطلق المرشح جهاد أزعور من 59 صوتاً، وهذا رقم ليس بقليل، حتى لو لم ينجح المتقاطعون عليه في الوصول إلى هدفهم 65 صوتاً. وكان مفاجئاً الرقم الذي حققه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الذي حصل على 51 صوتاً، بينما كانت البوانتاجات تعطيه في أفضل الحالات ما بين 45 – 47 صوتاً، ما يعني أن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل رسب في الامتحان، ولم يستطع أن يفرض على تكتله أن يصوّت كله لأزعور.

أما عن دلالة النتائج في جلسة الأمس، فالواضح أنه يجب العودة إلى توافقات جديدة، تنتج حلاً، لكن من دون أدنى شك فان البلد لا يمكن أن يستمر في ظل غياب المكون السني الأساس الذي يجسده تيار “المستقبل” والرئيس سعد الحريري.

كان ثابتاً أن دورة واحدة لا يمكن أن تنتج رئيساً، وأنه يجب عدم تعطيل نصاب الدورة الثانية، بل حتى الذهاب نحو جلسات متتالية. وقد شهدت الجلسة جدلاً قبل أن يرفعها رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحيث أن الأصوات المفرزة كانت 127 صوتاً، بينما الحضور هو 128، أي أن هناك صوتاً ضائعاً، الأمر الذي دفع بعض النواب إلى المطالبة بإعادة التصويت بينما طلب آخرون إعادة الفرز، إلا أن بري رفض الأمر، وقال: “ان ورقة لا تقدم ولا تؤخر في النتيجة”، خصوصاً أن النصاب فقد. وقال ان زياد بارود نال 7 أصوات لا 6، وتبين لاحقاً أن الورقة الـ 128، كانت عبارة عن مغلف فارغ وفق ما أعلن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، الذي أكد أن “هناك مغلفاً فارغاً بين مغلفات التصويت، ومن المؤكد أن نائباً وضع المغلف فارغاً ولم يصوّت”. وأضاف: “أبلغت ممثلي الكتل النيابية استعدادي لإعادة الفرز في مكتبي، لكنهم لم يرغبوا في ذلك، لثقتهم بأن الصوت الضائع يعود الى وجود مغلف فارغ”.

وبعد الجلسة، أصدر الرئيس بري بياناً طالب فيه بالكف عن رمي كرة المسؤولية على أي طرف بإطالة أمد الفراغ، معتبراً أن انتخاب رئيس للجمهورية لن يتحقق “الا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار”، مضيفاً: “نعم حوار من دون شروط لا يلغي حق أحد بالترشح. حوار تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤية مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق من دون إقصاء أو عزل أو تحدٍ أو تخوين. حوار تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة”. ورأى أن “الأوان آن لكي يمتلك الجميع الجرأة والشجاعة من أجل لبنان بسلوك هذا الطريق فهل نحن فاعلون؟”.

وهذه الدعوة كررها عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن الذي شدّد على ضرورة “الحوار والتلاقي والتفاهم”. وقال اثر الجلسة: “لبنان يحتاج إلى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية وإلى حوار وطني حقيقي بعيداً من المزايدات والتهويل الذي جرى”. وأكد “الانفتاح على كل الكتل السياسية لحوار وطني حقيقي”.

يبدو أن الحوار ليس مطلباً من الممانعة الداخلية فحسب، بحيث نشر السفير الايراني لدى لبنان مجتبى أماني تغريدة له عبر حسابه الخاص على “تويتر” جاء فيها: “أكدنا ودعونا مراراً الى أن الحل الوحيد لإنهاء الفراغ الرئاسي، هو عبر الحوار والتفاهم والإجماع الداخلي”.

وبينما بدأ رمي الاتهامات على من صوّت لفرنجية الذي لم تعطه البوانتاجات قبل الجلسة أكثر من 48 صوتاً، نفى نواب “الطاشناق” أن يكونوا اقترعوا له، كما أعلن “التيار الوطني الحر” أن نوابه “الحزبيين” التزموا بالتصويت لأزعور. ولكن ماذا يقصد التيار بتعبير حزبيين؟ هل يقصد أن نواب تكتل “لبنان القوي” غير المنتمين الى التيار لم يلتزموا قراره؟ علماً أن المعلومات تقول إن أكثر من 5 نواب من التيار لم يلتزموا، وهذا يعني أن رئيسه جبران باسيل أمام مأزق مع أعضاء تكتله، تحديداً أن المعترضين، ليسوا من نواب الصدفة، بل بعضهم يعدون من مؤسسي التيار والمناضلين في سبيله، وهم حتى أقدم من باسيل نفسه.

وفي حين سرت شائعات تفيد بأن كتلة “اللقاء الديموقراطي” وزعت أصواتها، نفى أمين سر الكتلة النائب هادي أبو الحسن هذا الأمر، لافتاً الى أن “كل نواب اللقاء هم على موقف واحد وقرار واحد وصوت واحد، وترجموا ذلك بالتصويت جميعهم للمرشح جهاد أزعور وفق الأسس التي تضمنها بيان اللقاء، ولم يحصل أي توزيع في الأصوات كما حاول البعض إيهام الرأي العام، وليوقف هذا البعض الأدوار الملتبسة والمشبوهة الهادفة إلى خلق اشكاليات بغنى عنها”.

من جهته، أعلن النائب ايهاب مطر أنه صوّت لقائد الجيش جوزيف عون. أما عن المصوتين لأزعور فهم نواب صيدا الثلاثة بالاضافة إلى 3 من التغييريين.

إثر الجلسة، غرّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع عبر حسابه على “تويتر” كاتباً: “لو جرت الدورة الثانية اليوم كما كان طبيعياً أن يحصل لكان لدينا الآن رئيس للجمهوريّة. ما جرى في مجلس النواب، وبعيداً من التفاصيل، هو تعطيل حقيقي وفعلي ليس لجلسة اليوم (أمس) فقط لا غير، وإنما لانتخابات رئاسة الجمهوريّة ككل”. ليرد على تغريدته النائب طوني فرنجية قائلاً: “حكيم! لو عقدنا 10 دورات متتالية لما أنتجنا رئيساً! والسبب ببساطة أن من اختار التقاطع على أزعور يدرك جيداً أن لا حظوظ له. وكل الغاية من التقاطع على أزعور كانت قطع الطريق على سليمان فرنجية واقصاءه من السباق… وهذا ما لم ولن يحصل”.

واعتبر نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان من المجلس أن “اليوم هو انتصار للديموقراطية وللمعارضة التي استطاعت أن تبرهن أنها قريبة جداً من الوصول إلى الـ65 صوتاً، ومعركتنا الانتخابية والديموقراطية مستمرة”، لافتاً إلى أن “التقاطع مع التيار الوطني الحر على اسم أزعور ليس لجلسة واحدة إنما مستمرون في المعركة وسنخوض هذا التقاطع إلى الآخر”. وقال: “ما تجرّأوا يفوتوا بدورة ثانية ونحن قريبون من الـ65 صوتاً لأزعور”.

أما النائب ميشال معوض فأكد بعد الجلسة أن “الفريق الذي يحاول فرض مرشحه حصل على 51 صوتاً وهناك اكثرية واضحة رافضة لهذا الفرض وأنا أعتبر أننا انتصرنا”.

وفي أول موقف خارجي على الجلسة، غردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على “تويتر” كاتبة: “جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة اليوم (أمس) في مجلس النواب. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم. الفراغ المطول يقوّض الممارسات الديموقراطية في لبنان ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لاعادة البلاد إلى مسار التعافي”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال