لا عيد في الجنوب لأن أهله الذين يفترض أنهم تحرروا عام 2000 وحدوا أنفسهم مرة جديدة مهجرين يبحثون عن مأوى لهم في وطن حوّله “المحررون” الى ساحة ترانزيت لمصالح خارجية، فبنوا دويلة السلاح على أنقاض مؤسسات الدولة التي دمروها بالسلاح، وها هم “المحررون” أنفسهم يشاغلون اللبنانيين قبل إسرائيل عن مصلحتهم الوطنية والاقتصادية والاجتماعية كرمى “جمهورية المرشد”… صار 25 أيار يوم عطلة رتيباً ولم يعد عيداً، ربما منذ شباط 2005 ومنذ تموز 2006 فبدا “تحرير الأرض” أشبه بـ “تحرير صك ملكية” وطن لمصلحة مقاومة مزعومة إفتعلت سرايا ورؤساء جهورية ونقلت السيادة من بعبدا الى بئر العبد.
وعلى الرغم من قرار محكمة العدل الدولية الذي أمر اسرائيل بوقف الحرب على رفح، تواصل قصفها على قطاع المدينة جنوب غزة، بالتزامن مع إعلانها عن استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل وفق مقترحات جديدة بوساطة المصريين والقطريين، بما يبدو أنه محاولة اسرائيلية للظهور كأنها تمتثل لقرار المحكمة، إلا أن الأوساط الدولية قرأت في اعلان اسرائيل مماطلة جديدة لتضييع الوقت، لاسيما بعد رفضها نتائج المفاوضات السابقة، بالاضافة إلى تفاجؤ البيت الأبيض بهذا الاعلان، ونفي “حماس” علمها باستئناف المفاوضات، وتكذيبها لما يتداول في الاعلام الاسرائيلي.
الميدان
قُتل عنصران من “حزب الله” جراء قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية على عربتين تابعتين له في وسط سوريا، وفق ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان”.
وأشار المرصد الى أن “مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على سيارة وشاحنة تابعتين لحزب الله قرب مدينة القصير في محافظة حمص، بينما كانتا في طريقهما إلى مطار الضبعة العسكري، ما أدى إلى مقتل مقاتلين اثنين على الأقل من الحزب، وإصابة آخرين بجروح، في هجوم هو الثالث من نوعه في غضون اسبوع”.
وكان الحزب أعلن عن عملية استهدف خلالها دبابة “ميركافا” خلال تحركها في موقع المرج بصاروخ موجه، ما أدى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها، وأنه “في إطار الرد على الاغتيالات التي قام بها العدو الاسرائيلي، خصوصاً في المنصوري منذ أيام، شن هجوماً على أهداف في ثكنة زرعيت بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية وأصابها إصابة مباشرة وتم تدميرها”، وذلك، بعدما كان أعلن مساء الجمعة، عن تنفيذه “هجوماً جوياً بمسيرات انقضاضية على المقر المستحدث للفرقة 91 في إييليت استهدفت أماكن استقرار ضباط وجنود العدو”، إضافة إلى هجوم بمسيرة انقضاضية على مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف، في وقت شن فيه الطيران الاسرائيلي غارة على أحد المنازل في محيط موقع قوات “اليونيفيل” الدولية في بلدة العديسة.
في المقابل، سجلت حملة ممنهجة استهدفت حقولاً وبساتين في بلدات جنوبية عدة، إذ وبعدما ألقيت قذائف فوسفورية على الأحياء السكنية في بلدة حولا، ما تسبب باشتعال النيران بين المنازل، قصفت الجمعة، المدفعية الاسرائيلية بعدد من القذائف “حرج الصنوبر” في أطراف بلدة كفرحمام وحرج بلدة مركبا، وسقط عدد من القذائف عند أطراف بلدة رب ثلاثين لجهة بلدة الطيبة وأشعلت حريقاً في المنطقة.
المفاوضات بين الاستئناف والنفي
أعلنت هيئة البث الاسرائيلية، أن مفاوضات تبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة “حماس” سيجري استئنافها خلال أيام بناءً على مقترح جديد قدمته إسرائيل. وأشار مسؤول إسرائيلي الى أن لدى الحكومة “نية” لاستئناف المحادثات بهدف التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن في غزة في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مع وسطاء في باريس. وقال المسؤول لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: “هناك نية لاستئناف المحادثات هذا الأسبوع وهناك اتفاق”. ولم يدل بمزيد من التفاصيل حول الاتفاق، لكن وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن رئيس “الموساد” ديفيد برنيع وافق على إطار جديد للمفاوضات المتوقفة خلال اجتماعات في باريس مع الوسيطين، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأعلنت واشنطن أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى محادثات مع الوزير في حكومة الحرب الاسرائيلية بيني غانتس حول الجهود الجديدة للتوصل إلى وقف لاطلاق النار وإعادة فتح معبر رفح “في أقرب وقت”، بحسب واشنطن. وأفادت قناة “القاهرة الاخبارية” بأن “مصر تواصل جهودها لإعادة تنشيط مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين”. وأشارت إلى أن القاهرة تمارس “جميع أنواع الضغوط على إسرائيل لإدخال مواد الاغاثة والوقود بصورة عاجلة”.
ونفى مسؤول في حركة “حماس” استئناف المفاوضات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وعودة الرهائن الاسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وكذّب المسؤول في “حماس” لـ”رويترز” التقارير الاعلامية السرائيلية التي تحدثت عن استئناف محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة الثلاثاء.
وكذلك نقل موقع “أكسيوس” عن مصدر أميركي، إشارته إلى أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “فوجئت بإعلان إسرائيل بشأن استئناف مفاوضات الأسرى”، وذلك عبر الوساطة المصرية والقطرية مع حركة “حماس”.