fbpx

لبنان بين هدنة غزة و”صيغة” هوكشتاين

لبنان الكبير / مانشيت
قصف على الجنوب
تابعنا على الواتساب

على وقع الجهود المبذولة أخيراً لوقف إطلاق النار في غزة بين “ايجابية” حركة “حماس” واستئناف اسرائيل للمفاوضات، تتجه الأنظار نحو جبهة جنوب لبنان إن كانت ستنعكس هدنة غزة عليها ويتوقف إطلاق النار في الجبهتين بصورة متزامنة، كما يعلن “حزب الله”، أم أن الهدنة المرجوة ستعطي اسرائيل الارتياح الكافي لتوسيع الحرب على لبنان، في مسعاها لاستعادة أمن الشمال وإعادة مستوطنيها الهاربين من صواريخ “الحزب”.

في كل الأحوال يعاود الموفد الأميركي آموس هوكشتاين تشغيل محركاته ليعمل على اعادة الهدوء في الجبهة الجنوبية مباشرة بعد غزة، في ضوء المساعي الدولية لمنع توسعة الحرب، وما اجتماعاته في باريس إلا ضمن هذا الاطار، وتأتي تزامناً مع تحرك ألمانيا باتجاه “حزب الله” بحيث عرض نائب مدير مخابراتها مجموعة من الأفكار على نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي وعد بأن تدرسها قيادته وتضع ملاحظتها عليها، ثم معاودة الاتصال به.

الميدان

بعد أعنف الجولات يوم الخميس، يمكن وصف الميدان الجنوبي أمس بالروتيني، بحيث سجل قصف مدفعي على أطراف الهبارية وراشيا الفخار راميا .

ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة مستهدفاً مرتفعات كسارة العروش في منطقة اقليم التفاح، وشن غارة أيضاً على الجبل الرفيع في جبل الريحان بمنطقة جزين.

وفي وقت سابق، شنّت مسيّرة إسرائيلية غارة على بلدة مركبا قُرب مركز لإسعاف “كشافة الرسالة الاسلامية”، وأفادت المعلومات عن إصابة أحد المسعفين جرّاءها. كما أغار الطيران فجراً على أطراف بلدة طيرحرفا، ما أدى الى وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية.

وأعلن الجيش الاسرائيلي “تنفيذ ضربات على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان”، فيما أعلن “حزب الله” من جهته في سلسلة بيانات عن استهداف موقعي السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وإصابتهما إصابة مباشرة، بالاضافة الى استهداف موقع راميا بقذائف المدفعية وإصابته إصابة مباشرة. وبعد الظهر أفيد عن إطلاق 5 صواريخ من جنوب لبنان تجاه الجليل الغربي من دون تفعيل الإنذارات.

مفاوضات هوكشتاين

إلى ذلك، نقلت مصادر مواكبة عن الذين يتواصلون باستمرار مع هوكشتاين لصحيفة “الشرق الأوسط” ارتياحه الى سير المفاوضات التي يجريها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي قطعت شوطاً على طريق التوافق على خريطة الطريق لإعادة الهدوء على جانبي الحدود، ويُفترض أن تُستكمل للتوصل إلى اتفاق الاطار، على غرار ما أنجزه بالتواصل معه وكان وراء الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

وكشفت المصادر أن هوكشتاين توصل في اجتماعاته المتنقلة ما بين بيروت وتل أبيب إلى تسوية الخلاف حول 7 نقاط كان تحفّظ عنها لبنان؛ كونها تخضع لسيادته الكاملة على أراضيه، وقالت إن الخلاف يكمن حالياً في 3 نقاط ترفض إسرائيل الانسحاب منها، أبرزها “نقطة ب-1” الواقعة في رأس الناقورة الحدودية، وسبق للبنان أن طالب باستعادتها أثناء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بوساطة هوكشتاين، مع أن إسرائيل كانت سوّتها بالأرض لموقعها الاستراتيجي المطل على منطقة الشمال الحيوية.

كما كشفت أن إسرائيل ترفض إخلاء نقطتين تقعان في المنطقة الحدودية المتداخلة وتخضعان للسيادة اللبنانية، بذريعة أنهما نقطتان استراتيجيتان وتقترح مبادلتهما بمساحات تقع ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا ما يرفضه لبنان؛ لأنها تعطي ما لا تملكه وتعود ملكيته الى السكان الأصليين.

ولفتت المصادر نفسها إلى أن هوكشتاين يعترف بسيادة لبنان على الشق اللبناني من بلدة الغجر المحتلة، لكن المشكلة تتعلق بأن سكانها من اللبنانيين يرفضون إلحاقهم ببلدهم ويتمسكون بضمهم إلى إسرائيل بعد أن استحصلوا على الجنسية الاسرائيلية. وقالت: إن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليستا مدرجتين على جدول أعماله بخلاف إصرار بري على إلحاقهما بلبنان، وهوكشتاين يتذرّع بأنهما ملحقتان بالقرارين 242 و338، وتقعان ضمن الأراضي السورية المحتلة، وتخضعان لسيطرة قوات الفصل “إندوف” بين إسرائيل وسوريا، ولا يمكن إعادتهما إلا بانتزاع وثيقة من الحكومة السورية تؤكد لبنانيتهما.

استئناف مفاوضات الهدنة

وكانت الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن قد اكتسبت زخماً أمس الجمعة بعد أن قدمت حركة “حماس” اقتراحاً معدلاً بشأن بنود الاتفاق، كما قالت إسرائيل إنها ستستأنف المفاوضات المتوقفة، وأبلغ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الخميس الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه سيرسل وفداً لاستئناف المفاوضات.

وهناك اختلاف ملحوظ بين الرد الاسرائيلي على اقتراح “حماس” ومواقف سابقة خلال الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر على قطاع غزة عندما قالت إسرائيل إن الشروط التي وضعتها الحركة غير مقبولة.

ويبدو أن “حماس” لم تعد تتمسك بالشرط المسبق بالتزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بصورة دائمة قبل توقيع الاتفاق، وستسمح للمفاوضات بتحقيق ذلك خلال مرحلة الأسابيع الستة الأولى.

وأعلن “حزب الله” أمس الجمعة أن الأمين العام حسن نصر الله التقى نائب رئيس “حماس” خليل الحية لبحث آخر التطورات في غزة.

وقال مسؤول من “حزب الله” في وقت لاحق إن الحزب سيوقف إطلاق النار بمجرد سريان أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مكرراً تصريحات سابقة تقول إن هجماته بالصواريخ والطائرات المسيرة على شمال إسرائيل دعم للفلسطينيين.

وأضاف المسؤول لـ “رويترز”: “إذا صار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فحتماً سيكون في لبنان، وقف إطلاق نار من الساعة صفر نفسها”.

ورد “حماس” يتعلق بالمقترح الذي أعلنه بايدن في نهاية أيار ويتضمن تحرير حوالي 120 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة ووقفاً لإطلاق النار في القطاع.

وتتضمن الخطة إطلاق سراح الرهائن تدريجياً وانسحاب القوات الاسرائيلية على مرحلتين والإفراج عن سجناء فلسطينيين. وتشمل المرحلة الثالثة إعادة إعمار غزة وإعادة رفات الرهائن القتلى. وكانت إسرائيل أكدت في وقت سابق أنها ستقبل فقط بوقف مؤقت للقتال حتى يتم القضاء تماماً على “حماس”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال