قبيل تقرير قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل” بشأن تنفيذ القرار الدولي 1701، الذي أجرى من أجله قائدها العام جولة سياسية أمنية، استعرض “حزب الله” مجدداً قدراته الاستخباراتية، بحيث نشر اعلامه الحربي مقاطع مصورة لقواعد ومقار عسكرية في الجولان السوري المحتل، إلا أن “هدهد” الحزب لم يتمكن من اعتراض المسيرات الاسرائيلية، التي ترصد قادته وتغتالهم، وآخرهم كان المرافق السابق لأمينه العام حسن نصر الله، على طريق دمشق – بيروت الذي تستهدفه اسرائيل بين الفينة والأخرى ساعية الى قطع طريق الامداد المفتوح. وتزامن الاغتيال الجديد أيضاً مع كلمة لنصر الله في المجلس العاشورائي المركزي للحزب، إلا أنه لم يتطرق إلى آخر التطورات، مؤجلاً الحديث إلى اليوم في تأبين القيادي “أبو نعمة” الذي اغتالته اسرائيل في صور.
وفي شأن أمني آخر، برز مجدداً الخلاف بين وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، على خلفية أزمة دورة تلامذة ضباط الحربية، وعلم “لبنان الكبير” أن سليم اجتمع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل بدء جلسة مجلس الوزراء، ودخل قاعة المجلس وجلس على كرسيه لمناقشة الخلاف، ثم غادر قبل دخول القائد وقبل تصوير الجلسة، فيما كانت مصادر حكومية تتخوف من تصادم بسبب التوتر حول هذا الملف، فتم تكليف وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وكل من يتطوع للمساعدة، العمل على حل الاشكالية بين سليم وعون. وعلم موقع “لبنان الكبير” أن المرتضى سيجتمع في الساعات المقبلة مع الطرفين للوصول إلى مخرج.
وفي الشأن الرئاسي، عقد نواب قوى المعارضة مؤتمراً صحافياً في ساحة النجمة قدموا فيه رؤيتهم لخريطة طريق الاستحقاق الرئاسي، وتم اقتراح مبادرتين فيها، الأولى تقضي باجتماع النواب في المجلس النيابي والقيام بالتشاور في ما بينهم، من دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدد، على أن لا تتعدى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية. أما الثانية فتقوم على أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها، فإذا لم يتم الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على أن يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، من دون انقطاع ومن دون اقفال محضر الجلسة وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، وفي الحالتين تلتزم الكتل بتأمين النصاب.
الميدان
ميدانياً، قُتل مسؤول رفيع في “حزب الله” في غارة إسرائيلية استهدفت سيارته في سوريا، وأفيد أنه كان مرافقاً سابقاً لنصر الله. ونعى الحزب “الشهيد المجاهد” ياسر نمر قرنبش، من دون أن يطلق عليه صفة قيادية. وأعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان”، مقتل شخصين، “يرجّح أنهما من حزب الله، وإصابة ثالث بجراح خطيرة، وهو سوري الجنسية، يعمل سائقاً ضمن صفوف الحزب، إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارةً تابعة للحزب، أثناء مرورها قُرب حاجز عسكري تابع للفرقة الرابعة على طريق دمشق -بيروت، في منطقة جديدة يابوس بريف دمشق”.
وقالت وسائل إعلام إسرائيليّة أيضاً، إنّ المستهدَف عنصر في قوة الدفاع الجويّ لـ”حزب الله”، الذي أعلن لاحقاً استهداف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح بعشرات صواريخ الكاتيوشا على دفعات.
“الهدهد” يستعرض
وكان الحزب نشر مشاهد تُظهر مواقع إسرائيلية عسكرية وأمنية في الجولان السوري المحتل. وتضمن الفيديو الذي حمل عنوان “الهدهد: حلقة 2 – الجولان السوري المحتل”، مشاهد استطلاع جوي لقواعد استخبارات ومقرات قيادية، ومعسكرات في الجولان، قال إن طائرات مسيرة التقطتها، كما عرض مشاهد لعناصر “حزب الله” خلال قيادتهم هذه المسيرات.
بينما نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مصدر عسكري تقديره أن تكون “المشاهد التي بثّها حزب الله التُقطت قبل نحو شهرين”. وأشارت “القناة 12” الاسرائيليّة الى أن الحزب “يدير إلى جانب الحرب في الشمال، أيضاً حرباً نفسية”.
وأضافت: “الجزء الثاني من سلسلة الهدهد فيه تصوير جويّ نوعي لمواقع مختلفة في الشمال”. وأكدت أنّ مسيّرة الاستطلاع صوّرت مناطق حساسة في إسرائيل.
جنوباً، نفذت مسيرة اسرائيلية ظهراً غارة استهدفت ساحة بلدة عيتا الشعب بصاروخ موجه، وتعرضت أطراف بلدة الضهيرة في القطاع الغربي لقصف مدفعي. واستهدفت غارة بلدة رب الثلاثين متسببة في سقوط 3 جرحى.
في الشأن الحدودي أيضاً، أجرى قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” اللواء أرولدو لاثارو جولة أمنية وسياسية بدأها من عين التينة، واستكملها في السراي الحكومي مع الرئيس ميقاتي، وتناول اللقاء التقرير الذي تعده “اليونيفيل” للأمين العام للامم المتحدة بشأن تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701. وكذلك حل لازارو ضيفاً في اليرزة عند قائد الجيش.
سليم – عون مجدداً
وفي شأن أمني أيضاً، علم موقع “لبنان الكبير” أن الوزير سليم، الذي اجتمع مع الرئيس ميقاتي قبل بدء جلسة مجلس الوزراء، دخل قاعة المجلس وجلس على كرسيه لمناقشة أزمة دورة تلامذة ضباط الحربية وخلافه مع قائد الجيش، ثم غادر قبل دخول القائد وقبل تصوير الجلسة.
وقال مصدر حكومي لموقع “لبنان الكبير” إن الجو كان متشنجاً جداً، وكان يُخشى من تصادم بسبب التوتر حول هذا الملف، بحيث يعتبر سليم أن قائد الجيش تجاوزه بفتح الدورة ولم يكن على علم بها وأصر لاحقاً على أن يطوع ٥٥ تلميذ ضابط إضافياً ليصل العدد إلى ١٧٣ حسب قرار مجلس الوزراء، فيما يؤكد قائد الجيش أن وزير الدفاع كان على علم وحصلت مراسلات بينهما تدحض حجة عدم علمه. وبعد مغادرة قائد الجيش قال ميقاتي: “نحن أمام ٣ خيارات: تجاوز وزير الدفاع أو كسر قائد الجيش أو الاستمرار بتجميد المرسوم وترك مصير ١١٨ تلميذ ضابط معلقاً”.
فكان القرار بتكليف وزير الثقافة وكل من يتطوع للمساعدة، العمل على حل الاشكالية بين سليم وعون. وعلم موقع “لبنان الكبير” أن المرتضى سيجتمع في الساعات المقبلة مع الطرفين للوصول إلى مخرج.