تنفست الضاحية الجنوبية الصعداء، بعد خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، الذي أكد فيه انتهاء رد الحزب على اغتيال القيادي فؤاد شكر، وطمأنها أكثر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون الذي اعتبر أن مخاطر اتساع الحرب في الشرق الأوسط قد انحسرت، ويأتي ذلك تزامناً مع تراجع حدة القصف المتبادل في جنوب لبنان، الأمر الذي انفجر شعبياً في شوارع الضاحية، حيث عادت الزحمة التي تعتبر من سمات المنطقة، وسجلت عودة عدد كبير من الذين غادروها بعد اغتيال شكر واعلان “حزب الله” نيته الرد.
الميدان
ميدانياً، يمكن القول إن الجبهة الجنوبية هادئة نسبياً، بحيث أعلن “حزب الله” عن تنفيذه 4 عمليات فقط، وقال في بيانات متفرقة، إنه استهدف “التجهيزات التجسسية المستحدثة المنصوبة على رافعة، في محيط ثكنة دوفيف بمحلقة انقضاضية”، و”مباني يستخدمها جنود إسرائيليون في مستعمرة نطوعة”.
في المقابل، سُجِّل قصف متقطع على بلدات جنوبية عدة، ما أدى إلى سقوط 3 جرحى. واستهدف القصف بلدات الضهيرة ورامية والمجادل وعيتا الشعب، أسفر عن أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، كما نفذت مُسيَّرة إسرائيلية غارة على منطقة مفتوحة عند أطراف النبطية الفوقا الشرقية، إلا أن الصاروخ لم ينفجر. كذلك سُجل قصف على جنوب شرقي بلدة ميس الجبل بالقذائف الفوسفورية، ما أدى إلى اندلاع حريق في المكان.
وصدر عن وزارة الصحة بيان لفتت فيه إلى أن “غارة العدو الإسرائيلي على بلدة المجادل أدت إلى إصابة 3 مواطنين بجروح، تمت معالجة اثنين جروحهما طفيفة في المكان نفسه، بينما نقل الثالث وجروحه متوسطة إلى المستشفى. كذلك أدت الغارة على شيحين إلى إصابة مواطن بجروح متوسطة، استدعت نقله إلى المستشفى لإتمام علاجه”.
تطمينات أميركية
على وقع الهدوء النسبي، نقل عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون قوله إن المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت إلى حد ما بعد تبادل إسرائيل و”حزب الله” إطلاق النار من دون حدوث مزيد من التصعيد، لكن إيران لا تزال تشكل خطراً كبيراً بدرسها توجيه ضربة الى إسرائيل. وقال براون لـ “رويترز” وهو على متن طائرة عسكرية أميركية بعد رحلة استغرقت 3 أيام لمنطقة الشرق الأوسط، رداً على سؤال عما إذا كان خطر اندلاع حرب إقليمية قد انخفض في الوقت الراهن: “إلى حد ما.. نعم”.
وأكد براون أنه مهما كانت الخطط التي قد يضعها الجيش الايراني، فإن الأمر متروك للقادة السياسيين في إيران لاتخاذ القرار. وأضاف: “يريدون أن يفعلوا شيئاً يرسل رسالة، لكنهم أيضاً، كما أعتقد… لا يريدون أن يفعلوا شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع”.
ظريف يعود
ويأتي ذلك تزامناً مع اشارات ايرانية، تمثلت في عودة وزير الخارجية الايراني الأسبق محمد جواد ظريف إلى العمل في منصبه نائباً لرئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية. وكتب على منصة “إكس”، الثلاثاء، أنه وزملاءه في “مجلس القيادة” وفي اللجان “فخورون بأن اختيار نحو 70 في المائة من الوزراء ومساعدي رئيس الجمهورية، وكثير من مساعدي الوزراء والمؤسسات، جاء نتيجة الاقتراحات التخصصية لهذا المسار الشفاف والمتسم بالمشاركة”.
وتابع ظريف أنه في “أعقاب المتابعات والمشاورات الحكيمة لرئيس الجمهورية، وبإيعاز خطي منه، وبالاتكال على الله والأمل في مواكبة الشعب”، فإنه سيواصل “العمل مساعداً لرئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية”.
ويعتبر ظريف من التيار المؤيد لعقد اتفاقات مع الغرب، واستقالته منذ فترة دلت على أن طهران تتجه نحو مسار أكثر تشدداً، إلا أن عودته في هذا الوقت يمكن قراءته برسالة سياسية ايرانية جوهرها الاستعداد للتفاوض.
مفاوضات الدوحة مستمرة
وعلى الرغم من التوتر في الضفة الغربية وتعهد “كتائب القسّام” التابعة لحركة “حماس” بتوسيع المواجهة مع إسرائيل في الضفة، بعد ساعات من اغتيال خمسة فلسطينيين في طولكرم، أكد مسؤول أميركي،، أن المحادثات مستمرة في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة، علماً أنها بدأت قبل أيام في القاهرة.
وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أن بريت ماكغورك، مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، موجود في العاصمة القطرية.