fbpx

نصر الله يقر بالنكسة على وقع استعراض جوي إسرائيلي فوق بيروت

لبنان الكبير / مانشيت
تابعنا على الواتساب

على الرغم من اعترافه بالتفوق التكنولوجي الاسرائيلي والضربة القاسية التي تلقاها بتفجير أجهزة اتصال عناصره، استعان الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله بمصطلحات مثل النرجسية والحماقة والهوجاء ليرفع معنويات جمهوره، مؤكداً استمرار جبهة “الاسناد” التي اعتبرها أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية لوقف العدوان على غزة. وشدد على أن تصريحات المصابين الذين أبدوا عزيمتهم للعودة إلى الميدان هي أقوى رد على العدو، لافتاً إلى أن الجبهة الأمامية لم تهتز بسبب الهجوم.

وقبيل خطاب نصر الله أعلن الجيش الاسرائيلي عن هجوم واسع على مواقع “حزب الله” في جنوب لبنان، حيث استهدف قرى عدة في وقت متزامن، ليكمل استعراض عضلاته خلال الخطاب بشن غارات وهمية فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، وخرق جدار الصوت على علو منخفض، وكان لافتاً هذه المرة أن نصر الله لم يتطرق الى الاستعراض الجوي الاسرائيلي كما في خطاباته السابقة، عندما كان يتم تمرير أوراق له. 

رد إسرائيلي على خطاب نصر الله

وفي أول رد اسرائيلي رسمي على خطاب نصر الله، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل ستواصل العمليات العسكرية ضد “حزب الله”، على الرغم من أن المرحلة الجديدة من القتال تتضمن مخاطر كبيرة. وأضاف في بيان: “في المرحلة الجديدة من الحرب هناك فرص كبيرة ولكن هناك مخاطر جمة أيضاً. حزب الله يشعر بالملاحقة وسوف تستمر العمليات العسكرية. وهدفنا هو ضمان عودة سكان شمال إسرائيل بأمان إلى ديارهم. ومع مرور الوقت، سيدفع حزب الله ثمناً متزايداً”. 

وزير الصحة

وفيما كان “حزب الله” ينعى 25 من عناصره، كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن “حجم الأجهزة اللاسلكية الذي انفجر أمس (الأول) كان أكبر من اليوم الذي سبق، لذلك كان هناك عدد أكبر من الإصابات البليغة”.

وقال في مؤتمر صحافي: “في ما يخص عدد الشهداء 25 شهيداً، أما عدد الجرحى فسجل 608”. ولفت إلى أن “عدد شهداء تفجيرات البايجر بلغ 12، أمّا عدد الجرحى فـ2323″، مشيراً إلى أن “226 حالة ما زالت في العناية المركّزة جراء التفجير الأول لأجهزة الاتصال”.

شركات وهمية

الى ذلك، كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن شركة “بي إيه سي” المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة الـ “بايجر” في لبنان، ما هي إلا جزءاً من “واجهة إسرائيلية”. وكانت شركة “غولد أبوللو” التايوانية لصناعة أجهزة “بايجر”، ذكرت أن نموذج الأجهزة الذي استخدم في تفجيرات لبنان هو من إنتاج شركة “بي إيه سي كونسلتنغ”، التي تتخذ من بودابست مقراً ولديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية. ونقلت الصحيفة عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، أن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضاً لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة “بايجر”، مشيرةً إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة هي “الاستخبارات الاسرائيلية”.

وأوضحت أن أجهزة الـ “بايجر” التي أنتجتها الشركة لـ “حزب الله” خصيصاً كانت تحتوي على بطاريات مخلوطة بمادة “بينت” المتفجرة، وفقاً للمصادر الثلاثة. وبدأ شحن الأجهزة إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، لكن الإنتاج زاد بسرعة بعد أن حظر نصر الله استخدام الهواتف المحمولة سهلة التتبع، وقرر الاعتماد على أجهزة منخفضة التقنية مثل الـ “بايجر”.

الميدان

ميدانياً، قصف الجيش الاسرائيلي أمس بالقذائف الفوسفورية والدخانية، أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية، وسجلت غارة على أطراف بلدة العديسة.

في المقابل، سجلت سلسلة عمليات لـ “حزب الله” الذي أعلن في بيان أن “مجاهدي المقاومة الاسلامية، استهدفوا نقطة تموضع لجنود العدو الاسرائيلي في موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأصابوها بشكل مباشر وأوقعوا فيها عدداً من القتلى والجرحى”. كما شنوا “‌‌رداً ‏على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً في بلدة كفركلا، هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في يعرا وأصابت أهدافها بدقة”، و”هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض مدفعية العدو في بيت هلل مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها واصابت أهدافها بدقة، رداً ‏على ‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً في بلدة كفركلا”، كما استهدف موقع راميا وثكنة زرعيت بقذائف المدفعية. 

نصر الله

وفي خطاب متلفز، أكّد الأمين العام لـ “حزب الله” أنّ مجزرتي الثلاثاء والأربعاء، اللتين نفذهما الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان، هما “تجاوز لكل الضوابط والأخلاق”، وتُعَدّان بمنزلة “إعلان حرب”، مشدداً على أنّ ما حدث “سيُواجَه بقصاصٍ عادل وحسابٍ عسير، ولن أتحدث عن وقتٍ ولا مكان”.

وأشار نصر الله الى أن “هذه المعركة الجديدة كانت في أوجه خفيّة”، وقال: “بالنسبة الى الحساب العسير، فالخبر هو فيما سترونه لا فيما ستسمعونه، لأننا في الجزء الأكثر دقة وحساسية وعمقاً في المواجهة، ونحتفظ به في أضيق دائرة”.

وسأل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو: “هل يمكنك إعادة النازحين إلى الشمال؟”، ليعقب بالقول لقادة الاحتلال: “هذا تحدٍّ بيننا، ولن تستطيعوا إعادتهم، وافعلوا ما شئتم”.

ورأى أنّ قيادة نتنياهو وغالانت “الحمقاء والنرجسية والهوجاء ستودي بكيان الاحتلال إلى وادٍ سحيق، وخراب الهيكل الثالث”.

ولفت إلى أنّ الجهود البشرية، واللهفة التي تم رصدها من الناس، “ساهمت في تقليل الإصابات الخطرة”، معتبراً أنّ “هذه اللهفة والجهود البشرية والهمة العالية ضيّعت جزءاً كبيراً من هدف العدو”، متمثلاً بقتل 5 آلاف شخص.

ووصف الضربة التي تعرّض لها لبنان بأنها “كبيرة، أمنياً وإنسانياً، وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة، وربما في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي”، قائلاً: “تلقينا ضربة قاسية، لكن هذه هي حال الحرب، وندرك أنّ لدى العدو تفوقاً تكنولوجياً، ولا سيما أنّه مدعوم أميركياً وغربياً”.

وأكد أنّ هذه الضربة الكبيرة “لن تُسقطنا”، مشيراً الى أنّ “تصريحات الجرحى أنفسهم تعكس معنوياتهم وصبرهم العظيم وعزيمتهم على العودة إلى الميدان، وهذا ردٌ آخر على العدو”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال