fbpx

طلائع خير السعودية تصل بيروت… و”الحزب” يتنفس بمسيّرة

لبنان الكبير / مانشيت
تابعنا على الواتساب

بعد مرور نحو أسبوعين ونصف الأسبوع على اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله وغالبية مجلس قيادته، يبدو أن “حزب الله” بدأ يستعيد أنفاسه، بحيث شنّ هجوماً بمسيرات انتحارية على قاعدة عسكرية جنوب مدينة حيفا، ما أسفر عن وقوع 3 قتلى جنود و67 جريحاً، فيما بدأ الاعلام الاسرائيلي التحدث عن استئناف ضرب بيروت بعد هذا الهجوم، والذي كان متوقفاً في الأيام الأخيرة إثر ضغط أميركي. ويأتي ذلك وسط استمرار الانتهاكات الاسرائيلية بحق “اليونيفيل” التي اقتحمت دبابات اسرائيلية إحدى قواعدها أمس، على وقع طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إبعاد هذه القوات 5 كيلومترات باتجاه شمال الليطاني.

على الصعيد الانساني، وفي ظل توجه عربي لدعم لبنان وشعبه خلال الحرب التي تسببت في تهجير مئات الآلاف من منازلهم، وصلت أمس أولى طائرات الجسر الجوي السعودي لمساعدة الشعب اللبناني، والتي ستتضمن ٣٥٠ طناً من المساعدات، وسيتم توزيعها بـ”أقصى معايير الشفافية والمساءلة”، كما قال السفير وليد بخاري.

وكانت الدول العربية بدأت بعد توسع الحرب وتهجير اللبنانيين بإرسال أطنان من المساعدات إلى بيروت، لا سيما الامارات وقطر وبالأمس السعودية. 

“اليونيفيل” مستهدفة

في الميدان، المعارك مستمرة على الحدود، فيما أصبحت الغارات الاسرائيلية انتقائية، إلا أن التركيز هو على الاعتداءات على “اليونيفيل” التي أعلنت أنّ دبابتين إسرائيليتين دخلتا أحد مواقعها “عنوة”، الأحد، في بلدة لبنانية حدودية، بعد منع قوات إسرائيلية وحداتها في اليوم السابق من المرور قرب بلدة حدودية أخرى.

وأوردت “اليونيفيل” في بيان، أنه بعد عبور قوات إسرائيلية الحدود في بلدة رامية، دمرت “دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الاسرائيلي البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوة”، ثم غادرتا “بعد نحو 45 دقيقة”.

وأشارت الى أن إطلاق رشقات نارية لاحقاً شمال الموقع نفسه “أدى إلى انبعاث دخان كثيف” عانى على أثره “15 جندي حفظ سلام من آثار ذلك؛ بما في ذلك تهيج الجلد ومشكلات في المعدة”.

جاء ذلك بعدما كان جنود إسرائيليون أوقفوا السبت “حركة لوجيستية شديدة الأهمية ليونيفيل بالقرب من ميس الجبل، ومنعوها من المرور”، وفق البيان.

ويبدو أن الاعتداءات ازدادت بعد طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي إبعاد القوة الدولية مسافة 5 كيلومترات عن الحدود، ولكنه أبلغ نظيرته الايطالية جورجا ميلوني، أنه يأسف لـ”أي ضرر لحق بقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)”.

وأضاف نتنياهو في منشور على منصة “إكس”، أن “إسرائيل ستبذل كل جهد ممكن؛ لمنع سقوط خسائر في صفوف اليونيفيل، وستفعل ما في وسعها للفوز بالحرب”. 

الميدان

إلى ذلك، قال الجيش الاسرائيلي إنّ قواته “اشتبكت بشكل مباشر مع مقاتلي حزب الله، ودمّرت البنية التحتية الارهابية للحزب على طول الحدود”.

في المقابل، أعلن الحزب أن مقاتليه فجروا عبوة ناسفة بقوة جنود إسرائيليين و”اشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل من موقعين إلى بلدة رامية”. كما أفاد بأنّه استهدف تجمّعاً لجنود إسرائيليين في بلدة مارون الراس التي تبعد بضعة كيلومترات شرقاً من رامية، مشيراً الى أن مقاتليه اشتبكوا “ضمن مسافة صفر” مع جنود إسرائيليين “أثناء محاولة تسلل قوات مشاة العدو الاسرائيلي على مرتفع كنعان في بلدة بليدا”.

وأفادت وسائل إعلام مقربة من “حزب الله” بأن القوات المدافعة “أوقعت مجموعة تسلّل إسرائيلية بين قتيل وجريح، مستخدمة في الاشتباك العبوات الناسفة والأسلحة الرشاشة والسلاح المتوسط”. كما نقلت عن الاعلام الاسرائيلي وصفه الاشتباك بـ”الحدث الأمني الصعب”، وقالت إنه “جرى من مسافة صفر، وفي بعض الأحيان تمّ الاشتباك بالأيدي”.

وأعلن الحزب في أكثر من ٣٠ بياناً، عن تصدي مقاتليه لمحاولات توغل إسرائيلية في رامية والقوزح وخلة وردة في عيتا الشعب، وقصف تجمعات في مواقع إسرائيلية مقابلة بالقطاع الغربي، وتجمعات أخرى في القطاع الأوسط. وقال إنه استهدف دبابات بصواريخ موجهة؛ ما أدى إلى احتراقها، وإيقاع طاقمها بين قتيلٍ وجريح. 

مسيّرة على قاعدة عسكرية

ومساء، شنّ الحزب هجوماً وصفته وسائل إعلام اسرائيلية بالأكثر دموية، بحيث استهدفت مسيرات انتحارية قاعدة عسكرية في منطقة بنيامينا جنوب حيفا، ما أسفر عن مقتل 3 جنود على الأقل وإصابة نحو 67 أخرين. وأعلن الحزب أن الهجوم هو رد على القصف الاسرائيلي الذي استهدف منطقتي النويري والبسطة في العاصمة بيروت. وجاء الهجوم تزامناً مع بث كلمة مسجلة للأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، الذي اغتالته اسرائيل في ٢٧ أيلول الماضي.

طلائع خير السعودية

انسانياً، بدأت أمس تصل طلائع مملكة الخير، عبر أول طائرة من ضمن جسر جوي سعودي ستتضمن أكثر من ٣٥٠ طناً من المساعدات للشعب اللبناني. وقال السفير السعودي وليد بخاري: “بحمد الله سبحانه وتعالى، وصلت أولى طلائع الجسر الجوي الاغاثي السعودي في هذا اليوم، الى مطار بيروت، ويأتي هذا الدعم تأكيداً لاهتمام القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظهم الله”.

وأضاف بخاري: “حقيقة هذا الدعم أنه يأتي في مرحلة صعبة جداً، لنؤكد أن الشعب اللبناني الشقيق في هذه الأزمة يجب الوقوف بجانبه، وتقديم المساندة لمواجهة هذه التحديات الصعبة، وبلا شك الكل يدرك أن المملكة العربية السعودية قدمت وتقدم هذا الدعم إستمراراً لمسيرة التعاون والاهتمام المشترك”.

وأكد أن “هذه المساعدات عبر الجسر الجوي اليوم، تُقدم بأقصى معايير الشفافية والمساءلة، هناك فريق مختص من مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية قدم من المملكة العربية السعودية لمساندة أصحاب المعالي ولجان الطوارئ المختصة والاشراف معهم لتقديم الدعم المتكامل، وهذا الجسر الجوي سوف يتوالى طيلة الأيام القادمة وهناك أكثر من 350 طناً من المواد الاغاثية والطبية والمستلزمات التي تساعد على تقديم هذه المساندة في هذا الوقت الصعب”.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال