… وهجم الجراد أيضا

راما الجراح

“ناقص اغتيال ولي عهد النمسا”… هذا كان أول تعليق للبنانيين على وسائل التواصل الاجتماعي، تزامناً مع وصول جحافل من الجراد الّلعين الذي يلتهم الأخضر واليابس إلى المناطق الحدودية مع سوريا.

يستعيد اللبنانيون اليوم في الذاكرة فصول المجاعة الكارثة الأكبر في تاريخ لبنان، التي أدت إلى هلاك ثلث سكانه بفعل اجتياح الجراد علم ١٩١٥ فقضى على كل شىء ورمى بأجساد هذا الشعب إلى الهلاك، ليس رغبةً في الرجوع إلى أيام الحرب العالمية الأولى وإطالة الكلام عن أحداثها، إنما لتشابه تلك الحقبة مع ما يعيشونه من ضيق اقتصادي خانق، يحاصر الناس ويرفع نسبة العائلات ما دون خط الفقر بشكل مخيف ومرعب، الوضع الذي وصفه العديد من الناشطين ببداية المجاعة.

ومع وصول أسراب الجراد إلى جرود البقاع الشمالي، لم يتبق بالفعل سوى اغتيال ولي عهد النمس،ا حتى نعيش بصورة طبق الأصل عن أحداث ١٩١٥، في الوقت الذي تأبى أسراب الجراد السياسي تشكيل حكومة يعلّق عليها أغلب اللبنانيون آمالهم ويعتبرونها خيط النجاة الذي يتمسكون به علّه يؤدي إلى استقرار الدولار نوعا ما ووصول مساعدات خارجية وتنفيذ مشاريع بدعم أوروبي علّها تنتشلنا من هذا الوضع الرديء.

وفيما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي ب “فيديو” مصوّر من جرود عرسال، يُظهر حجم أسراب الجراد التي تجتاح الجرد والتي من الممكن أن تنتشر أكثر بين المناطق، قام محافظ البقاع القاضي كمال أبو جوده باعطاء توجيهاته لرئيس مصلحة الزراعة في البقاع خليل عقل لمكافحة وصول سرب الجراد إلى المنطقة ومعالجة الموضوع بأقصى سرعة، وقد باشرت طوافات تابعة للجيش اللبناني برش المبيدات والأدوية اللازمة التي وصلت إلى مطار رياق فوق منطقة البقاع الشمالي وجرود عرسال تحديداً.

إلى أي مدى ستنتشر أسراب الجراد في لبنان؟ وهل ستجد ما تأكله بعدما قضى  اقرانها في “الجراد السياسي” على الأخضر واليابس قبلها؟.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً