أزمة المياه تغطي الجنوب ساحلاً وداخلاً

لبنان الكبير

تُسابق عشرات صهاريج المياه طلوع شمس كل صباح لتصطف امام الآبار الارتوازية التجارية العاملة على الطاقة الشمسية في عدد من المناطق الجنوبية ولا سيما الحدودية منها.

هذا التسابق كان وليد حاجة المواطنين الماسة الى المياه مع ارتفاع درجات الحرارة في مستهل فصل الصيف ومع ارتفاع ثمن نقلة المياه الواحدة.

ففي المنطقة الممتدة من البطيشية غربا حتى بوابة مروحين شرقا، يسجل وجود ثلاثة آبار ارتوازية خاصة تبيع نقلة الصهريج الواحدة سعة 20 برميلا بسعر يتراوح ما بين المئة والمئة وخمسين الف ليرة لتباع لاحقا باربعمائة الف ليرة وصولا الى الستمائة الف حسب بعد المسافة سواء للمنازل او الحقول الزراعية او للمواشي، مما انعش سوق “بيع المياه” حيث ينقل الجرار الواحد ما بين الخمس والست نقلات يوميا اي ما يوازي المليون ليرة ربحا.

وردّ عدد من العاملين على الصهاريج سبب هذا الاقبال وهذا الارتفاع بالاسعار الى ان ضخ مياه الآبار الارتوازية والينابيع العامة في القرى يعتمد اما على الكهرباء او المازوت لتشغيل محطات الضخ وهما عاملان غير متوفرين فيما تعجز البلديات عن توفير الطاقة الشمسية لهذه المحطات كما أصحاب الآبار الخاصة حيث الكهرباء متوفرة طالما الشمس مشرقة.

وفيما وفقت بلدة البرغلية الساحلية بطاقة شمسية لهذا الغرض عبر التبرع، تسعى بلدات اخرى لتوفير هذه الطاقة عبر ابنائها المغتربين، حسب اوساط عدد من البلديات من بينها رميش وعلما الشعب.

ولا تقتصر المعاناة على القرى فقط بل امتدت ازمة المياه لتطاول مدنا حيث شكت فاعليات في مدينة صور من انقطاع المياه لفترات طويلة. كما عانت مدينتا صيدا والنبطية وبلدات تقع في نطاقهما من مشاكل مشابهة.

شارك المقال