لقاءات ميقاتي مفيدة لكنها لا تعفي السياسيين اللبنانيين من مسؤولياتهم

لبنان الكبير

في قراءة لأهمية اللقاءات التي أجراها الرئيس نجيب ميقاتي مع الرئيسَ الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن على أن يلتقي لاحقا الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، ومدى تأثيرها في الأوضاع الداخلية وفي الأزمات التي تعصف بالبلاد، أشار أحد السياسيين لـ”لبنان الكبير” الى أنه “بغض النظر ان كانت هذه الدول مشغولة بقضاياها الكبرى، وان كانت لا تزال مهتمة بالشأن الداخلي اللبناني، فإن المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى ملء الشغور من قبل اللبنانيين وفي لبنان، اذ لا يمكن للدول الصديقة والشقيقة أن تعمل أكثر من النصيحة والارشاد والتمني. ولا يمكن لهذه الدول أن تتدخل بالقوة وبالفرض لارغام اللبنانيين على اتمام الاستحقاقات الدستورية”.

وأضاف: “وبالتالي، المسؤولية أولاً وأخيراً، تقع على عاتق اللبنانيين، والخارج ينصح ويلح، ولا يمكنه القيام بأكثر من ذلك اذا لم تكن النوايا متوافرة لدى المسؤولين الذين هم مسؤولون بصورة مباشرة عن القيام بواجباتهم تحت طائلة الخيانة العظمى لأن تفريغ المؤسسات الدستورية في البلد هو بمستوى الخيانة العظمى. ولا يجوز لأحد أن يتذرع بالقول انه “ما طلع بإيدنا” أو “ما خلونا”. اذا لم يقرر اللبنانيون انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ومواجهة الأزمة الكبرى التي يعيشونها، فلا ينتظروا من أحد الانقاذ لا الرئيس ماكرون ولا غيره”.

وتابع: “هذه اللقاءات حتماً مفيدة وغير ضارة في كل الأحوال، وقد تكون ضرورية، لكن لا يمكن التعويل عليها بمعنى أنها لا تعفي القوى السياسية اللبنانية من القيام بواجباتها، والتوجه نحو انتخاب رئيس جمهورية. وهنا نجزم بأن فرنسا لا مرشحين للرئاسة لديها حتى هذه الساعة انما تدعو الى عدم الفراغ، وتضع بعض المواصفات العامة التي قد تمكن الرئيس المقبل من التواصل مع الخارج لمعالجة الأزمات المالية والاقتصادية وغيرها. هذا ما تقوم به فرنسا التي لا تلمّح الى أي شخصية ولا تسمّي خلافاً لما يشيعه البعض لأنها تعلم تماماً أن طرحها لاسم قد يعرضها للفشل، وهذا ما لا تجازف به دول مثل فرنسا التي دخلت في الماضي في موضوع الأسماء، ولم يستجب لطروحاتها. من هنا التأكيد أن فرنسا لن تطرح أسماء للرئاسة، لكن في حال تطورت الأمور وشعرت بأن هناك سخونة على مستوى الحالة الداخلية، وأن هناك حالة من الفوضى الكبيرة مترافقة مع شيء من الجهوزية في العناوين الكبرى لانتخاب رئيس، ربما تقترح اسماً لا يكون مرشحها انما تعتبره مقبولاً ومعقولاً لكن حتى هذا اليوم، لا شيء في هذا الوارد”.

وختم السياسي: “من المتعارف عليه أن الرئيس الفرنسي ورؤساء الدول الصديقة يحاولون ارشاد لبنان للعودة الى خطى الدستور، وهناك حرص لدى هذه الدول وفي طليعتها فرنسا على عدم سقوط الجمهورية اللبنانية. وفي المحصلة، أهم ما يجب أن يتحلى به المسؤولون، المعرفة والمحبة والاخلاص للبلد، لكن نحن في حالة تسيّب وكأن الحكم حقيبة يحملها المسؤول ويأخذها الى منزله. نحن نحتاج الى شهامة الواجب والقيام به، وحان الوقت لجمع المعرفة والارادة في السلطة”.

 

شارك المقال