اجتاحت موجة من الحزن مواقع التواصل الاجتماعي عقب انتشار قصة الشاب العشريني خالد الدلال الذي فارق الحياة بطريقة مأساوية جراء حادث سير صادم في بلدة عجلتون، عندما كان في طريقه لملاقاة أصدقائه.
تفاصيل هذه الواقعة المؤلمة تكشف عن سيناريو مروع، بحيث صدمت سيارة خالد أثناء قيادته دراجته النارية، ودهسته من دون أن يتمكن السائق من رؤيته، واستمرت السيارة في السير لمسافة 50 متراً. ثم تمكن السائق من الفرار من دون أن يتم التوصل إليه، في حين أن السيارة التي كان يقودها مسجلة باسم خالته، التي باتت هي أيضاً متوارية عن الأنظار.
وبلوعة وحزن كبيرين، يخبر محمد الدلال شقيق خالد ما جرى في تلك الحادثة المؤلمة التي فقد فيها شقيقه الأصغر، واصفاً إياه بـ “الخلوق والمحب للجميع”. ويقول لـ “لبنان الكبير” انه عندما تلقى نبأ الحادث الذي تعرض له شقيقه، لم يكن على علم بأنه توفى بالفعل. ويوضح أن شخصية أمنية كانت موجودة في المستشفى أخبرته بأن الحادث قضاء وقدر وأن خالد كان يقود دراجته النارية عكس السير، ما أدى إلى اصطدامه بسيارة. ولكن بعد التحقيق، تبين أن الأمر لم يكن كذلك، فقد كان خالد يسير بصورة طبيعية مع حركة المرور عندما اصطدمت به سيارة من نوع “jeep” بسرعة جنونية من دون أن يراه السائق، ما أدى إلى وفاته على الفور.
ويتابع محمد: “وصلتني معلومات من أصدقاء خالد الذين كانوا أول من علموا بالحادث وحضروا إلى المستشفى، أن والد السائق الذي صدم أخي كان حاضراً وقام بدفع مبالغ مالية للخبير والطبيب الشرعي. حُجزت الدراجة النارية والسيارة بعد أن فرّ السائق وتركها في مكان الحادث، وتمكنّا من معرفة اسمه واسم صاحبة السيارة بعد التحقيقات التي تابعناها مع الجهات الأمنية وبالتعاون مع المحامي المكلف من قبلنا. ولكن حتى الآن، الجاني متوارٍ عن الأنظار ولم نتمكن من التواصل مع أي جهة من عائلته، وكأن هناك جهة سياسية أو حزبية تغطي الأمر وتحميه، حتى أننا حاولنا الحصول على تسجيل الكاميرات الموجودة في المنطقة لرؤية لحظة الحادث، ولكن فوجئنا بأن التسجيلات مختفية بتاتاً ويصعب الحصول عليها”.
ويناشد محمد كل الجهات المعنية والمسؤولين قبل أي شيء آخر “توقيف الجاني الذي تسبب بوفاة شقيقي خالد”، مؤكداً “أننا نؤمن بالقضاء والقدر، ولكن فرار المسبب للحادث يجعله اليوم مجرماً، وعند توقيفه، نمشي بما يقوله القانون والشرع.”
معايير السلامة المرورية معدومة
جمعية “اليازا” تعلق على هذا الموضوع، عبر منسق أنشطتها سمير سنو، الذي يعرب عن خالص تعازيه لعائلة الشاب خالد الدلال، قائلاً عبر موقع “لبنان الكبير”: “للأسف لم تكن حالة الشاب خالد الدلال فريدة من نوعها، بل أصبحت هذه الحالات شائعة بصورة يومية ونشهد باستمرار حوادث مرورية تؤدي إلى إصابة الضحايا أو وفاتهم، ولا حلول قريبة لهذه المشكلة حسب ما نراه اليوم في مجالس السلامة المرورية”.
ويضيف سنو: “بمجرد استخدامنا للطرق اليوم، أصبحنا جميعاً معرضين للخطر سواء كنا مشاة أو على متن دراجات نارية أو سيارات أو أي وسيلة نقل أخرى. فمعايير السلامة المرورية في لبنان معدومة في أذهان الناس، ولا نستطيع إلقاء اللوم على المؤسسات الرسمية التي تُدعى دولة، لأن الاعتماد على الدولة هو الاعتماد على الوهم، بل علينا أيضاً أن نتحلى بالمسؤولية الفردية تجاه هذه المشكلة”.
ويدعو إلى “ضرورة التزام السائقين بقواعد السلامة المرورية، مثل قيادة السيارة بحذر، وتجنب التهور أثناء التجاوز، والابتعاد عن استخدام الهاتف أثناء القيادة، والالتزام بالسرعة المناسبة للطريق وطبعاً استخدام الخوذة لسائقي الدراجات النارية”، طالباً من جميع المواطنين عدم التهرب من المسؤولية عند حدوث الاصطدام المروري والمساعدة في إنقاذ الضحية.
ويعرب سنو عن تضامنه مع جميع عائلات الضحايا وتحديداً اليوم مع عائلة الشاب خالد الدلال، متمنياً لها الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.