الصايغ لـ”لبنان الكبير”: تاجر جديد دخل كارتيل النفط!

عبدالله ملاعب

قافلة مازوت خامسة أحضرها “حزب الله” من إيران عبرت الحدود السورية باتجاه لبنان، ليل الأربعاء الخميس. شحنة جديدة دخلت الأراضي اللبنانية من دون حسيب أو رقيب أو إجراءات لحزب يرى أنّه أراد كسر الحصار الاميركي المفروض على لبنان ونجح. في حين يعرب رئيس الحكومة اللبنانية، التي تحمل شعار “معاً للإنقاذ”، عن حزنه إزاء هذا الأمر الذي يراه كالعديد من اللبنانيين انتهاكاً للسيادة الوطنية لكنَّه سرعان ما يُطمئِننا بأن لا عقوبات ستنتج من هذا الإنتهاك لان العملية “تمت بمعزل عن الحكومة” ليَصح فيه قول الشاعر أبو نواس “فقل لمن يدعي في العلم فلسفةً حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء”.

وفي هذا الإطار، يقول عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب فيصل الصايغ لـ”لبنان الكبير” أنّ لهذه العملية “مساراً طويلاً من التجارة يؤكد أن الجهة التي استقدمت الوقود الايراني قد دخلت في كارتيل النفط في لبنان إذ إنّ تاجراً جديداً يبيع الوقود الى اللبنانيين مع وجود فارق عن غيره من التجار بأنه لا يدفع الرسوم الجمركية المتوجبة عليه ويُدخل شحناته من دون فحصها للتأكد من مواصفاتها”.

وينتقد الصايغ “العراضات الاعلامية والشعبية ومشاهد إطلاق النار واستقبال الشحنات التي ترافق عملية استقدام الوقود لكون القسم الأكبر من هذه البضائع يُباع لفئات مُحددة مع وجود بعض التقديمات”.

أمرٌ أكدَّه متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الذي قال إن “ما يحدث يُعتبر عملاً تجارياً عادياً عبر بيع المحروقات لتجار لبنانيين”.

وبصرف النظر عن التصريح الإيراني الرسمي، يُعلل الصايغ موقفه من خلال الاعلانات التي اجتاحت مواقع التوصل الاجتماعي وخدمة “الواتساب” والتي تتضمن أرقام هواتف لعملاء مُوَزَّعين بين الاراضي اللبنانية كافة، يستطيع المواطن التواصل معهم لشراء المازوت الايراني الذي تباع الصفيحة منه بسعر 140 الف ليرة لبنانية حتى نهاية شهر أيلول، بحسب بيان شركة “الأمانة” التي حددت أسعارها بناء على توجيهات “”حزب الله” الذي كان قد أعلن أمينه العام عشية وصول الشحنة الاولى أن السعر سيكون أقل من السوق من دون أن يحدده”.

وفي هذا الإطار، يدرك كل من يعرف القليل في علم الاقتصاد أنّ إدخال هذه الشحنات من دون دفع الرسوم الجمركية يخوّل “حزب الله” بيعها بأسعار تنافسية يستطيع الحصول مقابلها على كتلة نقدية لبنانية تخوّله شراء الدولار من الاسواق.

وفي هذا السياق، يضع الصايغ “خطوة حزب الله في استقدام الوقود في إطار الصراع الإقليمي القائم في المنطقة، معتبرا أن كل فريق يستطيع العمل بالسياسة كما يشاء ولكن تحت سقف المحافظة على هوية لبنان وتعدديته ورسالته”.

وختم الصايغ كلامه مخاطبا تجار النفط الجدد: “تاجروا من دون – تربيح جميلة – بأنكم كسرتم حصاراً مفروضاً على لبنان”.

إذًا، ها هي اليوم قوى الامر الواقع التي انقضّت على النظام المصرفي والسلطة القضائية والسلطة السياسية بعموم سياساتها العامة الداخلية منها والخارجية تدخل وحيدة إلى سوق النفط لتنضم إلى المحتكرين فيه. في حين لن يتخلص اللبنانيون من طوابير الذل من دون تحرير هذا السوق والسماح للشركات باستيراد الوقود كما يفعل اليوم “حزب الله”، أي من دون العودة الى مصرف لبنان. فالقانون الذي لا يراه الحزب، لا يسمح باستيراد النفط من دون أن يبيع المركزي الدولارات للشركات المستوردة. هذه هي الحال للجميع إلا لشركة “كسر الحصار” الحديثة التي دخلت عمق القطاع النفطي.

شارك المقال