“الثورة” بين تحريك الشارع ومقاومة إيران

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

يستعد اتحاد ساحات الثورة الى إعادة الزخم للحركة الشعبية لمناسبة مرور سنتين على اندلاع ثورة 17 تشرين، وعليه قرّر إقامة اعتصامات يومية في ساحة رياض الصلح في بيروت ما بين الأول و17 تشرين بهدف استعادة الشارع، داعياً جمهور الثورة أيضاً صغاراً وكباراً للمشاركة تعبيراً ورفضاً للسلطة الفاسدة وبهدف تغييرها. كما يُنظم بالموازاة تحركات يومية في ساحات المناطق، النور في طرابلس، ايليا في صيدا، العلم في صور، النبطية، المطران في بعلبك، تعلبايا في البقاع الأوسط، دوار العبادية وعاليه.

إلا ان هذه الدعوة طرحت تساؤلات حول إمكان نجاحها في ظل الوضع الذي تعيشه البلاد، أولاً نتيجة الأزمة المعيشية الخانقة والوضع الاقتصادي وعدم القدرة على تأمين البنزين للتنقل إضافة الى أحوال الطقس، وترى بعض المجموعات في مثل هذه الاقتراح انه في حال عدم نجاحه سيتسبب بالمزيد من الإحباط لدى الناس وعدم قدرة الثوار على تقديم إنجازات تساهم في حل الأزمات التي يعيشونها وانها تفضل التريث والبحث في تقدير النتائج ليبنى على الشيء مقتضاه.

ويشرح الصحافي والناشط السياسي سمير سكاف من اتحاد ساحات الثورة لــ”لبنان الكبير” أن “هذه الدعوة جاءت من أجل تحريك الشارع والعمل على الأرض من جديد، نحن مدركون أن هناك صعوبات في القدرة على تأمين الحشد المناسب بسبب أزمة البنزين ومزاج الناس وعدم قدرتها على تلبية الدعوات لكن همنا هو إعادة الناس للنزول على الأرض، يعني روداج، أي حركة ولو كانت خفيفة، فنحن منذ أيام مثلاً تظاهرنا امام قصر العدل تضامناً مع القاضي بيطار ورداً على التهديد الذي تعرض له وطبعاً دعماً لاستقلالية القضاء ولكن الحركة في الشارع بالاجمال ضعيفة لذلك كان قرارنا بالتحرك من دون انتظارات كبيرة لكن سنعمل على تحريك الشارع تدريجياً، نعرف ان الصعوبات كبيرة مثل الطقس والمواصلات لكن سنعمل قدر المستطاع، وفقاً لامكاناتنا ولو كانت ضئيلة”.

ويوضح انه “بالنسبة للانتخابات النيابية كنا نظمنا خلوة انتخابية حاشدة وتحدثنا عن التحالفات، هناك من لا يريد التحالف مع احد وهناك مع ان ننفتح على الكتائب او الشيوعي او النواب المستقيلين، بالاجمال هناك مجموعات لديها انفتاح اكثر على قوى سياسية، الا ان موضوع التحالفات ما زال قيد البحث وغير محسوم وسيكون عندنا خلوة أخرى قريباً عندما تحل ازمة البنزين ونناقش اكثر من موضوع من بينها البرنامج الانتخابي وصوغ التحالفات الانتخابية وفقا لما ستحمله لنا المعطيات التي جمعتها اللجان التي كُلفت متابعة الوضع الانتخابي”.

وعن إحياء 17 تشرين وما اذا سيكون يوماً مميزاً في التحركات، يوضح سكاف: “عقدنا اجتماعين ولكن لم نتوصل الى نتيجة نهائية حول طريقة احياء المناسبة والموضوع قيد التنسيق، هناك من يطرح نشاطاً كبيراً ومؤثراً شبيهاً بأيام الثورة ولو شهد بعض اعمال العنف، هناك مجموعات غير مهتمة بتاريخ معين، انا من الناس الذين يعتبرون 17 تشرين تاريخاً مهماً ومن الضروري استغلاله إعلامياً وشعبياً وسنجرب العمل على هذا الموضوع هناك لقاءات تجري مع المجموعات الثورية وسنتابعها”.

ويشدد سكاف على أن “الموضوع الأساسي الذي سيتم التركيز عليه في 17 تشرين هو ضرورة التغيير، اذ لا منفعة من طرح اصلاح الطبقة السياسية فالامر مستحيل والتغيير الأساسي في لبنان يجب أن يشمل كل الطبقة السياسية الحالية على الرغم من صعوبة ذلك وشبه استحالتها، لكن الترقيع لم يعد ينفع وهذه الطبقة السياسية لن تلغي نفسها بنفسها، نحن ندرك ان المواجهة طويلة وقد نكون بحاجة الى اكثر من سنة وربما اكثر من جيل ولكن لا يمكن لنا القبول بالترقيع لانه لن يوصلنا الى نتيجة. يجب إعادة انتاج السلطة وهذا يتطلب حكومة مستقلة وانتخابات نيابية تغير هذه الطبقة السياسية قدر الإمكان وهذه واحدة من الوسائل السلمية، أي وسيلة أخرى غير سلمية حتى الآن غير مطروحة، هناك جرعة من العنف الثوري لكن التغيير العنفي غير مطروح”.

وبحسب المعلومات، فإن برنامج المناسبة سيخصص يوماً للتعبير عن المعاناة المطلبية من بنزين ومازوت وكهرباء وانترنت ومدارس وغلاء أسعار. وسيكون هناك يوم لتكريم الشهداء الذين رحلوا: علاء أبو فخر، محمد العجمي، فيصل صفير، حسين العطار، عمر زكريا. وسيخصص يوم للوفاء لطرابلس وعكار، وتكريم الشهداء في طرابلس: عمر الطيبة، فواز السمان، أحمد توفيق، وضحايا تفجير التليل.

من جهتها، ترى الناشطة في مجموعة “RAIO” المقاومة ضد الاحتلال الإيراني ساندي شمعون ان “الدعوات لاحياء مناسبة 17 تشرين أياً كان برنامجها العملي لن يوصلنا الى نتيجة، يجب تسمية الأشياء بأسمائها وبوضوح، لقد أسقطنا حكومة الرئيس سعد الحريري، اسقطنا حكومة حسان دياب وهم ذاتهم عادوا، الأسماء تتغير لكن المشروع هو نفسه باق ويتقدم، نحن اليوم نرى ان الحل الوحيد هو فك الارتباط مع حزب الله ونذهب الى انتخابات نيابية بقانون صحيح ونمارس الحق الديموقراطي باشراف الأمم المتحدة وفق مراقبة اممية من دون تزوير وقيام حكومة انتقالية فعلية تكون مهمتها الانتخابات وتطبيق القرارات الدولية حتى نستطيع التغيير ونذهب الى انتخابات رئاسة الجمهورية من اجل بناء البلد من جديد اما ما يقال اليوم عن بناء البلد فهو غير صحيح لان ما بني على باطل فهو باطل”.

اما ندى عوض من مجموعة بكركي 2020 ومجموعات السيادة فتقول: “كثائرة لا اسمح لنفسي الا ان أكون مع أي مبادرة يقوم بها الثوار على الرغم من أن هذه المبادرة قد لا تنجح بسبب الوضع الاقتصادي السيء وهي بحاجة لدعم مادي وتنقل. الثورة اليوم اصبحت منقسمة فئتين ثورة ضد الاحتلال ومع نزع كل السلاح غير الشرعي وتطبيق كل القرارات الدولية وتطبيق الدستور والنظام والحياد وأنا واحدة منهم. والفئة الثانية ثورتها فقط على الفساد والمحاسبة وانا برأيي لا يطبقان قبل رفع يد ايران عن لبنان لبناء قضاء مستقل. لذلك وبرأيي الشخصي أي تحرك وأي وقفة لا يكون شعارها لا للاحتلال الايراني هي ناقصة وغير مجدية. ولكن أتمنى لهم التوفيق ولا اعلم ما هي أهدافهم وهل اقتنعوا بأننا بلد محتل”.

شارك المقال