الـ”لالا لاند” ترفض الانتخابات المبكرة… بسبب البرد!

آية المصري
آية المصري

ليست المرة الأولى يبرهن “التيار الوطني الحر” انفصاله التام عن الواقع. فبعدما كان من المطالبين باختصار ولاية المجلس النيابي، وإجراء الانتخابات النيابية مبكراً، اعترض “الوطني الحر” على إجراء الانتخابات المقبلة في 27 آذار، من دون تقديم أي حجّة أو سبب واقعي لرفضه. الانتخابات النيابية المقبلة لا مفرّ منها، فليطمئن الجميع. بضعة أشهر، ومن المفترض أن يتغيّر هذا الطاقم السياسي، بفضل التصويت داخل صناديق الاقتراع. لكنّ “الوطني الحر” يشعر بأنه عاجز والنتائج لن تساعده هذه الدورة.

أقوال خلّدها التاريخ لنواب ووزراء ورؤساء هذا التكتّل: فمن ينسى ماريو عون وقصّته مع المسلمين والمسيحيين، ضمن مؤامرة مسيحي – مسلم مستمرة، وأقواله تعبّر عن ذلك؟ ومن ينسى الوزير فادي جريصاتي “ما بتفرز ما تسمعنا صوتك”؟ ومن ينسى رئيس الجمهورية وتبشيره للشعب اللبناني “بأننا ذاهبون إلى جهنّم”؟ عيّنات صغيرة من أقوالهم، فماذا عن أفعالهم المناقضة لبعضها البعض. ولماذا رفض “الوطني الحر” تقديم موعد الانتخابات إلى 27 آذار؟ وما رأي النواب الآخرين بهذا الرفض؟

نصّار: “الوطني الحر” يريد تطيير الانتخابات

وأوضح عضو كتلة “الجمهورية القوية” أنيس نصّار لموقع “لبنان الكبير”، أنه “كان هناك اقتراح مقدّم لتقصير مدة المجلس و(الوطني الحر) هو مَن صوّت ضده”، معتبراً أنّ الأخير “دائماً يقول الشيء ويفعل نقيضه، وهدفهم الواضح أنهم يريدون تطيير الانتخابات النيابية المقبلة عن بكرة أبيها، وكل هذا يعود لحساباتهم الخاصة، لكنهم عاجزون عن هذا الفعل، نتيجة الضغط الدولي لإجرائها في موعدها، وإلا لا مساعدات ولا مؤتمر دعم. وسيستمرون في طريق الانتخابات على قاعدة مكره أخوك لا بطل”.

وبالنسبة إلى نصّار، فلا شيء يُقدم من كتلة “لبنان القوي” لسبب مقنع أو واضح، “إنما السبب الرئيسي وراء آرائهم هذه هو رفضهم للانتخابات، لا بل يريدون أن تنسف مثل الدورة الماضية، وأن يذهب المجلس لتمديد 9 سنوات. لكنّ الضغط الإقليمي والدولي لن يساعدهم، ولا حجّة لعدم إجراء الانتخابات في موعدها”.

أما عن حليفهم “حزب الله”، فهو مع الانتخابات، وقال بشكل علني أنه مع إجرائها، سواء في 27 آذار أو 7 أيار. وكل الكتل النيابية لم تعترض، ويكفي الإصغاء لشركات الإحصاء القائلة في الآونة الأخيرة أنّ “الوطني الحر” إلى تراجع متواصل، ومن البديهي تراجعهم، ولهذا السبب لا يريدون خوض معارك انتخابية.

وبالعودة إلى خطاباتهم وأقوالهم، اعتبر نصّار أنه “لا يجمعهم أي تفاهم مع هذا التيار، وأنّ أحاديثهم عن العنصرية والطائفية ليست بجديدة. فماريو عون وأقواله عن المسلمين والمسيحيين لا تنتهي، “وكيف تكلموا يومها عن الحرائق، وهم من عرقل ومنع تعيين مأموري الأحراج، التي من مهمتهم المراقبة ومنع حدوث الحرائق، لأنّ الأكثرية مسلمة، ولم يوافق عليها باسيل، وهم المسؤولون عن تلك الحرائق”.

وتطرّق أيضاً إلى موضوع المغتربين، قائلاً: “لديهم حسابات، ولهذا هم يرفضون معظم الاقتراحات المقدّمة. ولهذا السبب أيضاً يريدون حصر المغتربين بستة نواب. فالمغترب الجديد، والذي هاجر لبنان خلال العهد القوي وبعد انفجار المرفأ، لن يضغط عليه أحد وسيصوّت وفق حريته الشخصية”.

أبو فاعور: حسابات لتحسين وضعهم الانتخابي

واعتبر عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور، أنّ “السبب المعلن الذي تقدّم به (التيار الوطني الحر) أثناء الجلسة، هو برودة الطقس في المناطق الجبلية، وبعض المناطق الجبلية يعاني سكانها صعوبات للوصول إلى مراكز الاقتراع، لكن حسب اعتقادي، لديهم حسابات أخرى متعلقة بترتيبات سيقومون بها قبل الانتخابات، لإعادة تحسين وضعهم الانتخابي”.

وتمنّى أبو فاعور ألا يكون جزء من هذه الحسابات هو للإفادة من بعض التعيينات أو بعض الإجراءات التي تساعدهم على تحسين أوضاعهم الانتخابية، لأنّ هذا يُعدّ استغلالاً للنفوذ.

ديب: الطقس بارد في 27 آذار

في المقابل، اعتبر عضو كتلة “لبنان القوي” النائب حكمت ديب، أنهم “رفضوا إجراء الانتخابات النيابية في 27 آذار نتيجة الطقس البارد، لأنّ هناك دوائر تقع في مناطق جبلية، وثمة صعوبة في الوصول إليها وممارسة حق التصويت”. وأنهم مع “تغيير الموعد الانتخابي ومع عدم إجرائه في شهر رمضان المبارك، وفي الوقت عينه ألا يكون الموعد في 27 آذار، إلا في حال أرادوا أن تكون نسبة المشاركة حينها ضئيلة وخجولة”.

إذاً، يبدو أنّ برودة الطقس بالنسبة إلى العونيين أهم من الاستحقاق الدستوريّ، ويبدو أنهم يعيشون في الـ”لالا لاند”، حيث لا وجود للأزمات والانهيارات، بينما سيفقد المواطن صوابه أكثر من تصريحات وقرارات التيار البرتقالي.

شارك المقال