“جبهة التحالف المعارضة” تتلمس بداية الطريق

لبنان الكبير

بعد أن خفت صوت الشارع وانطفأت حماوة الثورة على وقع الهموم والمشكلات الاقتصادية والمعيشية والتخبط السياسي لمنظومة الحكم، تستعد مجموعات ثورية لإطلاق “جبهة التحالف المعارضة” التي تضم جزءاً من النواب المستقيلين ومجموعات ثقافية وسياسية عابرة للطوائف والمناطق، انبثقت من ثورة 17 تشرين، ستعمل على أرضية مشتركة لتطلق أعمالها في أقرب وقت.

واعتبرت مصادر مشاركة في هذه الجبهة أنها “في طور البلورة حالياً وتعمل ضمن ورشة على أفكار إصلاحية وتغييرية مشتركة، تهدف إلى انتشال لبنان مما يتخبط به من أزمات”، مشيرة إلى أن “هذه الجبهة مقسمة إلى ثلاث جبهات ثورية: الأولى سيادية ويهمها مبدأ التغيير والثانية عنوانها التغيير فقط والثالثة سيادية وتعمل على عنوان تحرير لبنان. وما يجمعها سيكون أرضية مشتركة وموحدة لاستحقاق الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2022 من شأنها خرق السائد في المنظومة الحالية”.

وعلى الرغم من الشعار الذي تتخذه هذه الجبهة بأنها عابرة للطوائف والمناطق، لكن الطيف المسيحي يطغى عليها، وفيما يغيب حزب “القوات اللبنانية” عنها، يحضر حزب “الكتائب”، إذ أن النواب المستقيلين الثلاثة كتائبيون ويتحالفون مع النواب المستقيلين الآخرين، وعلى رأسهم رئيس الحزب سامي الجميل الذي كان أول من أعلن عن هذه الجبهة في إحدى مقابلاته التلفزيونية، محذراً في الوقت عينه من اختراقها من قبل السلطة لمنع التقارب وتشكيل قوة من شأنها القيام بخروقات خلال الإنتخابات.

ونفت مصادر مطلعة في واحدة من أركان هذه الجبهة، “ما روج عن أن أحزاباً وقوى سياسية في ثورة 17 تشرين الأول، والمعارضة المسيحية، تستعد لإطلاق مسعى إنقاذياً يرتكز على إستقالة فورية لرئيس الجمهورية ميشال عون، وتشكيل حكومة إنتقالية برئاسة قائد الجيش جوزف عون”.

واعتبرت أن “التغيير يحصل بالسياسة وبالحكومة وليس بالانقلابات، لأن النظام اللبناني لا يحتمل هكذا مغامرة قد تعرض الجيش اللبناني للاهتزاز، لا سيما أنه آخر مؤسسة صامدة في لبنان”، معتبرة أن “هذه الخطوة تحتاج إلى تمثيل شعبي واسع، وفي حال عدم وجوده لا يمكن أن يتحقق لها النجاح. إلا أن إمكانية الإطاحة برئيس الجمهورية أمر وارد لدى بعض ممثلي هذه الجبهة وليس الانقلاب الذي لا يؤمّن برأيهم الخلاص للبنان، بل من شأنه زيادة الشرخ وحصول الفرز الطائفي وتقسيم البلد أولاً والجيش ثانياً بحسب الطوائف حتى لو كان ولاء عناصر الجيش كبيراً للمؤسسة العسكرية”. ورأت أن “هناك استحالة بنيوية لتحقيق ذلك، فيما عواصم القرار المؤثرة لا أحد يشجع فيها على هذا النوع من الانقلاب للإتيان بحكومة انتقالية”.

وهذا الرأي كان قد عبر عنه قائد الجيش جوزف عون الذي أكد عدم توريط الجيش في مشاحنات سياسية، “لأن انقسام الجيش لن يهدد الكيان بالزوال، بل سيجعله حالة اختبار لعالم متعدد الأقطاب. وكان قد قال في خطابه الأخير “إذا كان البعض يهدف إلى ضرب الجيش وتفكيكه، فإنهم يعرفون أن تفكيك الجيش يعني نهاية الكيان اللبناني، هذا الشيء مستحيل حدوثه”.

إذن تسعى جبهة التحالف هذه إلى توحيد صفوف قوى المعارضة، وعندما تدنو ساعة الصفر ستكون منضوية تحت أجندة واحدة وبرنامج سياسي يعبر عن تطلعات الشعب لاسيما الشباب اللبناني، وتعمل على خطط إصلاحية مالياً واقتصادياً ومكافحة الفساد والهدر في الدولة وتقوية أجهزة الرقابة وتعزيز الشفافية والمحاسبة.

وفي الوقت الذي تتخبط فيه البلاد سياسياً ووبائياً ومعيشياً وقضائياً بانتظار العقوبات الآتية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، والحلول الإقليمية التي تنتظر المؤتمرات الدولية والتسويات، تدعو “جبهة التحالف المعارضة” إلى حشد قواها وضم أكبر عدد من المجموعات إليها، علها تستفيد من هذا الوقت المستقطع وتؤمن رؤية سياسية وتكون قادرة على توحيد خطواتها والتي يبدو أنها لا تزال تتلمس بداية الطريق.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً