صفعة للثنائي الشيعي على خطوط التماس القضائية

المحرر السياسي

عاد ضجيج خطوط التماس بين الشياح وعين الرمانة فجأة، وصدحت في الطيونة أصوات الرصاص والقنابل والعراضات العسكرية، في يوم وصف بالأسود وكاد سواده يعيد الحرب الأهلية الإسلامية – المسيحية مجدداً الى الواجهة من بوابة قضائية بحتة تمهد لقضية سيادية بالعموم وليس من بوابة بوسطة عين الرمانة.

كادت حادثة الطيونة تطيح البلد، والدماء التي سقطت جعلت من أصحاب القرار وراء سيلانها على الأرض، يسعون للتنبه الى أنه ليس بهذه الطريقة تدار الأمور المصيرية. استفاقة داخلية لبعض العقلاء في الثنائي الشيعي الذين نبهوا من يتخذون القرار إلى أنه غير صائب وأنه سيؤدي الى ما أدى إليه، لكن لا سميع ولا مجيب.

هي صفعة قوية تلقاها ثنائي “حزب الله – أمل” وحليف الحزب “التيار الوطني الحر”، هذه المرة من القوات اللبنانية بحسب مصادر مقربة منها لموقع “لبنان الكبير”، مشيرة الى أن ما حصل من فعل مسلح ورد فعل عليه كاد يؤدي الى فتنة كان يمكن الاستغناء عنها في هذا الظرف الصعب، لو اتخذ القرار المناسب خلال التحضيرات التي جرت ليلاً وسط تحشيد طائفي والتي سبقت التظاهرة وجرت تحت عنوان “ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء”. مع التأكيد أنهم لم يبدأوا المعركة بل خرج أحد الأشخاص من شارع بدارو مطلقاً أربع رصاصات من سلاح حربي ليشتعل معها الشارع ويتدخل بالسلاح من كان وراء المتظاهرين لحمايتهم بغياب الجيش والقوى الأمنية، فحصل ما حصل على صوت الرصاص المباشر وعبر القنص، وسقط القتلى والجرحى ودمرت الممتلكات العامة وحل الرعب في الأحياء والمنازل والمدارس وتهجّر بعض المواطنين من المنطقة ووقعت الواقعة التي حذّر منها كثيرون.

حصلت المعركة على خلفية كف يد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، والتي سبقتها تهديدات مباشرة من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، الذي أشارت مصادر مطلعة الى أنه كان عليه الذهاب الى حليفه ولا سيما مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي الذي يحيك شؤون بعبدا وليس التوجه الى قصر العدل مما يشير الى شرخ كبير في العلاقة بين الحليفين.

كما جاء التهديد أيضاً من الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، ومن رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، ومن وزير الثقافة محمد مرتضى، الذي قام بمطالعة قضائية بأسلوب كلامي تهديدي غير اعتيادي دفع رئيس الجمهورية ميشال عون الى تعليق جلسة مجلس الوزراء. وقال أحد الوزراء السابقين المقربين من “أمل” أنه ليس هكذا يتم التعاطي داخل الجلسة من وزير حتى لو طلبت مرجعيته السياسية ذلك منه.

وعلى الرغم من التوترات والتهديدات ووقوع القتلى والجرحى جرى تطويق الحادث الأمني الخطير، الذي خلّف امتعاضاً شديداً لعدم تدخل الجيش والقوى الأمنية في الوقت المناسب، إلا أن تداعياته ستبقى بحسب المصادر، كالجمر تحت الرماد حتى موعد الانتخابات النيابية حيث ستحصل توترات مماثلة في الفترة الفاصلة، مستبعدة تعطيل عمل الحكومة التي أظهرت أنها ليست حكومة اختصاصيين بل حزبيين أو تطييرها في الفترة الفاصلة عن الانتخابات والتي يعول عليها التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل والذي سيكون محرجاً مسيحياً بعد ما حصل في عين الرمانة.

واضافت المصادر أن حركة أمل عضّت على الجرح وذكّرت بأنها لطالما تنازلت لمصلحة البلد واستقراره، مطالبة بكشف ملابسات ما حصل ليطال العقاب كل من سوّلت له نفسه الاعتداء على التظاهرة وكل من حرّض وساهم في هذا الاعتداء.

أما “حزب الله” مجدداً فصمته كان مدوياً بعد تجربته التي مُنيت بالفشل وكلفته دماء 6 شهداء ولا سيما أيضاً بعد حادثتي خلدة وشويا. لكنه نجح في تعطيل وتأجيل قرارات القاضي البيطار خلال فترة رفع الحصانات عن النواب، ولا سيما في الفترة الفاصلة عن الثلاثاء 19 تشرين الأول الجاري التي ستشهد عودة الحصانات الى المتهمين فيما تسبقها أربعة ايام من العطل والأعياد.

فهل ستحصل التسوية لتغيير واقع التحقيقات من خلال كف يد القاضي بيطار أم يعيش الحزب أزمة على خلفية اتهامه وتورطه بتفجير المرفأ عبر قرار ظني سيصدره بيطار، أم أن الحزب سيكون ورقة قد تتخلى عنها إيران خلال الاتفاق النووي الإيراني الأميركي الذي بدأت بوادره تظهر مع تقارب إيراني – سعودي جديد في المحادثات عبّر عنه وزير الخارجية السعودي بأنها كانت ودية واستكشافية.

شارك المقال