تحليل “8 آذار”: “القوات” انتهى و”بيطار يطير… الحكومة تحط” 

ليندا مشلب
ليندا مشلب

لا يزال شبح “الخميس الأسود” يخيّم على لبنان ويسكن في ذاكرتنا، التي انتعشت بصور مؤلمة مرت عليها سنوات واعتقدنا أنها ذهبت الى غير رجعة.

“مجزرة الخميس” لم تكن نتيجة طبيعية لمسار أحداث بدأ منذ الـ2018 اي ما قبل اندلاع الثورة ضمن مخطط إطباق الحصار على لبنان، وبدأ العد العكسي لتنظيم انهياره فحسب، انما وضع نقطة تحول خطيرة لنقل المواجهة من عنوانها الاقتصادي والمعيشي الى الأمني.

يؤكد مصدر أمني رفيع المستوى لـ”لبنان الكبير” أن المرحلة فتحت على خليط أمني – عسكري – سياسي خطير، ويشتد خطورة لكونه يجرّ الى وضع اقتصادي أسوأ وألعَن مما نحن فيه، فالكباش بلغ مرحلة المواجهة الكبرى التي يراد منها الحسم، أي: “مشروع بدو يربح ومشروع بدو ينكسر” وهذا يأخذ وقتاً قاتلاً وعدته مفتوحة على كل الاسلحة، وسنشهد في المرحلة المقبلة انفلاتاً على كافة المستويات والخوف من عودة التفجيرات والاغتيالات… وحكومة ميقاتي التي تأمل فيها اللبنانيون خيراً بفرملة الانهيار ستشهد على كبرياته، خصوصاً ان عجقة الزوار الاجانب الذين فتحت لهم الأبواب لن تثمر حركتهم الا اذا نفّذ لبنان الاصلاحات الكبيرة والجذرية المطلوبة منه، وهذا ما لا مؤشر له لأن العفن والفساد والفوضى الحاصلة في مؤسساته تحتاج الى قلع وتغيير جذري في العقل الحاكم والمتمسك بمفاصل الدولة. كما ان عدم دعوة دول عربية مهمة لرئيس الحكومة لزيارتها كالسعودية ومصر وسوريا او حتى دول غربية يعني ان الانفتاح المطلوب على حكومة ميقاتي لم يتحقق بعد والزيارات التي قام بها اتت في اطار الصداقات الشخصية وان يأتي المسؤولون يختلف عن زيارة الدول ويدرك جيداً هذا الامر من يعرف بالعلاقات الدولية لان الانفتاح علينا يعني بلورة المشهد السياسي. وحتى الآن المشهد قاتم وضبابي وصندوق النقد الذي نعمل بأيدينا وارجلنا لنرضيه ونطلب العون منه لن يرينا فلساً احمر قبل الاصلاحات الكبيرة. اذا كنا بسطاء ولم نفكر بالسياسة لأن من يهيمن على قراره، معروف ولا يبدي اي رغبة بالمساعدة حاليا.

وقائع تحبس الانفاس وتجعل ترقب الآتي المهمة الاثقل خصوصاً ان مجزرة الطيونة لم تنته ولم تقفل بل على العكس، فقد علم موقع “لبنان الكبير” ان قراراً اتخذ بتقاطع داخلي وخارجي على انهاء القوات، بحسب مصدر رفيع في 8 آذار، قال لموقعنا: “حزب القوات خلص، وبدأ العد العكسي لإنهائه بما هو عليه اليوم، والسبب الرئيسي انه قرأ الاحداث التي تحصل في المنطقة والعالم بطريقة خاطئة وحسبها غلط. فأي مشروع يريدون تنفيذه والأميركيون رموا الافغان من الطائرات في كابول، ثم ان الكلام على ان السعودية في ظهرهم هو فقط للتجييش لان ما يقومون به هو استدراج عروض وعرض خدمات، اما السعودية فلا تريد ما يفعلون لانها ليست مهتمة على الاطلاق بأي شيء يتعلق بلبنان”.

وأكد المصدر أن القوات اللبنانية وفي السنوات الاخيرة رفعت من جاهزيتها وتدريبها وتنظيمها وتسليحها، وكل الاجهزة الامنية تعلم هذا الامر. وليل الاربعاء الماضي حشدت من زحلة وبشري واستعدت لافتعال المشكل لكن الجيش اخذ على عاتقه السيطرة على الارض وإقفال المداخل والاجراءات الامنية وطمأن الى حد طلبت فيه قيادتا “حزب الله” وحركة أمل من المنظمين لديهما الذين سينزلون على الارض ان لا تكون بحوزتهم حتى سكين.

وعن الاستفزاز بهتافات “شيعة شيعة”، قال المصدر: “حتى الاستفزاز لا يبرر القتل المتعمد. ثم ان التحقيقات الاولية أظهرت ان اطلاق النار كان سيحصل بكل الاحوال لان القرار اتخذ قبل يوم من قيادة القوات بالقيام بعملية مباغتة نظيفة عبر القنص واطلاق النار ثم الانسحاب مباشرة بانتظار رد الفعل وكان الشباب ناطرين وجاهزين. وهناك اسئلة كبيرة طرحت حول ما حصل مع الجيش ننتظر نتائج التحقيق لجلائها وما اذا كان رد الفعل الذي قام به بعض العناصر استنادا الى انتماءاتهم”.

ونبّه المصدر من أن “المواجهة مستمرة. خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب. والصفعة التي وجهت لنا ستردّ صاعين لكن ليس كما يريدون ويحسبون فتسمية القوات بالاسم لم يأتِ عن عبث بل استند الى معلومات دقيقة ودقيقة جداً، وهذا قرار كبير ما كنا اقدمنا عليه لولا المعطيات التي بحوزتنا، سننتظر الآن وما زلنا في بداية المواجهة واذا لم يعالج الامر بالقضاء فلنا كلام آخر”.

اما البيطار، يقول المصدر فحاله يجب ان تنتهي بأسرع وقت بعد ان انكشفت كل الاوراق، ولتكن اليوم قبل الغد لان المعادلة واضحة “يطير البيطار يحط مجلس الوزراء”.

شارك المقال