تغريدة تنقذ المطار… وحمية ينفي الإقفال ليلاً

آية المصري
آية المصري

أثارت تغريدة عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله ضجة إعلامية كبيرة، لما حملت في طياتها من مشاكل وأزمات قد نشهدها في القريب العاجل، فموضوع إقفال مطار رفيق الحريري الدولي ليلاً يثير القلق في نفوس الجميع، وسيؤدّي إلى خسائر على مختلف الأصعدة، أكانت مالية أم اجتماعية أم حتى نفسية وغيرها… وهذه التغريدة جعلت من الموضوع محط أنظار الجميع، إذ لم يتوقف الكلام عنه وعن تداعياته وسلبياته في حال اتفق على قرار الإغلاق.

وفي هذا الإطار، أكد وزير الأشغال العامة علي حمية لموقع “لبنان الكبير”، أنّ “لا صحة للأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنّ مطار رفيق الحريري الدولي سيتوقف عن العمل ليلاً، بل سيبقى يعمل على مدار النهار والليل 24/24”.

وقال حمية: “المراقبون الجوّيون والمساعدون الموجودون يعملون على مدار الساعة، ولا مشاكل، لا من قريب ولا من بعيد، فليروا إن كان المطار سيقفل، هذا الكلام غير مقبول”.

وكان عبدالله قال في التغريدة على “تويتر”: “يبدو أننا مقبلون على إقفال مطار رفيق الحريري ليلاً، بسبب النقص الفادح في المراقبيين الجوّيين. ربما طائفة المراقب الجوي، أكثر أهمية من واجهة البلد السياحية. فتوقفت المراسيم وتوقف ليل المطار… لن أعلّق أكثر!”.

ولفتت مصادر هيئة الطيران المدني لموقع “لبنان الكبير” إلى أنّ “المشكلة الأساسية تكمن في النقص الحاد بعدد المراقبين الجوّيين الحاصلين على الشهادات المهمّة والمطلوبة، والتي تسمح لهم بالعمل في هذا الاطار. وفي المقابل هناك غياب للتدريب الفني لمساعدي المراقبين الجوّيين. أي زيادة العدد من دون الخضوع للتدريب الفني من الموظفين القدامى ونقص حاد لأصحاب الشهادات الناجحين في مجلس الخدمة المدنية”.

تساؤلات كثيرة تطرح في هذا السياق، فما رأي النائب عبدالله؟ وهل يقتصر الموضوع على هذه الأزمة؟ أم هناك مشاكل أخرى في فئات معينة؟ وما الحل الأنسب للمطار اليوم؟

عبدالله: تغريدتي أصابت الهدف

وقال عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله لموقع “لبنان الكبير” إنّ تغريدته “أصابت الهدف، وذلك من خلال الأخذ والرد الذي حدث اليوم بشأن الموضوع المطروح. فمنذ سنوات، يعاني المطار نقصاً كبيراً في المراقبين الجوّيين، ولذلك قاموا منذ ثلاث سنوات تقريباً، بمباراة دخول لفئة معيّنة عبر مجلس الخدمة المدنية ونجح عدد محدّد من الأكفياء، ولم يتم ضمّهم حتى هذه اللحظة. علماً أنهم لم يدخلوا بواسطة التوظيف العشوائي، إنما بواسطة مجلس الخدمة المدنية، لكن للأسف، هذا المرسوم كغيره من المراسيم العالقة بسبب الطائفية المهيمنة على كل أرجاء السلطة”.

وأضاف عبدالله: “هذا النقص الكبير في العدد، أجبر الجهات المعنية في المطار على الاستعانة بالمتعاقدين من المراقبين الجوّيين، وكانوا يدفعون لهم بدل ساعة العمل. وفي الآونة الأخيرة، لم يتمكن المتعاقدون من المجيء بشكل متواصل، وهذا ما ساهم في النقص الحاصل، ونتيجة للأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلد، ترك جزء من المراقبين العمل، وجزء آخر هاجر من لبنان. كل هذا فاقم الأزمة بشكل أكبر. ولذلك، بدأت الجهات المعنية التفكير بوقف العمل الليلي، لكنهم لم يتخذوا القرار النهائي بعد”.

وتابع: “لهذا السبب، قمت اليوم بتسليط الضوء على هذا الموضوع. من إطار وطني تحدثت. فنحن نعاني نقصاً في المراقبين الجوّيين، وفي الوقت عينه، لدينا ناجحون في مجلس الخدمة المدنية يتمتعون بالمواصفات والشهادات المطلوبة، لكننا نعيش ضمن نظام طائفي مريض يخرب كل ما يفيد البلد. كما أنّ هناك 17 مرسوماً لم يتم التوقيع عليها بسبب العقلية الطائفية”.

طمأنة بعد التغريدة

طمأن رئيس مطار رفيق الحريري الدولي بالإنابة فادي الحسن وسائل الإعلام، أنّ “لا توجّه حالياً لوقف الأعمال في المطار ليلاً”، موضحاً أنّ “مسودة مرسوم تعيين المراقبين الجويين أُنجزت وستُطرح على طاولة مجلس الوزراء في أول جلسة مقبلة”.

مراسيم عدة لا تزال عالقة بسبب الاختلافات الطائفية والزبائنية، ومصير الموظفين والعاملين لا يزال مجهولاً حتى اللحظة. تغريدة اليوم كشفت النقص الحاصل في هذا القطاع، لكن ماذا عن القطاعات الأخرى والفائض والناجحين في مجلس الخدمة المدنية؟

شارك المقال