الحكومة ” الميقاتية” في ورطة… ماذا ينتظر الطرابلسيون؟

إسراء ديب
إسراء ديب

بعد “سقطة” وزير الإعلام جورج قرداحي التي أخذت لبنانيي الداخل والخارج إلى الهاوية سريعًا، وبعد الأحداث السياسية والأزمات الديبلوماسية التي نشبت بعدها، يُمكن القول أنّ حكومة ميقاتي باتت أيضًا على شفير الهاوية بعد أيّام على تشكيلها، وباتت هذه البلاد في قبضة من لا يرحم الأرض والعباد في ظلّ عناد الكثير من الأطراف السياسية في منع الإصلاح حكوميًا تمهيدًا لدخول مساعدات خارجية من دول عديدة العربية منها والأجنبية، لكن بعد “لحظة تجلّي” قرداحي وإهمال القوى الرسمية لطريقة وأسلوب الردّ ديبلوماسيًا، يُمكن القول أنّنا حرمنا من الإصلاحات ومن الأموال حتّى تحويلات المغتربين منها.

قد يُحاول الرئيس نجيب ميقاتي اليوم التشاور مع هذه الأطراف السياسية الدخيلة على لبنان للخروج من المأزق الكبير الذي أوصل البلاد إلى أزمة ديبلوماسية لا تليق بشعبه عمومًا، لكنّه سيعجز حتمًا عن إصلاح ما اقترفته أيدي الآخرين الذين عبثوا في مصلحة اللبنانيين عن سبق تصميم وإصرار واضح مع ترصد دام لسنوات ليُصبح لبنان أخيرًا أسير هذه الخطط “الخزعبلية” التي تُعبّر كلّ الدول المحيطة بنا عن مدى خطورتها لكن “لا حياة لمن تُنادي”.

أمّا طرابلس اليوم، التي لم تستقبل ولادة حكومة ابنها بحفاوة معتادة في الأيّام الأخيرة، فلن تُفارق الحكومة (إن أعلنت استقالتها لأسباب عدّة) “بصعوبة”، فهي لم تشعر من الأساس أنّ الحكومة قد تشكّلت لأنّها لم تتمكّن من تحقيق إنجازات تُخفّف قليلًا من شدّة الأزمات الاقتصادية والمعيشية، بل فتحت ذراعيها لامتصاص المزيد من المشاكل والأزمات التي كنّا “بغنى عنها” بلا حلول تُذكر، ومن دون أن تقوم بالخطوات اللازمة لمنع تفاقم أزمة قرداحي أكثر، ذلك وفق بيان الجامعة العربية أيضًا الذي ندّد بطريقة المعالجة التي كان عليها أن تكون مختلفة، أيّ بشكلٍ آخر عليها أن تكون لائقة أكثر مع حجم الأزمة والتصريحات المتعدّدة التي تسبق تصريح قرداحي أيضًا والتي أقلّ ما يُقال عنها أنّها تعليقات “سطحية”، غير مسؤولة، ولا تليق بأيّ رجل دولة.

الشارع سيغلي من جديد

وفق مرجع طرابلسي، فإنّ الشارع الطرابلسي لن يكون بمنأى عن التوتر الحاصل مؤخرًا، وأنّه سيكون عنصرًا متفجرًا بسبب كثرة الضغوط التي وضعت تحت رحمتها المدينة في السابق.

أمّا عن تدهور العلاقات اللبنانية والخليجية، فيُؤكّد لـ”لبنان الكبير” أنّ طرابلس ليست المرّة الأولى تُدافع عن المملكة وتقلق كغيرها من المناطق ذات الأغلبية السنية على موقع بلاد الحرمين الشريفين في البلاد، في ظلّ تحكّم أحزاب سياسية تُريد كبت الآراء وفرض هيمنتها سياسيًا وعقائديًا.

ويقول: “لن يقبل الطرابلسيون بأن يتحكّم بإدارتهم أحد، حتّى لو كان الثمن استقالة الحكومة والتعدّي على موقع الرئاسة السنية في لبنان، لأنّهم يرون بوضوح أنّ المملكة كانت قدّمت مساعدات مختلفة لهم ودعمتهم في الكثير من الظروف، وبالتالي إنّ مشاركتهم بأيّ تحرّك يدفع لاتخاذ قرار يُعيد العلاقات الخليجية اللبنانية إلى طبيعتها هو محتّم نظرًا لارتباطهم الكبير بالمملكة”.

ويُضيف: “قد يتدهور الوضع ليتجه النّاس مباشرة إلى الشارع، ولا يقتصر هذا الأمر على طرابلس فحسب، بل سيشمل كلّ المناطق اللبنانية التي ستُطالب باستقالة الحكومة عاجلًا غير آجل، خاصّة بعد الخنقة المستمرّة كارتفاع سعر صرف الدولار والخوف على المقيمين خارج لبنان وغيرها من الأمور التي ستُحرّك الشارع ولا سيما عند المس بالتحويلات المالية التي تُصبّر اللبنانيين على كلّ مآسيهم، وإذا حرموا منها لن يبقى شيء على هذه الأرض إلّا وسيُدمّر بلا رحمة بسبب عجز الدولة اللبنانية والحكومة عن احتواء غضب الشعب وحاجاته… وكلّ هذا الغضب يُمكن امتصاصه عند تراجع حدّة هذه الخلافات مع الخليج أو الوصول إلى إيجاد حلول لها”.

في الواقع، ينتظر الطرابلسيون كلّ المستجدّات السياسية مؤخرًا، لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور، معتبرين أنّ ما يحصل ليست صدفة عشوائية، بل هو موعد مع لبنان مختلف لم نره من قبل، لهذا السبب لا يُعلن الطرابلسيون استسلامهم للراية الجديدة المفروضة على لبنان خارجيًا، حتّى أنّهم لا يُريدون حتّى اللحظة الخروج عن عباءة الدّولة، لكن إنّما للـ”صبر حدود” وفق ما يُؤكّد عدد من الطرابلسيين لـ”لبنان الكبير”.

شارك المقال