أمين عام حزب الوصاية البائد

آية المصري
آية المصري

بعد غياب طويل الأمد عن الساحة نوعاً ما، عاد الحزب البعث العربي الاشتراكي وانتخب الصحافي علي حجازي أميناً عاماً له، مما أثار ضجة كبيرة لدى اللبنانيين وبخاصة المعادين لمحور الممانعة وأفرقائها.

والمعروف أنّ علي حجازي ابن منطقة بعلبك الموالي لمحور الممانعة، ينتهز كل فرصة سانحة ليشتم ويعادي الدول الصديقة التي تساعد لبنان في كل أزماته وانهياراته. حجازي ليس الناطق الرسمي باسم “حزب الله”، لكنه من “المطبّلين” له، وطريقته بالتعاطي مع السياسة خاصة إلى حد ما، فالصوت العالي سيّد الموقف في كل إطلالاته الإعلامية، وعندما تناقشه ويعجز عن الإجابة، فيلجأ إلى الحلّ الأسهل “الصوت العالي”.

وهذا الحزب البعثي من البديهي أن يختار شخصاً كهذا أميناً عاماً له، فهو منذ عقود يستخدم سياسة القوّة والترهيب ومفرادت “طلاع بالبيجو ولك حيوان”.

فما رأي المناوئين للمحور بعودة هذا الحزب بعد طول الغياب؟ وهل سيؤثر ذلك في علاقات البلاد مع الدول الأخرى؟ وهل يطمح حجازي إلى كرسي انتخابي جديد في بعلبك الهرمل بدلاً من جميل السيد؟

فتفت: تعيين حجازي فاجأني!

واعتبر عضو “كتلة المستقبل” النائب سامي فتفت أنّ “تعيين الصحافي علي حجازي أميناً عاماً لحزب البعث فاجأني إلى حد ما، وذلك نتيجة طريقته في التعاطي بما يخص الملف العربي، إذ لا تؤشر إلى دلالات خير لعلاقات سورية – عربية من جهة، وهو يستغل كل فرصة بشكل واضح لمهاجمة الدول العربية التي نحن بأمسّ الحاجة إليها، وبخاصة دول الخليج من جهة ثانية”.

ولفت فتفت إلى أنه من “الواضح أنّ النظام السوري يحاول جهده لإعادة تموضع السوريين نوعاً ما، من خلال البلدان العربية التي تسعى لإعادتهم إلى جامعة الدول العربية وإنهاء الأحضان الإيرانية. لكن مع تعيين حجازي أميناً عاماً، انعكست كل هذه الدلالات وبات المؤكد أنّ السوري ما زال متشبثاً بالدور الإيراني أكثر”.

رباح: دكاكين لـ”حزب الله”

الكاتب والباحث السياسي مكرم رباح يقول لـ”لبنان الكبير”: “لا أعتقد أنّ هناك شيئاً يدعى حزب البعث، فهذا الحزب وكل المكونات السورية عبارة عن دكاكين لـ(حزب الله) ولهذا المحور الإيراني. وتعيين أمين عام جديد له بهذا المستوى يؤكد أنه ليس هناك من بعث بمعناه التقليدي والايديولوجي، لكن هناك أبواقاً تتكلم باسم محور الممانعة وهي مجرد خطوة من أجل تعيين هذا الشخص نائباً في البرلمان المقبل”.

وعن حصة البعث في جيب النائب جميل السيد، قال رباح: “بغض النظر عمّن سيعيّن (حزب الله) في المقعد النيابي، لا اعتقد أنّ (زلمة) سوريا في لبنان يملك الخيار بل هو ملحق بسياسة المحور. ولا أعتقد أنّ دول الخليج تكترث لهؤلاء بل للدولة اللبنانية، وليس المطلوب أن تكون هناك مواجهة داخلية لبنانية – لبنانية، وإنما أن تكون الدولة اللبنانية قادرة على الصمود وإعطاء انطباع جيّد عنها ولعلاقاتها الأخوية مع العالم العربي. هذا الأمين العام أو أي من هؤلاء الأبواق وأزلام محور الممانعة هم في آخر المطاف مأمورون ولا يتمتعون بالقدرة على فرض أي معادلة”.

جبور: يجب النظر إلى حيثية الحزب

أما مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور، فأكد أنه “يجب النظر إلى حيثية حزب البعث بمعزل عن النظام السوري التابع له أو تحالفه مع (حزب الله). وأي تقويم سياسي لإيّ فريق ينطلق من وضعيته الشعبية والسياسية والوطنية، والمسألة تتعلق بما لقدرة أي فريق سياسي ومدى حيثياته على كل المستويات بمعزل عن الصورة العلوية التي يأخذها نتيجة وضعية سياسية معينة في بلد معيّن. وبالتالي فإننا بخلاف عقائدي واستراتيجي كبير جدا مع (الحزب)، ورؤيتنا للبنان مع رؤيته، لكن على الرغم من ذلك فهو يملك حيثية. أما البعثي فلا يؤثر في الملف السياسي الوطني العام، ولا يملك أي إثبات شعبي”.

وأشار جبور إلى أنّ “كل هذا عبارة عن مسألة إعلامية معنوية لا أكثر ولا أقل، وهذا (الحزب) يستمد قوته من قوة النظام السوري من جهة، ومن قوة عضلات (حزب الله) من جهة أخرى، طارحاً العديد من التساؤلات: اليوم إذا لم يترشّح حجازي على رافعة لديها علاقة بـ(حزب الله)، ما وضعيته على المستوى الشعبي هل هو قادر على الفوز؟ هل يملك تياراً شعبياً؟ وبرأيي، حجازي غير موجود باستثناء آرمة سياسية، وهذا الكلام ليس من موقع عدائي، إنما من موقع تصنيف موضوعي لواقع الحال”.

وختم جبور: “بالنسبة لهم، الاطلالات الإعلامية للصحافي علي حجازي تعطي للحزب وضعية على المستوى الإعلامي، لكن هذا ليس الأساس، والمعيار لأي فريق سياسي يكون بمدى قدرته منفرداً أن يشكّل حالة وحيثية شعبية. هل يستطيع أن يكون نائباً في البرلمان بمعزل عن رافعة سياسية شعبية تؤمّن له هذا الأمر؟”.

الأمين العام للحزب لا يستطيع أن يأتي بمختار قرية بأصواته، وهو يحتاج إلى رافعة ممن يمتلكون حيثية، وتعيين إعلامي من هذا الطراز هو بالون لدكاكين مشاريع المحور الممانع، وبالتالي ليس له أي دور في المعادلة، إنما يعيد إحياء شبح “أبو عبدو”.

شارك المقال