نقابة أطباء الأسنان بين أفخاخ السلطة ومنتفضي 17 تشرين

آية المصري
آية المصري

يشهد الاستحقاق الانتخابي في نقابة أطباء الأسنان تحالفات عدّة هذا العام، ومكائد من أحزاب السلطة لا تُعد ولا تحصى. فالنهج القديم عاد ليجدّد لنفسه من خلال التلطّي تحت عباءة الثورة. أسماء كثيرة للوائح تعبر عن ثورة وانتفاضة 17 تشرين، لكن في الوقت عينه تثير القلق، إذ كيف يتأكد المقترع أنه فعلاً يُدلي بصوته للمستقلين؟ 12 مرشّحاً لمنصب نقيب هذا العام، و57 مرشّحاً لمجلس النقابة، كما سيتم انتخاب 5 أعضاء لصندوق التعاضد، و3 أعضاء لصندوق التقاعد وعضوين للمجلس التأديبي. والدورة الثانية والأخيرة موعدها الأحد 28 تشرين الثاني الجاري وهدفها انتخاب النقيب، حيث ستقام في مجمع البيال البحري. مواجهة حاسمة بين المستقلين والمنتفضين حقاً، وبين أحزاب السلطة. فما هي أجواء النقابة والتحالفات؟ وماذا عن اللوائح وهل اكتملت؟ وماذا عن المعلومات التي يتم تداولها بين أطباء الأسنان؟ 

حجازي: إرجاء المناظرة العلنية لاختيار المرشّح

وأكد أحد الناشطين في مجموعة “أطباء أسنان للتغيير” والمرشّح لصندوق التعاضد الدكتور قيصر حجازي أنه “يسعى إلى تشكيل لوائح موحّدة مع المعترضين على الأمر الواقع ضمن مجموعة عمل متجانسة للتوصّل إلى اختيار النقيب الأنسب، وذلك من خلال مناظرة علنية كانت ستتم خلال الأيام السابقة، لكن تم إرجاؤها إلى الفترة المقبلة، وستكون خاضعة لمعايير معيّنة ثابتة كنزاهة المرشّح، ومعرفته الجيّدة بالعمل النقابي، وأن يملك الوقت الكافي لخدمة النقابة، أي أن هناك حيثية معينة لكل مرشّح إلى منصب النقيب وسيتم الاختيار الأفضل من بينهم، لنقوم بترشيحه وانتخابه في موعد الاستحقاق المحدّد”.

وأشار حجازي إلى أنهم “منذ فترة طويلة يعملون على توحيد اللائحة، وحان الوقت لتُمسك قوى التغيير بزمام الأمور، فنعبّر عن طريقة أخرى من التفكير وطريقة أخرى للتعاون بين بعضنا ضمن روحية 17 تشرين والنضالات الشعبية، من خلال تجمّع عدد كبير من اللوائح التي تضمّ أحزاب المجتمع المدني، و”أطباء الأسنان ينتفضون”، مجموعة “الستة” التي تضمّ الحزب الشيوعي اللبناني المعروف تاريخياً من الأحزاب المعارضة للسلطة، وحراك جل الديب ووادي التيم وغيرهم، وأكثر من 40 فصيلاً من المجتمع المدني مطوّقين بهذا التحالف وسنقدّم صورة ديموقراطية جديدة لطبيعة العمل النقابي من أجل التغيير”.

ولفت حجازي إلى أنّ “الصورة ستكون عبارة عن موزاييك سياسي نقابي مناهض لفكرة المحاصصة والزبائنية التي ساهمت في تغطية ظاهرة الفساد ونهب المال العام. واعتبر أنّ هذا الاستحقاق له دلالة استثنائية بسبب الانهيار الشامل الذي يعيشه البلد على كل الأصعدة، سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، مالياً… كما أنّ الأحزاب اختاروا ممثليهم غير اللامعين حزبياً وجعلوهم مثل الضمير المستتر أي خلال النظرة الأولى تعتقده مستقلاً، وبعد النتائج يكشف هويته الحزبية. باستثناء حزب الكتائب الذي يملك الجرأة الكبيرة والذي قام بترشيح إميلي حايك لمنصب النقيب”.

بالنسبة إلى المعلومات المتداولة في نقابة أطباء الأسنان، فتشير إلى أنّ “النقيب السابق الياس موريس المعلوف والمرشّح من جديد للمرة الثالثة، كان قدّم الكثير للنقابة، وهو متقدّم في مختلف المجالات علمياً وأكاديمياً ونقابياً. وتحاول أحزاب السلطة أن تتبناه هذا العام وموقفه محايد إلى حد ما، وهو على مسافة واحدة من الجميع”. والمرشّح الآخر كمال صليبا يملك تجربة في العمل النقابي، ولم يدخل المعترك. لديه الحضور على المستوى الاجتماعي، وهو رئيس تجمّع أطباء الأسنان المستقلين في منطقة كسروان. أما “مستقلون ينتفضون” فأعلنوا في السابق موقفهم الاستقلالي عن السلطة وعدم تعاونهم مع الأحزاب، لكن الواضح أنّ تحالفهم سيكون مع هذه الأحزاب. 

حايك: نرفض النهج القديم

وأكدت المرشّحة لمنصب النقيب في لائحة “نقابتي ثورتي” إميلي حايك، أنها “عندما تسلّمت رئاسة اللجنة المالية في السابق اختلف الأداء تماماً، ورفضنا النهج القديم المرتبط بالفساد وتابعنا الملف حتى تم تسليمه إلى الأجهزة القضائية المختصّة. وهذا المطلوب في البلد، وبأي موقع نكون فيه، سنقوم بهذه الإجراءات. وكل هذا ثورة بحد ذاتها. ومن أدبيات حزب الكتائب اللبنانية تعليق المسؤوليات الحزبية وليس العضوية، وبهذا أبقى (كتائب إلى الأبد)، لكن متفرغة للعمل النقابي”.

وشدّدت حايك على أنهم “اختاروا شعار “نقابتي ثورتي” لأسباب عدة، “لأننا رافضون للنهج القديم، وأداؤنا يبرهن عن أداء الثورة داخل النقابة من جهة، ومن جهة أخرى لأننا مدعومون من الكثير من مجموعات الثورة. وفي اللائحة، معنا مستقلون بكل ما للكلمة من معنى، ويكفي أنهم يملكون القرار الحر، وغير تابعين لأحد ولا يقبلون الخطأ. وهذا توجّهنا ومسارنا لأننا نؤمن بأنّ هناك مسارين للنقابة، إما المسار القديم القائم على نهج نرفضه تماماً، أو المسار الذي اخترناه وبدأنا به منذ اللحظة الأولى والمتمثل بالشفافية والمحاسبة. وللأسف، دعمت النقيب السابق على أساس أنه مستقل وكانت خيبة الأمل كبيرة، إذ تبيّن أنه خاضع لقرارات تؤخذ من (الوطني الحر) و(حزب الله) وغيرهما”.

أسوةً بما يعيشه طبيب الأسنان من أزمات حقيقية يرفضها أي طبيب آخر، من واجبكم اختيار النقيب صاحب الكف النظيفة، والذي لن يتخلّى عنكم وسيقف معكم في كل مطالبكم وحقوقكم. أحسنوا الاختيار.

شارك المقال