أزمتا لبنان واليمن في المفاوضات السعودية ـــ الإيرانية

حسناء بو حرفوش

توقع مسؤولون عراقيون مطّلعون على سير المفاوضات الإيرانية-السعودية، أن “إنهاء المأزق السياسي في لبنان وهجمات الحوثيين في اليمن تقع على رأس أولويات المفاوضين الإيرانيين والسعوديين الذين يجرون محادثات في بغداد”، بحسب ما نقل موقع “ميدل إيست أي” البريطاني.  ووفقاً للموقع، “اجتمعت إيران والمملكة العربية السعودية، اللتان تدعمان الأطراف المتصارعة في منطقة الشرق الأوسط، بعد انقطاع في العلاقات الدبلوماسية منذ العام 2016، في العاصمة العراقية في محاولة لتهدئة التوترات. ويتصدر وقف هجمات الحوثيين على منشآت النفط السعودية وإيجاد مخرج للمأزق السياسي في لبنان جدول الأعمال”.

ونقل الموقع عن مسؤول عراقي، اشترط عدم الكشف عن هويته أن “اللقاءات ما زالت في المربع الأول لكنها ستستمر وستتطلب عدة جولات لكي ينجح الطرفان في كسر الجليد وبناء الثقة بينهما، خصوصاً وأن خلافهما يعود لفترة طويلة. لذلك، يحتاجان لوقت قبل ظهور أي نتائج”. وأكد المسؤول أن العراق “يعمل على توفير الظروف المناسبة والمكان والسرية الضرورية لإنجاح هذه المفاوضات. أما الباقي فشأن المفاوضين”.

ونقل الموقع عن مسؤولين سياسيين عراقيين “أن المفاوضات قد تعود بالخير على العراق. ومن شأن الاتفاق الإيراني ـــ السعودي أن يحيد الفصائل المسلحة المدعومة من إيران ويهدئ وسائل الإعلام المدعومة من السعودية. وقد يفتح ذلك الباب أمام الاستثمارات والأموال التي تتدفق من الرياض إلى العراق”. كما أشار إلى العلاقات “الجيدة التي يتمتع بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع أجهزة معظم دول المنطقة، لا سيما إيران والسعودية. (…) وهو أيضًا أحد الحلفاء “المفضلين” لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. واستغل الكاظمي هذه العلاقات لإقناع المسؤولين السعوديين والإيرانيين بالجلوس على طاولة المفاوضات في بغداد ومعالجة نقاط الخلاف بينهم. وقال الحلفاء إنه قام شخصياً برعاية وتوجيه الجهود للتقريب بين الطرفين”.

ووصفت المفاوضات بناء على “المؤشرات الأولية بالـ “واعدة”، بينما يستمر الحوار الذي لا يقتصر على جلسات محددة. (…) الأمور جيدة وكل شيء على ما يرام وقد أبدى الجانبان رغبة قوية بحل نزاعاتهما (…) وفي غضون ذلك، تتقدم المفاوضات الأمريكية ـــ الإيرانية بشأن الاتفاق النووي بسرعة، مع توقع لإسقاط وشيك للعديد من العقوبات القاسية. في هذا الوقت، الأولوية القصوى للرياض هي إنهاء الهجمات التي ينفذها حلفاء إيرانيون في اليمن وفي العراق أحيانًا على أراضيها. ومن جهة أخرى، تسعى إيران لتيسير العلاقات مع دول الخليج العربية لإنهاء عزلتها وتعزيز اقتصادها.”

ويلفت المقال الى انه “بينما تتاح الفرصة للمملكة العربية السعودية لتعبيد الطريق لإيران أمام التطبيع مع حلفائها العرب، يمكنها أيضاً تقديم الدعم للبنان، الذي يرزح تحت أزمة اقتصادية مخيفة”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً