مشاركة قياسية… وتجديد الثقة بقصيفي!

آية المصري
آية المصري

حشد كبير من الصحافيين التقى أمس في مجمع الاتحاد العمالي العام، لممارسة حقهم الانتخابي لتقرير مصيرهم هذا العام، وانتخاب نقيب وأعضاء مجلس نقابة يمثلون طموحاتهم وأهدافهم. حشد لم تشهده يوماً انتخابات نقابة المحررين، إذ بلغ عدد المقترعين ٦٦٩ من أصل ٩١٢، وذلك بنسبة بلغت ٧٣.٣٥٪. ثلاث لوائح تنافست بين التاسعة صباحاً والخامسة بعد الظهر، بينها مستقلون ومنتفضون وتوافقية، كما برزت أسماء منفردين لا ينتمون إلى أي من اللوائح الأخرى.

لائحة “الوحدة النقابية” وعلى رأسها النقيب جوزف قصيفي، ولائحة “صحافيون لنقابة مستقلة” تضم ٧ مرشحين مستقلين، ولائحة “الصحافيون المستقلون” وتضم ٤ مرشحين، إلى ٤ مرشحين منفردين واحدة منهم تمثل “تجمّع النقابة البديلة”.

جميع المرشحين أكدوا أنها المرة الأولى يشارك هذا العدد الكبير من الصحافيين وتكون نسبة الاقتراع بهذه الطريقة، مما يعكس إرادة التغيير لديهم. أما المطلوب فكان التأكد من ورود أسمائهم والذهاب خلف الستارة لاختيار من يريدون وبامكانهم اختيار ١٢ مرشحاً او الاكتفاء بالعدد الذي يرونه مناسباً. ٤ صناديق موجودة والصوت يدخل الصندوق المناسب.

فإلى ماذا أفضت هذه الانتخابات؟ ومن النقيب الجديد الذي اختاره الصحافيون اليوم؟ وماذا عن أعضاء المجلس النقابي؟

فرصة جديدة أراد الناخبون إعطاءها للنقيب جوزف قصيفي الذي حصل على ٥٢٨ صوتاً، وهذا دليل ثقة به ليعيد إلى النقابة دورها وبريقها. وفازت لائحة “الوحدة النقابية” كاملة في انتخابات المحررين، هي التي أطلق عليها معظم الصحافيين لقب “اللائحة التوافقية”.

الديموقراطية تجلّت اليوم

وأوضح الصحافي صلاح تقي الدين لموقع “لبنان الكبير”، والذي حصل على ٣٤٧ صوتاً أنّ “الديموقراطية اليوم تجلّت بأفضل صورة ممكنة. نحن أصحاب فكر وقلم وصنّاع رأي، لا يمكننا سوى الاحتكام للديموقراطية ونتائج صناديق الاقتراع. والنتيجة جاءت كما أرادها ويرغبها الناخبون. والصحافيون رأوا أنّ لائحة (الوحدة النقابية) الأجدر بتمثيلهم في المجلس النقابي والنتيجة مشرّفة. ناهيك بأنها للمرة الأولى في تاريخ انتخابات النقابة تصل نسبة الاقتراع لهذا الرقم، وكل هذا دليل للرقي وللمعركة الشرسة، وليس كما كان يروّج لها بأنها انتخابات معلّبة وانتخابات تزكية”.

وأضاف تقي الدين: “النتائج برهنت أنّ الانتخابات اليوم ليست معلّبة. والسياسة بالنسبة إلينا تقف عند حدود مدخل النقابة، وعندما نجلس إلى طاولة المجلس النقابي، نتعاطى بكل ما لنا من إمكانات لتحسين الظروف التي يعيشها الصحافي والاهتمام بطلباته وحقوقه. سنتابع كل ما قام به المجلس السابق الذي قام بانجازات عدة في التشريع، وسنحاول إكمالها بإذن الله”.

الصحافي نافذ قواص الحاصل على ٤٧٢ صوتاً، أكد أنّ “الانتخابات كانت مشجّعة بطريقة لا توصف، وهذا يعتبر عملاً ديموقراطياً بامتياز، والجميع شارك فيه. ونتمنى التوفيق للصحافيين الذين لم يحالفهم الحظ خلال هذه الانتخابات”.

وأشار قواص إلى أنّ “الذي حدث إنجاز عظيم، وهذه المرة الأولى يبلغ عدد المقترعين الصحافيين هذا الرقم. نحن مستمرون بعملنا وسنقوم بمشاريع لصالح كل الصحافيين، إضافة إلى تطوير العمل النقابي أكثر فأكثر. وأي صحافي يعمل في أي وسيلة إعلامية سيتم دمجه داخل نقابة المحررين”.

جعجع: منعنا حصول التزكية

واعتبر الصحافي أنطوني جعجع والمرشح على لائحة “الصحافيون المستقلون”، والذي حصل على ١٣٢ صوتاً: “منعنا حصول التزكية هذا العام، وكان لنا الشرف أن نقوم بهذا الحشد الكبير الذي لم يحدث منذ زمن بعيد. وهذا العدد الكبير من المقترعين يؤكد أنّ المعركة كانت جدّية وتحمل الكثير من المنافسة”. وتابع جعجع: “استطعنا اليوم إيصال صوتنا، وتسليط الضوء على ما هو مطلوب من النقابة والمشاكل التي يتعرّض إليها أي صحافي عبر وسائل الإعلام، وأوضحنا مآخذنا أيضاً. لم نتمكن من إحداث خرق، لكننا قمنا بالفارق، ولا بد أن يحصل الفارق يوماً ما”.

من الواضح أنّ الصحافيين اليوم انتخبوا مَن يمثلهم، ومن الواضح أنّ الديموقراطية كانت سيدة الموقف، فجميع المرشحين تمنوا التوفيق للزملاء وهذه النتيجة تعكس إرادة الصحافي وثقته الكاملة باللائحة التي انتخبها.

شارك المقال