خمسون عاماً مع حكام حكماء!

آية المصري
آية المصري

“دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا”، نشيد يختصر مشاعر الإماراتيين وجميع المقيمين على أرض الإمارات في عرسها الذهبي وبمناسبة مرور ٥٠ عاماً على قيام الاتحاد. منذ العام ١٩٧١ وقادة الإمارات العربية المتحدة ومسؤولوها يسعون جاهدين إلى إنجاز هذه المسيرة العظيمة والعريقة من حيث الإنجازات والإرادة والقوة والطموحات الفكرية والعملية، على أمل تحقيق الطموحات والأهداف المستقبلية العربية في الخمسين سنة المقبلة.

احتفلت أمس الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الخمسين تزامناً مع مرور ٥٠ عاماً على قيامه، واللافت في هذه الدولة العريقة تشبثّ شعبها وقادتها الحكماء بأرضهم وعشقهم لبلدهم، فتزيّنت شوارع العاصمة أبوظبي وضواحيها وجسورها وأعمدتها بالعلم الإماراتي، وبعبارات ٥٠ عاماً من البناء والإعمار. تصاميم ذات طابع مختلف ومميّز يبهر النظر ويمتعه. كبار وصغار يؤكدون فخرهم وتمسّكهم بالقادة الذين برهنوا للجميع بأنهم بُناة الدولة العصرية المزدهرة مع المحافظة على الأصالة العربية والإماراتية والخليجية.

أنشطة مختلفة شهدتها معظم المناطق الإماراتية واكتشافات لوجهات وأماكن سياحية وتراثية جديدة،
إلى عروض رفيعة المستوى موسيقية وعسكرية. نشاطات ترفيهية وألعاب نارية عمّت سماء دبي
وأبوظبي وغيرهما من الإمارات، إضافة إلى العروض التراثية والهولوغرامية. كما استقبلت منطقة “حتا”
الحفل الرسمي للاحتفال باليوم الوطني الخمسين ونُقل مباشرة عبر الموقع الرسمي لدولة الإمارات
وعلى جميع القنوات التلفزيونية المحلية. كما شهد معرض “إكسبو ٢٠٢٠” فعاليات وعروضاً لا تعدّ ولا تحصى.

بعد الأزمة المسيطرة على لبنان، تفككت إلى حد ما العلاقة مع الدول العربية جراء أنانية وسياسة معظم
حكامنا ومسؤولينا، فأوصلنا حقدهم وكراهيتهم المهيمنة إلى ما نحن عليه، إذ ما كدنا نطوي الأزمة السابقة
بسبب تصريحات وزير الخارجية شربل وهبة حتى عاد وزير الإعلام جورج قرادحي وأشعل لهيب حقده تجاه
البلد الذي استقبله وحضنه وأوصله إلى الشهرة من خلال مؤسساته.

“اللئيم تمرّد” وخرّب العلاقات بين البلدين ولم يعتذر وساندته الدولة اللبنانية وحكومتها، ولم تقم بأي إجراء يضع لقرداحي حداً. مع العلم أنّ دولة الإمارات لا تقدّم سوى الخير والدعم لمحبيها، وكل دولة تعاونت معها ازدهرت وحصلت على المزيد من الخيرات.

دول لم نرَ منها سوى المساعدات والخير، دول شقيقة وصديقة كانت إلى جانب لبنان في أزماته وانهيارته، لكن بعد تفاقم الارتكابات بحقها تمّ إبعاد سفراء لبنان من الإمارات والسعودية والكويت، مما يعكس توتر العلاقات معوطننا، علماً أنّ الدول الصديقة لم تبخل يوماً بتقديم كل ما يلزم لنا.

هذا العام تحولت “سويسرا الشرق” إلى بلد معزول ومهزوز، منهار اقتصادياً ومالياً واجتماعياً. بلد بات حلم أبنائه الهجرة. بلد تحول إلى جهنم نتيجة حكامه “العلوج”، ونتيجة وجود “حزب الله” الحاقد على كل تطوّر وازدهار في هذه الدول الحبيبة.

وكم نتمنى اليوم ومع بداية الخمسين عاماً الجدد أن تعود العلاقات كالسابق، فالشعب الإماراتي العربي الأصيل يعشق لبنان ولن يسمح بالنيل من شعبه أكثر.

كل عام والإمارات الحبيبة وقادتها وشعبها بألف خير…

“أقسمنا أن نبني نعمل نعمل نخلص نعمل نخلص”.

شارك المقال