نادي رؤساء الجمهورية ضلوا طريق “لبنان الكبير”

نديم بيضون
نديم بيضون
نادي رؤساء الجمهورية ضلوا طريق "لبنان الكبير"

لم يعد خافياً على أحد الصراعات الخفية والمعلنة للزعامات المسيحية للوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية، تلك الرئاسة التي لم تعد حاجة أو تمثيلاً مسيحياً فحسب، إنما أصبحت حاجة وضرورة شعبية لبنانية بمواصفات غير كلاسيكية خصوصاً بعد ثورة الشباب اللبناني في ١٧ تشرين الأول.

وعلى مر التاريخ تنقسم الآراء حول مواصفات الرئيس، منهم من يفضله أن يكون مسيحياً مارونياً يدافع عن حقوق طائفته، شريكاً لرئاسات باقي الطوائف، حتى لو كان ذلك على مستقبل أجيال لبنان الفتية… ومنهم من يرى في مواصفات الرئيس نموذجاً للاعتدال والقرب من الأشقاء العرب مروراً بباقي الدول الغربية… والبعض الآخر يرى أن من شروط وصول رئيس الجمهورية هو قربه من الجار وبما يمثل من محور.

وبناء على ذلك تتمركز الشخصيات المرشحة وتتحضر على هذا الأساس داخلياً، وتسعى خلال فترة حكمها لتأمين التوازنات الكافية لتأمين المواصفات المطلوبة سعياً للوصول إلى الكرسي الرئاسي الذهبي الذي يعطي للبعض المكانة ويؤكد الزعامة، لذا نرى خلال فترة إدارة الشخصيات لبعض المؤسسات الحكومية نوعاً من المسايرات الضمنية والغزل في بعض الملفات الداخلية، قد تكون على حساب الشعب اللبناني في بعض الأحيان بالسياسة والإنماء والاقتصاد والأمن أحياناً.

“قاعدة لبنان محكوم بالتوافق”… هذه قاعدة ثابتة لأي مجتمع في العالم، لذا فإنها ليست قاعدة لبنانية فقط بل هي تمثل كل الذين ارتضوا أن يعيشوا بسلام ضمن مجتمعاتهم، على الرغم من أي اختلاف ديني أو ثقافي.

واليوم وبعد ١٧ تشرين والثورة التي شهدتها ساحات بيروت فرضت واقعاً جديداً لمواصفات أي مسؤول قد يتبوأ منصباً رفيعاً في هذه الدولة، من رئاسة الجمهورية وصولاً إلى آخر مدير عام في الدولة.

لذا على الرغم من أن تركيبة نظامنا تمنعنا من انتخاب رئيسنا، فإن ١٧ تشرين فرضت معادلة جديدة، مفادها أنه لم يعد كافياً الانتماء المسيحي للرئيس ولا نسج بعض العلاقات والحصول على بعض القبول الداخلي، فقد بات الرئيس هماً أساسياً لعموم اللبنانيين المقيمين والمغتربين الذين يتطلعون إلى رئيس شاب، عصري، منفتح، رئيس صديق لدول الخليج العربي والدول الغربية والإقليمية، رئيس متوازن بالعلاقات مع الأشقاء الساعين للتوجه شرقاً… رئيس حاضر بين الناس ملم بتفاصيل يومياتهم شبيه لبعض النماذج التي يراها الشعب اللبناني في كندا والسويد والإمارات.

هؤلاء يعتبرون أن رئاسة الجمهورية، كما باقي الرئاسات، هي مواقع لخدمة الإنسان في لبنان، يسعى المسؤول عنها إلى أن يحقق رفاهية هذا الشعب المظلوم، الذي بات أشد حرماناً من جميع الشعوب العربية على امتداد الساحة الإقليمية.

لذا أصبحت رئاسة الجمهورية سلة مواصفات وورش عمل، لا أزمة صلاحيات كما تم تصويرها .

رئاسة الجمهورية تعني لبنان كل لبنان… لبنان بسلامة جنوبه وتطور عاصمته وحرية جباله… لبنان الإنسان والفكر والثقاقة… لبنان الكبير لا الصغير!

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً