وحين يسألونك، بنوع من الشماتة، عن الأبواب العربية المشرّعة أمام نظام بشار الأسد، قل لهم: أما أتاكم الكلام السعودي بالخبر اليقين؟
الكلام السعودي واضح قاطع أعلنه المندوب لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي في 16 كانون الاول الحالي، ملخصا موقف بلاده من نظام أسد.
قال المعلمي: “لا تصدقوا قولهم إن الحرب قد انتهت في سوريا، فبنهايتها لا حاجة لقرارات الأمم المتحدة”.
أضاف: “لا تصدقوهم إن وقف زعيمهم فوق هرم من جماجم الأبرياء مدعياً النصر العظيم، كيف يمكن لنصر أن يعلن بين أشلاء الأبرياء وأنقاض المساكن. أي نصر يكون لقائد على رفاة شعبه ومواطنيه”.
كما أشار المعلمي في كلمته إلى كذب نظام الأسد وعدم جديته في إعادة الإعمار، واستتباب الأمن.
بشار الجعفري، نائب وزير خارجية نظام الأسد، وصف المعلمي بأنه “موظف” وقال إن “سوريا أكبر من أن ترد على تصريح أي موظف سعودي من هنا أو هناك”.
صحيح أن المعلمي “موظف” عند قيادة ينطق بإسمها ويعكس مواقفها. والجعفري “موظف” عند نظام “موظف” عند قوى إقليمية ينطق بإسمها ويعكس مصالحها لا مصالح سوريا وأهلها المنكوبين.
أهمية الموقف السعودي الذي أعلنه المعلمي تتأتّى من التوقيت إذ تتوجه الأنظار إلى الجامعة العربية، ومحاولات بعض الدول إعادة تفعيل عضوية نظام الأسد فيها، في سياق التحضيرات للقمة العربية في الجزائر في آذار المقبل.
وينشط الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في قيادة حملة عودة النظام السوري الى الجامعة، تساعده في ذلك أجواء انفتاحية من عدد قليل من العواصم العربية.
وكانت العلاقات بين نظام الأسد والسعودية شهدت توتراً وقطيعة ديبلوماسية منذ آب 2011، عندما أمرت الرياض بسحب سفيرها من دمشق، بسبب تصاعد المجازر التي يرتكبها نظام الأسد ضد المدنيين في المناطق السورية التي ثارت لتغييره.
ولم يطرأ أي تغيّر على الموقف السعودي من النظام، في حين تؤكد الرياض على لسان مسؤوليها، تأييدها للحل السياسي في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن 2254.
ورد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في تشرين الثاني الماضي، على سؤال إن كانت السعودية تفكر في التواصل مع الأسد أسوة بالعديد من الحكومات، بأن “السعودية لا تفكر بذلك حالياً”.