مرجع كبير لـ”لبنان الكبير”: لا فك ارتباط بين الحزب والتيار

ليندا مشلب
ليندا مشلب

فك ارتباط بين التيار وحزب الله؟ كبروا عقلكن!!! الحزب لا يفعلها وملتزم مع الرئيس ميشال عون إلى ما بعد بعد العهد، وجبران باسيل كالسمكة اذا خرج من محيط الحزب انتهى.

هكذا يعلق مرجع سياسي رفيع المستوى على كل الكلام، الذي تناول العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله في الأيام القليلة الماضية، وبالتحديد ما تزامن منها مع التسوية الشاملة وقرار المجلس الدستوري.

وكشف المرجع أن الاتصالات لم تنقطع بين باسيل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا وعلى اكثر من مستوى لترطيب الأجواء من جهة، ولشرح الدوافع التي أدت الى اتخاذ مواقف عالية السقف وآخرها ما أتى مع سكرة العشاء والحنين الى منبر العظمة وما يفرضه من سياسة شد العصب، علما ان بين التبريرات التي قيلت انه ليس حزب الله من كان مقصودا في الكلام، الذي تم تسريبه عن سابق اصرار تماما كما حصل مع واقعة “البلطجي”.

ويؤكد المرجع لـ”لبنان الكبير” ان لا التيار ولا حزب الله يستطيعان الافتراق عن بعضهما، فالاثنان بحاجة إلى بعضهما البعض، ولو ان باسيل بدرجة اعلى خصوصا على أبواب الانتخابات، ففي جبيل (١٠٠٠ صوت شيعي) والبترون والكورة (١٠٠٠ صوت شيعي) وفي جزين والبقاع الغربي وبعبدا وزحلة… فالانتخابات بدأت عمليا ولا صوت يعلو فوق صوت الحواصل. والثنائي يعلم جيدا ان البديل هو جعجع، لذلك ستكون حسابات الانتخابات مختلفة ولو ان لحركة امل دائما هامشها الخاص.

بكل الاحوال مع مطلع العام الجديد سيصبح كل ما سجل من أحداث خلال آخر ايام العام الحالي من الماضي. ودرس التسوية التي أحبطت في مهدها أصبح ماثلا امام الجميع. لكن ماذا عن رئيس الحكومة ومجلس الوزراء؟

لدى الثنائي وأكثر من طرف، بدأت تتكون قناعة بأن ميقاتي ليس مزعوجا من تعطيل مجالس الوزراء، حسب المصدر، مؤكدا أن ميقاتي استفاد من تعطيل التسوية التي كان على علم بها. فبداية أظهر انه فوجئ وانه لم يكن على دراية بالطبخة التي يتم التدوال بها، وثانيا تقصد ان يظهر امام الرأي العام والاعلام ان لا مساومة على القضاء والقانون.

وعلم موقع “لبنان الكبير” ان ميقاتي ومنذ حوالي ٢٠ يوما استدعى وزير العدل وابلغه رسالة طلب نقلها إلى رئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود مفادها ان الكيل قد طفح، اما ان يلم العدلية ويصحح السلوك غير السوي الذي يسودها وأما “بدي اقبعو” بالتالي فإن طرح تبديل عبود من الاساس كان طرحا ميقاتيا هولّ به لاجتراح حل، لكنه لم يسر به لمعرفته بأنه سيُسأل عنه من الأميركي والفرنسي. وقالت بعض الاوساط ان اسلوب الـparoles الذي يتبعه ميقاتي من دون أفعال يخسره كثيرا فهو الآن لديه فرصة ذهبية لاثبات وجوده وتكريس موقع سياسي قدم له على طبق من فضة يجعل منه لاعبا اساسيا في المستقبل فالرجل مقتنع بأن الحل هو بتطبيق الدستور وتسليم الملف الى المحكمة العليا لمحاكمة الرؤساء والوزراء، لكن وقت الجد يغوص في تدوير الزوايا محتسبا الربح والخسارة بأسلوبه الـ business man وهذا ما يفسر قول كل من يتعاطى معه من السياسيين: “ما في على كلامه رباط” وانه يغير رأيه بين الليل والنهار…

اذا التسوية طارت ولم تكن عناصرها موسعة كما حملت، فهي اقتصرت فقط على تغيير عبود بآخر يصحّح الشطط ويفصل الملف بتطبيق الدستور حسب الاختصاص مما سينسحب حتما على عودة مجالس الوزراء، وقد حاول باسيل ضم المجلس الدستوري إلى الحل لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يوافق باعتبار ان الملف منفصل تماما علما ان المجلس الدستوري لم يكن في صلب المعركة لكنه شكّل انعكاسا مباشرا لتداعيات إجهاض التوافق السياسي بين الأطراف المعنية… فطار الشق المتعلق بالطعن مع الشق المتعلق بالقضاء. وبالتالي عدنا إلى نقطة الصفر ولا مجلس وزراء في الآتي من الايام والمعركة التالية ستكون: هل يوافق رئيس الجمهورية على فتح دورة استثنائية؟

شارك المقال