2021 سنة عدم اليقين للعالم وتحديدا للأميركيين

حسناء بو حرفوش

لا بد للعام 2022 أن يحمل معه التغيير خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية، حسب تحليل في موقع “Truthout” الإلكتروني الأميركي. ووفقا للتحليل، “وعد الرئيس جو بايدن الأميركيين بعودة مظاهر الحياة الطبيعية بعد الفوضى التي ميزت عهد دونالد ترامب لكن بدلا من ذلك، تميز العام 2021 بعدم اليقين وبمقاومة منظمة للحلول المناخية واليأس والموت الجماعي. وبعد عام من الروايات المتغيرة، تساعد بعض القصص من العام 2021 على فهم ما آلت إليه الأحوال اليوم.

أوميكرون واللقاحات

نشأت متغيرات دلتا وأوميكرون من فيروس كورونا تماما كما توقع الخبراء، في المناطق المكتظة في العالم حيث كافحت الحكومات لتلقيح عدد كافٍ من الناس. ويُعتقد أن دلتا وطفراتها المعدية بدأت في الهند وأوميكرون في جنوب أفريقيا، علما أن الدولتين ناشدتا على مراحل، الدول الغنية في منظمة التجارة العالمية للتنازل عن حماية الملكية الفكرية للقاحات بحيث يمكن إنتاج نسخ الأدوية الأرخص سعرا على نطاق واسع ومساعدة البلدان منخفضة الدخل. ويعرف بايدن، الذي يواجه ضغوطا متزايدة جيدا أن استمرار المتغيرات سيحطّم التقدم الذي تم إحرازه حتى الساعة في الولايات المتحدة، من أجل وضع حد للجائحة في الداخل. ويجادل المنتقدون بأن الولايات المتحدة لم تدفع بقوة كافية في منظمة التجارة العالمية. ولا يزال صانعو اللقاحات، الذين تم تمويل العديد منهم في الأصل من قبل الولايات المتحدة وحكومات غنية أخرى لتطوير اللقاحات، يرفضون حتى اليوم مشاركة “وصفاتهم” مع شركات التكنولوجيا الحيوية في الهند وأفريقيا على الرغم من جهود عشرات الدول، فضلا عن الصحة العامة وجماعات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وعوضا عن كسب العالم من التنازل عن براءة الاختراع، حصل العالم على متغيرات كورونا خارقة للقاحات (…) ومنذ البداية، تسبب الوباء بخسائر غير متكافئة راح ضحيتها الأشخاص أصحاب الدخل المنخفض والعاملون في الخطوط الأمامية وأصحاب البشرة الملونة والملايين من المحتجزين في السجون وسجون الهجرة (…) وتتطلب العدالة الاجتماعية “تعافيًا عادلاً” ، وليس عودة إلى “الحياة الطبيعية” التي خلفت الكثيرين وراءها في البداية.

المناخ والدمار

وترافقت موجات الجفاف المدمرة وحرائق الغابات وموجات الحرارة التي ضربت مساحات شاسعة من الولايات المتحدة هذا الصيف، مع تحذيرات خطيرة حول التغير المناخي الذي سيحول الاقتصادات وأسلوب الحياة بشكل جذري (…) وبينما تقود الرأسمالية كل شيء يساهم في القضاء على البيئة، من النفط والحرب والاستهلاك، تتمتع هذه الرأسمالية بمدافعين أقوياء. وهذا ما ظهر في قمة المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة في تشرين الثاني تحت تأثير كبير من المصالح الرأسمالية وصناعة الوقود الأحفوري (…) أما في الداخل الأميركي، فتعهد بايدن خفض انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة إلى النصف بحلول العام 2030، لكن ما زال الطريق طويلا (…) ومع ذلك، شهد العام 2021 أيضًا الكثير من الإجراءات المناخية، حتى لو لم يكن مصدرها الكونغرس. في النهاية، يجب أن يبدأ التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري حيث تضر الصناعة بالناس أكثر من غيرهم. وبدأت الحركات المطالبة بالعدالة البيئية بالفعل في تحقيق انتصارات في أماكن مثل لويزيانا.

قطاع العمل والطوارئ

وشهد العام 2021 تصاعدا عميقا في النضال من أجل الحصول على وظائف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مع إضراب العمال في عدد من المرافق والجامعات. وبالتزامن ووسط موجة الإضرابات في الولايات المتحدة، أوضحت النقابات العمالية في كوريا الجنوبية كيفية ممارسة سلطة الطبقة العاملة على نطاق واسع (…) كما أدت كورونا إلى تفاقم حالة طوارئ أخرى للصحة العامة، وتحديدا المستويات المرعبة لجرعات المخدرات الزائدة، ما بين عامي 2020 و2021. وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي صُرفت لاحتواء الأزمة، توفي أكثر من 100 ألف شخص بسبب جرعة زائدة في غضون عام في الولايات المتحدة. ومن الواضح أن السياسات الأميركية الحالية المبنية حول “الحرب على المخدرات” فاشلة (…) تلك كانت بعض النماذج من القصص التي لم تحظَ بالتغطية الكاملة من وسائل الإعلام والتي تترك الشعب الأميركي تحديدا ليتساءل بعد ذلك: ما الذي يمكن فعله بكل ذلك الغضب المتراكم في العام 2022؟”.

المصدر: truthout

شارك المقال