قدرنا… بهكذا قضاء!!

الراجح
الراجح

يقول حكيم صيني:

“إذا أردت ان تُدمّر بلداً من غير الضروري أن تدبر له حرباً دموية تدوم عشرات السنين وتقتل الآلاف، يكفي ان تخرب نظامه القضائي ونظامه التربوي وتعمم الفساد فيه… بعدها ما عليك إلا الانتظار لتجد بلداً يقوم على حكمه جهلة ويُقاد من السارقين وسيكون الانتصار عليه سهلاً جداً”.

كُتِبَ الكثير عما قامت به القاضية غادة عون، وقيل أكثر مما كُتب. والتتويج لما قامت به كان شهادة جبران باسيل، التي أراد من خلالها إبعاد الصفة والانتماء السياسي عنها. ويا لها من مصداقية… جبران باسيل يقذف مواقف كيفما كان، ما يدفع بعض الناس لالتقاط الموقف الذي يريد من دون التدقيق بصحته (هذا علم) يعتمد على تشويش العقول فيأخذ الناس أو بعضهم ما يعلن جبران باسيل وليس ما يحدث من تدمير لبقايا الدولة… ولجبران باسيل ولمن يرغب في معرفة الصفات الحقيقية للقاضي ومن التاريخ نذكر ما حدث مع القاضي ألفرد نقاش حين أرسل بطلبه الحاكم العسكري الفرنسي (المفوض السامي الفرنسي) ليعلنه رئيساً للجمهورية… فقال للمفوض السامي: “ألا تعرف انني قاض ولا أتعاطى السياسة، فالسياسة بالنسبة للقاضي هي بمثابة فعل الرشوة وهي إهانة”.

فكفى تدخلاً في القضاء وكفى إهانات للشعب اللبناني، كل الشعب اللبناني كون أحكام القضاة تصدر جميعها باسمه…

ولا بد من التوقف امام عبارة استخدمها جبران باسيل في مطالعته في ما يتعلق بالموضوع الحكومي وعقدة التشكيل، حين خاطب الرئيس المكلف واصفاً اياه بأنه يستخدم بطاقة التكليف كبطاقة تعريف، وكي لا تمر هذه الهرطقة من دون تعليق، كان لا بد من إصدار بطاقة تعريف لجبران باسيل وتياره السياسي، كون بطاقة تعريف الرئيس المكلف تحمل صورة وشعار ومشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي آمن بأن لبنان كنز وأراد أن يحوّله إلى ثروة حقيقية. أما بطاقة جبران باسيل للتعريف فتحمل الاستغراب لجهل أبسط القواعد السياسية، وتحمل الادعاء بأنهم دائماً على حق والآخرين على خطأ وضلال وهذا منذ العام 1989 يوم حكم الجنرال عون. هكذا هو وجبران اليوم. في العام 1989 كانوا مرابض مدفعية تقذف عشوائياً على بيروت، وهم اليوم أبواق تقذف اتهاماتها في كل اتجاه.

اعتراف جبران باسيل بوجود الفساد وبالأخطاء التي لا تعد والتي يكررها دائماً، لا يمكن إلا أن تقود أصحابها إلى السجن وهو ما لم يحصل ولن يحصل… لذلك قدرنا… بهكذا قضاء.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً