أولياء العتمة يستهدفون مصلحة الليطاني

محمد شمس الدين

الكهرباء، العقدة الدائمة في لبنان، وعلى الرغم من كل الوعود إلا أنه ما زال البلد الوحيد في العالم عام 2022 بلا كهرباء، بل أن الحال اليوم أسوأ من قبل، إذ تتعرض القرى والبلدات لتقنين قاس لا يتجاوز الساعتين يوميا. لكن وسط هذه العتمة هناك ضوء كهرباء يسطع في عدة بلدات  لبنانية، وذلك بفضل المصلحة الوطنية لنهر الليطاني والمعامل الكهرومائية التي تشرف عليها، إلا أن هذا الأمر لا يعجب وزارة العتمة، إذ تحاول منذ مدة إخضاع المصلحة وتطويعها لسياساتها الظلامية، وهو ما ترفضه المصلحة بشكل قاطع.

رئيس المصلحة الوطنية لنهر الليطاني د. سامي علوية، في حديث لموقع “لبنان الكبير”، قال: “إذا كان ذنبنا أننا نؤمن الكهرباء للناس، فنتمنى ألا يغفروا لنا هذا الذنب، هذه واجباتنا، ولا يمكنهم اليوم معالجة مشكلة الكهرباء عبر تعميم العتمة، ولا تُحل أزمة الكهرباء عبر إطفاء الـ٢٠٠ بلدة المضاءة عبر الثروة المائية من نهري بسري والليطاني. الليطاني الذي عانى بسبب فشل قطاع الصرف الصحي بسبب الجهة التي كان سيعاني منها نهر بسري جراء إقامة المشاريع الوهمية عليه”.

ويتابع علوية: “العمل الذي تقوم به مصلحة الليطاني هو واجبها، وهي تغذي ٢٠٠ بلدة منذ ٥٠ سنة، ولن نقبل أن تقوم بعض الجهات الرسمية أو الوزارية، باستغلال حاجة الناس للكهرباء لتلعب انتخابيا على حبال التوتر العالي”.

من جهته، رئيس بلدية سحمر حيدر شهلا أشار إلى “أن البلدات التي تحظى بالكهرباء عبر مصلحة الليطاني لا تمتلك مولدات كهرباء خاصة، وبالتالي إن حرمانها من الكهرباء سيؤدي الى عواقب وخيمة على سكانها”. وتابع شهلا: “الكهرباء حق لكل مواطن، وأنا أتمنى أن تحظى عكار بالكهرباء كما تحظى بها بلدتي، لكن هذه مسؤولية الدولة، ولا يمكنها حرماننا من الكهرباء لتساوينا بالحرمان مع بقية المناطق، عدا عن ذلك أن سحمر والقرى المجاورة حرُمت من الماء بسبب إنشاء السد، وذلك مرده للسياسات الفاشلة لوزارة الطاقة والمياه”.

وعن ملف جب جنين، أكد شهلا أن المشكلة سياسية بامتياز، إذ تمت كل الأعمال التقنية لتغذية جب جنين بالكهرباء، واليوم يتم حرمانها منها بكيدية من قبل القيمين على ملف الطاقة لأسباب سياسية.

المسؤولون عن ملف الكهرباء في لبنان وجدوا الحل للشعب اللبناني، وهو قطع الكهرباء عن الجميع كي لا يكون هناك مناطق تحظى بها ومناطق محرومة منها، على الرغم من أن هذه المناطق لا تكلّف خزينة الدولة بعكس مناطق أخرى يتم تغذيتها استنسابيا بالكهرباء على حساب الخزينة والشعب اللبناني كي تستفيد مافيا الطاقة انتخابيا. ولا يبدو أن الوزير وليد فياض سيستطيع مخالفة أولياء العتمة، بل يبدو أنهم وضعوا نصب عيونهم إفشال نجاح مصلحة الليطاني، بل واستغلال انتاجها الكهربائي في موسم الانتخابات.

شارك المقال