الغاز الاسرائيلي مستحيل في لبنان تقنياً ولكن…

محمد شمس الدين

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الصفقة الرباعية لإعادة إحياء خط الغاز العربي بعد قمة الأردن، والتي بموجبها سيتم تزويد لبنان بالغاز من مصر عبر الأردن وسوريا. ويتم منذ فترة تداول معلومات وتقارير إعلامية تتحدث عن أن الغاز الذي سيصل إلى لبنان قد يكون من اسرائيل، وما زاد من حدة الموضوع هو تقرير للقناة 12 الاسرائيلية تتحدث عن غطاء أميركي وصفقة لتزويد لبنان بالغاز من اسرائيل الأمر الذي نفته وزارة الطاقة اللبنانية، وكذلك نفاه مسؤولو الإدارة الأميركية. لكن كل التقارير لم تذكر إذا كان الأمر ممكن أصلا تقنيا، فهل يمكن أن يصل إلى لبنان غاز من اسرائيل؟

ياغي: خط الغاز العربي منفصل عن التصدير الاسرائيلي

أكد المهندس في الصناعة النفطية د. ربيع ياغي، في حديث لموقع “لبنان الكبير”، أنه من “التفاهة الكلام عن غاز اسرائيلي في لبنان، فالأمر غير ممكن لا تقنيا ولا جغرافيا، خصوصا أن خط الغاز العربي تم انشاؤه عام 2009، وهو يمتد من العريش في مصر إلى العقبة في الأردن وصولا إلى حمص في سوريا، وكان لبنان قد تغذى بهذا الخط عام 2011، عبر هذا الغاز لمصفاة طرابلس”.

أما الخط بين اسرائيل ومصر، فهو خط منفصل عن خط الغاز العربي، وفقا لياغي، الذي قال “ان اسرائيل تصدّر الغاز إلى معمل التسييل في دمياط، ولا علاقة له بالغاز الذي سيصل إلى لبنان أو سوريا، لأنه سيصل إلى طرابلس عبر حمص من الغاز السوري، بالكمية عينها التي ستزود بها مصر سوريا، لذلك من المستحيل أن يصل إلى لبنان غاز اسرائيلي”.

ولا يتوقع ياغي أن يصل الغاز إلى لبنان قبل نيسان المقبل، هذا إذا تم البدء بإعادة تأهيل خط الغاز بين لبنان وسوريا الآن، لكن المعنيين لم يبدأوا حتى بتلزيم عقد إعادة التأهيل.

هايتيان: الغاز الإسرائيلي يُستخدم في مصر

من جهتها، خبيرة النفط والغاز لوري هايتيان اعتبرت أن “الموضوع يأخذ هذه الضجة لأن الغاز الاسرائيلي يتم الاستفادة منه في السوق المصرية، وهو يتم استخدامه في البنى التحتية، ويباع ويشترى حسب القانون المصري، أي أن الشركات الخاصة تستطيع الشراء من بعضها”.

وأضافت: “عام 2010 كانت سوريا تزود لبنان بالغاز من حقولها، لأن أنبوب الغاز العربي لا يمكن أن يصل مباشرة إلى لبنان. وغير معروف اليوم ما إذا كانت سوريا ما زالت تملك القدرة الانتاجية مثل السابق، في حال كان لبنان يستورد الغاز السوري، وقد يكون هناك إمكانية أن يدفع لبنان ثمن الغاز إلى إسرائيل، وهذا الأمر بحاجة إلى توضيح من المعنيين في البلاد المتعلق بها الملف”.

ورأت هياتيان أن الملف يدخل في البازارات السياسية، ويتم تغييب الشق التقني الذي يجب أن يكون أولوية.

غجر: الصفقة تقضي بتزويد لبنان بالغاز السوري

وزير الطاقة والمياه السابق ريمون غجر، ممثل لبنان في مؤتمر الأردن، والذي كان شاهدا على الصفقة لإعادة إحياء خط الغاز العربي، أشار الى أن “الصفقة أساسا تتحدث عن تزويد لبنان بالغاز السوري، إذ يصل الغاز إلى سوريا، وبنفس الكميات تزود سوريا لبنان من حقولها، وهذا الأمر كان يحصل في 2010، وما زال حتى اليوم، ولم يتغير شيء منذ ذلك الوقت، وأصلا مستحيل أن يصل الغاز إلى لبنان إلا بهذه الطريقة، حتى لو كان الغاز الذي يصل إلى سوريا اسرائيليا، لبنان سيكون غازه سوريا”.

إذا، لبنان لا يمكن أن يتزود بالغاز إلا عبر الحقول السورية تقنيا، لذلك ليس هناك من خوف أن يصل الغاز الاسرائيلي الى لبنان حتى لو وصل إلى سوريا، علما أن الأمر مستبعد، لكون خط الغاز العربي منفصل عن التصدير الاسرائيلي إلى مصر والأردن. ولكن يجب الانتباه إلى موضوع الدفع، لأن العديد من الشركات النفطية المصرية تشترك مع شركات اسرائيلية، وهو أمر يجب أن يوضحه المعنيون في الدولة اللبنانية كي لا نقع في فخ التطبيع الضمني.

شارك المقال