الشيخ سعد والخروج الأميركي من لبنان

الراجح
الراجح

كثر الحديث والتحليلات قبل وبعد عودة الرئيس الحريري الى لبنان وكلها تدور في حلقة واحدة حول بقائه في الساحة السياسية أم الخروج النهائي منها! ولم أسمع ولم اقرأ حول المرحلة التي سبقت سفر الرئيس الى الإمارات والتي امتدت لعشرة أشهر من المحاولات للخروج بحكومة مستقلين لتكون بداية الصعود من الحفرة العميقة التي وقع بها البلد بأسره.

يقول الكاتب الفرنسي فولتير: “الحكم عملية تراكم تنفيذي وتشريعي بينما الكتابة حقل من التصور والخيال والتوقع. فمهمة الحاكم ان يحسم في مجموعة امور طارئة مرمية على مكتبه. فيما يذهب خيال الكاتب وراء وامام الحدث المرتقب وقوعه”.

وندخل الآن في صلب الموضوع ماذا يفعل حكامنا في هذه الايام امام أخطر موضوع واجههم منذ اكثر من ثلاثين سنة ولأنهم يحبون تكرار مسألة “الثلاثين سنة”، كيف سيواجهون مسألة سلاح حزب الله، مسألة البقاء، أم عدم البقاء؟

هناك حاجز اسمنتي سميك بين الكاتب الناقد وبين الحاكم إذ يظل السؤال المطروح في داخل الحلقة هو: اين تبدأ دائرة “التراكم التنفيذي” واين تبدأ عملية التخيّل والتوقّع؟

مرحلة عهد الرئيس عون شريك وحليف حزب الله كانت ولا تزال ضمن ما اسماه الأمين العام لحزب الله “مرحلة الخروج الاميركي من المنطقة ولبنان”، ونسي او تجاهل الامين العام ان الخروج الاميركي يبدأ بخروج الدولار اولاً…

وبالعودة الى فولتير ومهمة الحاكم ان يحسم في مجموعة امور طارئة مرمية على مكتبه نستعرض بعض مما كان مرمياً على طاولة الرئيس سعد الحريري…

– شعار الموت لآل سعود.

– التفجيرات في اوروبا التي دفعت النمسا والمانيا وبريطانيا للإعلان ان حزب الله منظمة ارهابية.

– خلية العبدلي وكمية ونوعية السلاح الذي ضُبط وكان يكفي لتدمير مدينة الكويت.

– اكتشاف مصر لمجموع خلايا مدعومة من حزب الله لقتال الجيش المصري وتهريب الاسلحة من السودان الى عريش مصر.

– اكتشاف الإمارات العربية المتحدة جوازات سفر لعراقيين وايرانيين وكلها حقيقية وليست مزورة وجميعها لبنانية طبعاً وكانت بأسماء مسيحيين لبنانيين يقومون بأعمال تجارية مشروعة وغير مشروعة لمصلحة ايران في دبي.

– مطار بيروت الشبيه بمطار طهران وخاصة الطريق المؤدية منه واليه.

امام كل هذه الحقائق يأتي مَن يخبرك بأن هناك مؤامرة اميركية – اسرائيلية على لبنان وشعبه ويأتيك مَن يسأل لماذا اعتكف الرئيس سعد الحريري؟؟ فهل تريدون لائحة اطول عن الحلفاء؟

روى احد الصحافيين البريطانيين هذه الحادثة، قال: “استدعاني الرئيس ونستون تشرشل وكان حينها يرأس آخر وزارة بريطانية في حياته (منتصف الخمسينيات) وعلى غير عادته، بدا غاضباً وعصبياً، ثم سألني هذا السؤال: “اقرأ باهتمام تعليقات جريدتكم واحب ان تنقل الى رئيس تحريرها هذا السؤال: ماذا يصيب بريطانيا لو تسلّم رئيس تحريركم مسؤوليات الحكم مكاني وتسلمت انا رئاسة تحرير الجريدة؟”

والسؤال الآن ليس فقط للصحافيين والكتّاب، ماذا ستفعلون؟

بانتظاركم!

شارك المقال