“إندبندنت”: الأوكرانيون ينتظرون الأسوأ

حسناء بو حرفوش

مع انطلاق المحادثات في محاولة يائسة للجم الصراع، يشارك الناس في كييف مخاوفهم من فوات الأوان واندلاع الحرب وسط تحذيرات قاتمة من احتمال قيام فلاديمير بوتين بشنّ هجوم على أوكرانيا، حسب مقال على موقع صحيفة “إندبندنت” (Independent) البريطانية.

ووفقا للمقال، “بعد أيام من المحادثات مع الحلفاء هذا الأسبوع، التقى أنتوني بلينكين سيرغي لافروف في جنيف في ظل آمال متذبذبة لتقليص المواجهة، وتجنّب صراع قد لا توفر عواقبه الوخيمة أحدا. ووسط تهديد ووعيد، لا توقع بأي انفراجات. كما أن الاجتماع الأخير بين وزير الخارجية الأميركية ووزير الخارجية الروسي، انتهى بعد 40 دقيقة فقط، بتبادل الاتهامات وبمطالبة الكرملين بالشروع بسحب أكثر من 100 ألف جندي محتشدين على حدود أوكرانيا.

ومنذ ذلك الحين، ازداد خطر الصراع العنيف بشكل ملحوظ، مع تحرك المزيد من القوات الروسية إلى المواقع الاستراتيجية اللازمة للهجوم، بالتزامن مع ادعاءات الأميركيين بأن الروس يخططون لعمليات مناورة ومستفزة كذريعة لشن هجمات. كما زعم الأميركيون أن الكرملين يحضر مع شخصيات الحكومة الأوكرانية السابقة لحكومة موقتة بعد الغزو والاحتلال. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية الخميس عقوبات على نائبين أوكرانيين ومسؤولين سابقين يزعم أنهما منخرطان في المؤامرة.

وتجري المحادثات الجديدة في أعقاب إعلان جو بايدن علنا، على نحو مفاجئ للمشاركين في المفاوضات، أن العمل العسكري يبدو حتميا. وسطّر الرئيس الأميركي انقساما داخل الناتو في مواجهة الأزمة. وبعد اجتماعات مع المسؤولين البريطانيين والفرنسيين والألمان الخميس، قال بلينكين في برلين إن السماح بتوغل روسيا في أوكرانيا سوف يجرنا جميعا إلى وقت أكثر خطورة وعدم استقرار، مع تهديد بالحرب الشاملة المعلقة فوق رؤوس الجميع “.

عصر الانهزامية الغربية

(…) إلى ذلك، يضاف الانسحاب المهين للغرب بقيادة بايدن من أفغانستان، والذي يعتبره الخصوم وبعض الحلفاء بمثابة إعلان لعصر “الانهزامية الغربية”. وهذا ما يوافق عليه الأوكرانيون إذ رأى ديبلوماسي أوكراني رفيع المستوى أن ما حدث في أفغانستان أمر مقلق، مضيفا أن ما سيحدث في بلاده سيؤثر في أوروبا. وقال أن الاوكرانيين يعلمون أن الخطة الروسية تقضي بمحاولة عقد صفقة مباشرة مع الأميركيين واستبعاد الأوكرانيين، وربما الأوروبيين أيضًا. ورأى أن الأمور كلها مرتبطة بتطور الأحداث… “علينا فقط أن ننتظر لنرى ما سيحدث “.

من ناحية ثانية، يصر المسؤولون الأوكرانيون علنا على أن الدعم الغربي لبلدهم لم يتراجع، ويشيرون إلى زيادة الدعم العسكري المقدّم من الحلفاء كدليل على ذلك. وأصبحت بريطانيا واحدة من أبرز الموردين للأسلحة بالإضافة إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن أقوى الأسلحة في المستودع الأوكراني لم تأت من الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، لكن مصدرها رجب طيب أردوغان. وباعت تركيا طائرات من دون طيار من طراز TB2 إلى كييف كما تستفيد أوكرانيا من صفقة لإنتاج تراخيصها.

لكن ما لن يحصل عليه الأوكرانيون من حلفائهم هو العديد والجنود على الأرض. فكما قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، في مقابلة أثناء إعداد صفقة الصواريخ، أنه لا يمكن التغاضي عن حقيقة أن أوكرانيا ليست عضوا في الناتو، لذا فمن غير المرجح أن يرسل أي شخص قوات إلى أوكرانيا لتحدي روسيا ولا ينبغي خداع الناس حول هذه القضية. كما لم يرسل الغرب إلى الأوكرانيين أسلحة هجومية بعيدة المدى، مع الإشارة إلى أن موسكو ستنظر إليها على أنها استفزازية للغاية. ويتمتع الروس بميزة حاسمة لناحية التسلح لكن هناك سيناريوات تمنح أوكرانيا بعض المزايا.

الخوف من الحرب

(…) وبينما لا يستطيع الناس في أوروبا أن يروا مدى خطورة الأمور إلا أن أي حرب تندلع ستؤثر في دول أخرى أيضا. ويعيش الناس في أوكرانيا في ظل شبح الحرب منذ سنوات، وساد شعور بين الكثيرين بأن أسوأ التوقعات لن تتحقق. لكن يبدو أن ذلك يتغير، على الأقل لدى البعض. ويشارك المواطنون شعورهم بالتوتر الشديد منذ بدأت المواجهة الحالية، بالإضافة إلى الخوف من توسع رقعة الحرب بالتزامن مع احتشاد الروس المستمر على الحدود.

شارك المقال