الحريري حارب الإرهاب بسلاح الإعتدال!

آية المصري
آية المصري

رمز الإعتدال والعروبة، رمز للعيش المشترك والتعددية، رمز لقوة وصلابة محيطه بشكل عام وطائفته السنية بشكل خاص. لم ينكفئ يوما الرئيس سعد الحريري عن مساندة شعب بلده في ظل الأزمات المهيمنة منذ وقت طويل، قدّم كل ما يملك وما زال مستعدا لتقديم المزيد في الوقت الذي يعتبر غيره ان الأولوية والولاء ليس للبنان بل لإيران.

استطاع الرئيس الحريري عدة مرات التغلب والصمود أمام كل الأزمات التي طالت لبنان، ودائما يبرهن بانه “قد الحمل وزيادة” من خلال تقديماته التي لا تعد ولا تحصى، ورأينا في الأيام السابقة مدى تمسك الشارع السنّي به، ومدى مطالبتهم بعدم عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة والأمر لم يعد يقتصر عند الشارع السني بل إمتد ليصل إلى الشيعة المعارضين لسياسة حزب الله الحاقد على تطور وازدهار لبنان.

اتخذ الرئيس الحريري العديد من المواقف ليبرهن مدى تمسكه بالوحدة الوطنية وبمكافحة الإرهاب، في حين كان محور الممانعة مشغولا بفبركة أخبار لا تمت للواقع بصلة ويتهم الطائفة السنية بأنها مصدر للفكر الإرهابي والداعشي. لكن أمام كل هذه البروباغندا لم تكن الأولوية الإنصات لهم بل العمل على إخراج داعش وجبهة النصرة من منطقة عرسال التي عاشت أصعب مرحلة يومها، يوم هيمنة الإرهاب عليها والفتك بكل جوانبها. “عرسال ربها بيحميها لكن لعرسال دولة مسؤولة عنها” هذه الكلمات قالها الرئيس الحريري عندما زار بلدة عرسال البقاعية. فما الذي واجهه الحريري طوال سيطرة داعش والنصرة على منطقة عرسال؟

الجراح: الحريري عنوان الاعتدال والعيش المشترك

أكد الوزير السابق جمال الجراح لموقع “لبنان الكبير” ان “الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري هما عنوانا الإعتدال السني والعيش المشترك خاصة في ظل فسيفساء الطوائف والمذاهب في هذا البلد. كما أن الرئيس الحريري ضد أي تطرف او إرهاب وما حصل في منطقة عرسال البقاعية موجه ومسيء للطائفة السنية. ألبسوها رداءً سنيا للإيحاء للمجتمع الدولي والمجتمع الإقليمي ان السنة إرهابيين ويؤيدون الإرهاب، على أساس ان الإرهاب كان من الطائفة السنية وهذا في الأساس موجه ضد هذه الطائفة التي كانت حريصة منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووصولا الى الرئيس سعد الحريري على الاعتدال والحرص الدائم على السلم الأهلي والعيش المشترك”.

وأشار الجراح الى انه “مع مرور الوقت تبيّن من يقف وراء هذا الإرهاب ومن يدعمه، أما الإرهابيون الذين قاموا بالعديد من المجازر والعمليات الإرهابية فمعروف اين كانوا متواجدين وفي أي سجون تحديدا ومن أطلق سراحهم في العراق وسوريا. وأكبر دليل الذي حصل في عرسال عندما قام الجيش اللبناني بعملية فجر الجرود وكاد يقضي على الإرهاب نعرف جيدا من أرسل الارهابيين وعائلاتهم بباصات مكيفة الى الرقة وحافظ عليهم ومنع إعتقالهم وقتلهم. لن ننسى الشهداء الذين سقطوا من صفوف أهالي عرسال، ولا يمكننا ان ننسى المعاناة التي عاشها أهالي المنطقة. وكيف كان مخططا الدخول الى عرسال وتهجيرها لأنها تشكل جزيرة وطنية عروبية في قلب بحر من التطرف والتعصب والإرهاب المحلي او المستعين بالإرهاب الخارجي”.

أتى الحريري للحفاظ على عرسال وأهلها

وشدد الجراح على ان “الرئيس سعد الحريري خلال تلك المرحلة كان يتابع بدقة هذا الموضوع مع الجيش اللبناني ومع الجنرال جان قهوجي واللواء محمد خير وانا، للتوصل الى طرد المسلحين من عرسال والحفاظ على هذه المنطقة وأهلها. وخلال تلك الفترة كان الرئيس الحريري مقيما في المملكة العربية السعودية وأتى الى لبنان لمدة 24 ساعة للحفاظ على بلدة عرسال البقاعية، وكانت من أصعب المراحل التى مرت على الجميع، وعلى البلد ككل والطائفة السنية تحديدا لاننا إعتبرناها محاولة لإلصاق تهم الإرهاب بالطائفة السنية الا ان الأمور والأحداث انكشفت وعلم الشعب أين كان الإرهابيون ومن دعمهم وأخرجهم الى جرود عرسال ومن أمن إخلاءهم من هذه الجرود كي لا يتمكن الجيش اللبناني من القضاء عليهم”.

وحول تصريح الرئيس الحريري يومها والقائل ان “مواجهة الإرهاب تكون بسحب حزب الله لعناصره من سوريا”، أجاب الجراح: “بالتأكيد لانهم أخذوا هذه الحجة، حزب الله يقتل أهلهم في سوريا وأبرياء سوريا وبالتالي أخذوا مشروعية القيام بالعمل الارهابي، وكان الرئيس الحريري يقول أنه لا بد من إنهاء وسحب هذه الحجة من أيدي هؤلاء الارهابيين بانسحاب حزب الله من سوريا وعدم المشاركة في قتل الشعب السوري وإعطاء حجة للارهابي بالاستمرار في عمله تحت غطاء انه يدافع عن السنة”.

وأضاف: “عرسال تحولت الى بلدة محاصرة تم الفتك بمزروعاتها وبساتينها ومصالحها ولقمة عيشها لفترة طويلة واصبحت مدينة ليس فيها أدنى مقومات العيش. وكان الرئيس الحريري دائما يحتاط لهذا الامر، خاصة عندما أيقن ان هناك مخططا لتهجيرعرسال، حينها اخذنا كل الإجراءات اللازمة لمنع الدخول الى عرسال من أطراف أخرى تنتهك حرمة أهلها ومنازلها وتؤدي الى تهجيرهم لكن حصلت ممارسات ضد اهالي عرسال وضد ارزاقهم وبيوتهم بطريقة تعسفية كبيرة جدا وكأنهم كانوا يؤيدون الارهاب وهذا امر غير صحيح على الاطلاق. وعمليا كان الأهالي يقاتلون على جبهتين، جبهة ضد الإرهاب وجبهة ضد المحيط الذي يتهمهم بمساندتهم الإرهاب”.

دعم كبير من الحريري لوقف الإعتداء

واعتبر رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير انه “خلال المرحلة السابقة وما شهدته منطقة عرسال من أزمات وهيمنة للإرهابيين عليها كان هناك دعم كبير من الرئيس سعد الحريري لوقف الاعتداء على هذه المنطقة، إذ كان يتابع أدق التفاصيل مع قيادة الجيش ومعنا والتنسيق المتواصل كذلك الأمر كان مع الجهات المعنية. مما أدى إلى توحيد الصفوف والوقوف الى جانب أهالي منطقة عرسال والحفاظ على الإعتدال في تلك المناطق وعدم صبغها باللون الإرهابي. وهذه المناطق كانت داعمة للجيش وللأجهزة الأمنية وللدولة اللبنانية، والرئيس الحريري ساعد كثيرا في الاعتدال”.

اتهامات باطلة من محور الممانعة ومطبليه، فليتوقفوا عن الكلام فقط من أجل ملء الفراغ، لان كما يقول المثل “الشمس طالعة والناس قاشعة”، فجميعنا يعي جيدا من قام بصفقات مع داعش والنصرة. وجميعنا نعلم من وفر حافلات لنقل مقاتلي داعش وأسرهم ومن أرسل الدواعش وجبهة النصرة “بباصات مكيفة” الى ديارهم بسلامة.

شارك المقال