شخصيات مسيحية: عزوف الحريري و”المستقبل” نكسة وخسارة

هيام طوق
هيام طوق

لا يختلف اثنان ان عزوف الرئيس سعد الحريري عن المشاركة في الانتخابات النيابية، وإعلانه تعليق العمل في الحياة السياسية، أحدث ارباكا على الساحة اللبنانية خصوصا عشية الانتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل لان الجميع كان بانتظار عودته واعلانه موقفه من الانتخابات للانطلاق الفعلي في المعركة الانتخابية، ورسم صورة التحالفات إلا ان عزوفه سيعيد خلط الاوراق، وستعمد الاحزاب والتيارات الى مراجعة حساباتها.

وبعيدا عن السيناريو الانتخابي وخريطة التحالفات، فإن عزوف الحريري وتياره عن الانتخابات وعن العمل السياسي، على الرغم من تأكيده ان بيت الوسط سيبقى مفتوحا، شكّل نكسة على مستوى الحياة السياسية خصوصا ان المؤيدين والخصوم يتفقون على رأي واحد: الرئيس الحريري يمثل والتيار الازرق الاعتدال في لبنان والمنطقة حتى ان الكثيرين يؤكدون ان البديل عن الرئيس سعد الحريري هو سعد الحريري خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها البلد، والمرحلة المصيرية على صعيد المنطقة.

وبغض النظر عن التحليلات التي تتحدث عن الواقع اللبناني عامة والسنّي خاصة بعد عزوف الرئيس الحريري وتيار المستقبل عن الانتخابات النيابية وتعليق العمل في الحياة السياسية، اذ ان البعض اعتبر ان المرحلة خطيرة والافق مظلم خصوصا ان هذا القرار لم يأت وليد الساعة بل نتيجة معطيات وحسابات دقيقة، وتؤكد الشخصيات المسيحية كما القيادات والفاعليات من مختلف الطوائف على الساحة السياسية ان عزوف الرئيس الحريري وتعليق عمله وتياره في الحياة السياسية خسارة لأنه يمثل الاعتدال وصاحب خبرة كبيرة ولديه علاقات دولية يمكن استثمارها لانقاذ ما تبقى من البلد، معتبرين ان هذا العزوف الصادم ينذر بأن المرحلة المقبلة خطيرة جدا، وهي بحاجة الى رجال من وزن الرئيس الحريري لتحرير لبنان من الفاسدين والسارقين والناهبين، كما ان لتيار المستقبل موقعه على الساحة السياسية. وأسفت مختلف القيادات المسيحية لما أعلنه الرئيس الحريري لناحية تعليق العمل السياسي خصوصا انه بعد الانتخابات النيابية هناك انتخاب رئيس للجمهورية مما سيؤدي الى فقدان التوازن في ظل غياب كتلة بحجم كتلة المستقبل النيابية.

روكز: العزوف يعني الجو غير سليم

قال النائب شامل روكز لـ”لبنان الكبير”: “انا مع تغيير الطبقة السياسية التي أوصلت البلد الى ما وصل اليه، لكن أن يتخذ هذا الموقف الرئيس الحريري والرئيس تمام سلام وربما الرئيس ميقاتي، يعني ان هناك جوا غير سليم. واذا كان لدى الطائفة السنّية شعور بهذا الجو، فإن ذلك يدل على أمر غير صحي على المستوى الوطني. تاريخيا ابتعاد أي طائفة عن الحياة السياسية بهذه الطريقة ليس دليلا سليما. آمل ان تكون الانتخابات النيابية بمثابة مهرجان ديموقراطي وطني، واذا حصلت المقاطعة السنية، فهذا أمر غير صحي، ويصبح هناك عدم توازن في الحياة الوطنية”.

وأشار الى “اننا مع اجراء الانتخابات ومتحمسون للتغيير من خلالها، لكن اذا قاطعت الطائفة السنية، يصبح المنحى سيئا”. وشدد على ان ” الرئيس الحريري لديه موقعه وقدرته على الساحة الوطنية، وأتمنى من الجميع المشاركة في الاستحقاق الدستوري وان لا يدفع الرئيس الحريري او تياره السياسي ثمن ما يحصل في البلد”.

واكيم: عزوف الحريري خسارة

اعتبر النائب عماد واكيم ان “الرئيس الحريري كان حليفا، وعزوفه عن الانتخابات خسارة على الساحة السياسية اللبنانية، وهو الذي يسير في خط الاعتدال في ظل الازمات التي يعيشها الشرق الاوسط، لكن القرار النهائي يعود له ولديه أسبابه التي أدت الى اتخاذه هذا القرار. الجميع يعلم اننا نتلاقى معه في الخطاب السيادي على الرغم من سوء التفاهم على المستوى الاداري والأداء السياسي مع باقي الاطراف”.

وأكد ان “الرئيس الحريري لديه ثقله في الطائفة السنية، وهو الاكثر تمثيلا والاكثر شعبية على الرغم من ان هناك شخصيات مهمة في الطائفة، مشيرا الى ان الرئيس الحريري يتحدث عن العزوف عن الترشح، واتخذ القرار الذي اعتبره مناسبا في هذه المرحلة، ولم يتخذه بشكل اعتباطي بل نتج عن دراسة عميقة لهذا التموضع، واليوم السؤال عن الخطوات المقبلة”.

ولفت واكيم الى انه “سيكون هناك جلسات نقاش بيننا على مستوى الرؤية المستقبلية لبناء الدولة القوية، والوزير السابق ملحم الرياشي والوزير السابق غطاس خوري على تواصل. والطرفان تواقان الى عودة المياه الى مجاريها كما كانا في 14 آذار، والاتفاق على خطة عمل لأننا متفقون على قيام الدولة”.

حرب: ما أعلنه الحريري خطير جدا

أسف الوزير السابق بطرس حرب “لأن الرئيس الحريري اتخذ هذا الموقف، وكنت أتمنى ان يكون لديه موقف آخر ينسجم مع تطلعات اللبنانيين في تغيير الفئة التي صادرت القرار اللبناني من أجل مصالحها الخاصة. قرار العزوف وتعليق العمل السياسي خطير جدا، لكن يجب ان يكون حافزا للبنانيين كي لا يتخلوا عن معركتهم في عدم التنازل عن حقوقهم في اختيار ممثليهم، ومعاقبة من سبب بانهيار البلد”.

ولفت الى انه “من خلال المشاورات، وفي ضوء الاتصالات الجارية يمكن تحديد انعكاسات القرار على الموقف الوطني العام”.

ماروني: العزوف صادم والبلد بحاجة للحريري

أسف الوزير السابق إيلي ماروني “لعزوف الرئيس الحريري عن الانتخابات لأنه يمثل الاعتدال في الحياة السياسية اللبنانية، ومعه شكلنا 14 آذار وخضنا استحقاقات ومعارك، وكنا نتمنى المتابعة سويا في معركة تحرير لبنان من الفساد والسرقة. من مساوئ غيابه عن الساحة البرلمانية والسياسية في المرحلة المقبلة التي هي مرحلة دقيقة جدا، انها تفتح المجال لكل من هبّ ودبّ ان يدخل المعترك السياسي ويمعن عبثا بالساحة السياسية والاقتصادية والمالية في وقت كنا نتكل على الرئيس الحريري في أمور عدة بسبب خبرته وعلاقاته الدولية”.

وأشار الى ان “لدى الرئيس الحريري أسبابه لاتخاذه هذا القرار، وعزوف الشخصيات السنية خسارة للساحة السياسية لأصحاب الخبرة لأن المرحلة تقتضي وجود أصحاب الخبرة لانقاذ ما تبقى من لبنان، ولذلك العزوف موقف سياسي صادم لا نعرف الى أين سيودي”.

ورأى انه ” في حال تضامنت الطائفة السنية مع الحريري يمكن ان تفقد الانتخابات النيابية ميثاقيتها، ونتذكر اعتكاف المسيحيين سنة 1992 حين استمر مجلس النواب 4 سنوات وجلب البلاء الى الوطن. لا أدري الآن ماذا سيحصل في مجلس النواب في ميثاقية غير مكتملة”.

وتمنى على الرئيس الحريري ان “يبقى على الساحة السياسية والوطنية لأن لبنان بحاجة اليه، ونحن نحبه ونحترمه”.

شربل: موقف الحريري أدى إلى الإرباك

اعتبر الوزير السابق مروان شربل انه “كان يجب ان يستمر تيار المستقبل في العمل السياسي وأن لا يتهمش دوره على الصعيد الوطني خصوصا اننا مقبلون على انتخاب رئيس للجمهورية، وفي ظل فقدان هذا التوازن الطائفي بسبب غياب تكتل وازن ومهم كتيار المستقبل، لا ندري كيف ستتجه الامور”.

ولفت الى ان “الكل بات في وضع ضعضعة وارباك بعد مواقف الرئيس الحريري، مشيرا الى ان الساحة مفتوحة على كل الاحتمالات”.

شارك المقال