دور لبنان في خطر… وسياسيون: الله يستر

محمد شمس الدين

أعلن الرئيس سعد الحريري تعليق العمل بالحياة السياسية ودعا عائلته في تيار المستقبل إلى اتخاذ الخطوة نفسها، وهذه خطوة متقدمة عن كل التوقعات، التي اعتبرت أن المستقبل سيقاطع الانتخابات فقط. هذا التعليق أو الانكفاء عن الساحة السياسية اللبنانية سيكون له تداعيات كبيرة على البلد، فما رأي مختلف الكتل السياسية؟

رأى عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله في تصريح لموقع “لبنان الكبير” أن “غياب الرئيس الحريري والمستقبل سيكون له تأثير مباشر في دور لبنان ووظيفته، فهو يعني غياب مكون أساسي بالحياة السياسية اللبنانية، قدم عدة شهداء في سبيل الوطن بدءا بمؤسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري.”

ويتابع عبدالله: “التقينا واختلفنا مع المستقبل في ملفات عديدة، لكن بالخط السياسي العريض كنا دوما حلفاء، هذا تغير نوعي يجب الوقوف عنده، وهو أكبر من انتخابات بكثير، هو سيكون غياب دور وطني لشريحة كبيرة من اللبنانيين يمثلهم الرئيس الحريري، وانعكاساته ستكون على مجمل الحياة الوطنية”.

من جهته عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة أعلن “عدم الارتياح لخطوة الرئيس الحريري”، مضيفا: “كنا نتمنى أن يكون الحريري وتيار المستقبل من الأساسيين في الاستحقاق الكمقبل، وأن يستمرا بالحضور البارز في الحياة السياسية اللبنانية، وهناك توازنات قائمة ستختل بغيابهما، وقد نتفق ونختلف مع الرئيس الحريري بملفات متعددة، ولكن لا شك أنه تيار يمثل الاعتدال، ونحن بأمس الحاجة لسياسات الاعتدال في بلد معقد مثل لبنان”.

وعن الانتخابات اعتبر خواجة أنها “يجب أن تحصل، لأنها أهم استحقاق في البلد، فالمجلس النيابي هو من ينتخب رئيس الجمهورية ويعطي الثقة للحكومة، وعلى الرغم من التمني أن يكون تيار المستقبل جزءا منها إلا أن الطبيعة لا تقبل الفراغ”.

أما الوزير السابق حسن مراد فاعتبر أن الخسارة كبيرة بعدم مشاركة الرئيس الحريري وتيار المستقبل بالانتخابات وانكفائهم عن العمل السياسي، وقال مراد: “نقدر الموقف الذي اتخذه الرئيس الحريري، لكنه أمر لا نتمناه، وهناك طعمة للحياة السياسية بوجوده هو وتيار المستقبل، بل الخصومة معهم لها وقعها الخاص، وأنا أتوقع أن يدخل لبنان مرحلة جديدة، بجب الترقب لها بخطوات حذرة، لأن الوضع الإقليمي بدأ يتبلور بسرعة، ونتمنى عدم ترجمته في لبنان بطريقة سيئة”.

أوساط حزب الله “تخوفت من إرباك كبير سيحصل على الساحة اللبنانية بسبب غياب الحريري وتيار المستقبل، مبدية أسفها لهذه الخطوة على الرغم من الخصومة مع الحريري، لكن اليوم قد يكون هناك أسئلة حول اتفاق الطائف، لأن سنة لبنان هم ركيزة اتفاق الطائف، وقد تكون المرحلة المقبلة خطيرة”. وختمت الأوساط بـ: “الله يستر”.

فعلها الرئيس الحريري وقلب البلد رأسا على عقب، الأمر الذي قد لا ينعى الانتخابات النيابية المقبلة فقط، بل قد تهتز التوازنات الداخلية بأكملها، وسيعيش اللبنانيون حالة من الترقب لمستقبل بلدهم، تحديدا مع التطورات في المنطقة التي يحتاج لبنان إلى صوت الاعتدال لمواجهتها.

شارك المقال