بري يتحرك بحذر… وباسيل يعرقل ويتهم

رواند بو ضرغم

كل التحركات السياسية الحكومية، ينطبق عليها مقولة “حركة بلا بركة “، ويُراد منها إعطاء انطباع للشعب اللبناني بأن المسؤولين يريدون تأليف حكومة، غير أن إنجاز التأليف لا يتطلب أي تحرك أو مبادرة، لا بل يحتاج إرادة سياسية للتأليف وفق مقتضيات الميثاق الوطني ومندرجات الدستور.

ويتحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري بحذر لكي يُفضي تحركه إلى نتائج، ولم يقطع خطوط التواصل مع أحد، وهو يحاول حصر الخلاف الحكومي ووضعه ضمن إطار النقاش للحؤول دون الوصول إلى أفق مسدود، ويعتبر أن أي حل حكومي سيكون مستنداً إلى قواعد مبادرته، أي حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين تحصل على أوسع مروحة توافق بين الكتل النيابية، لا ثلث معطلاً فيها وتكون برئاسة سعد الحريري.

وعلم موقع ” لبنان الكبير” أن لقاءً حصل بين الرئيس المكلف سعد الحريري والمعاون السياسي للرئيس بري الوزير السابق علي حسن خليل الأربعاء، وسبقه تواصل بين خليل و”حزب الله” من أجل تسريع ولادة الحكومة وتسهيل مسار المبادرة لأن وضع البلاد لم يعد يحتمل، وبتنا على قاب قوسين أو أدنى من رفع الدعم في ظل عدم وجود حكومة والافتقاد إلى الرؤية الإصلاحية. وتقع على عاتق “حزب الله” مسؤولية التواصل مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل وإدارة النقاش معه، لأن علاقة الرئيس بري بالرئاسة الأولى والنائب باسيل غير مؤهلة لإنجاح أي نقاش، الذي يستعصي حتى على حليفه “حزب الله”، والدليل على عدم التقدم في إقناع باسيل، الكلام الذي فُهم منه أنه لا يريد الحريري لرئاسة الحكومة ولا يريد المشاركة فيها، وكذلك محاولته لرمي مسؤولية التعطيل عليه من موسكو بقوله إن هناك تقصيراً في إنجاز التأليف، وهو بانتظار أن يأخذ رئيس الحكومة المكلّف قراره بالسير بتشكيل الحكومة والأهم قراره بالإصلاح.

وترد مصادر مطلعة على أجواء التأليف على كلام باسيل من موسكو بالقول: “وكأن باسيل قام بكل واجباته وقدم التسهيلات والمشكلة هي عند سعد الحريري!”. وتضيف المصادر: “لكن للأمانة، الرئيس الحريري يقدم التسهيلات ويتجاوب مع مبادرة الرئيس بري ويقوم بواجباته من دون أن يُقابل بالإيجابية من المقررين في قصر بعبدا”.

أما كلام رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عن أن مناخات بكركي تشي بأن باسيل صار يفضل حكومة من 18 وزيراً، فتنفيه مصادر بكركي وعين التينة، وتقول هذه المصادر إن “بكركي لم ولن تدخل في الأعداد إنما تهمها نوعية الحكومة، فإذا افترضنا أن قرار باسيل بقبوله بحكومة الـ18 صحيح، فليتواصل عون مع الحريري ويدعُه إلى تأليف الحكومة على هذا الأساس، إلا أنه على حد علم بكركي حتى اللحظة، أن لا كلام عن عودة إلى حكومة من 18″، فالبطريرك الراعي وفق المصادر “يدفع نحو جمع عون بالحريري، من أجل تأليف الحكومة من المستقلين غير الحزبيين، حكومة دستورية تراعي المناصفة، وتلقى القبول الدولي والعربي واللبناني، حكومة لا ثلث معطلاً فيها ولا يكون مشروعها انتخابات رئاسة الجمهورية، إنما تنكب على مهمتها في إنقاذ الشعب اللبناني في الوقت الراهن”.

وفي معلومات ” لبنان الكبير ” أنه بعد لقاء البطريرك الراعي مع الرئيس عون، جرى تواصل بين الراعي والرئيس الحريري. فكل هذه اللقاءات التي تجريها بكركي تهدف إلى تذليل العقبات أمام تأليف الحكومة، التي ما زالت على حالها ومتوقفة عند النائب جبران باسيل، وعندما يصبح في عهدة البطريركية معطيات حكومية جديدة ستضعها أمام الفرقاء السياسيين. والى ذلك الحين، لا حكومة ولا تسيير لشؤون الناس. أما رفع الدعم العشوائي فبات سيفاً مصلتاً على رقاب المواطنين وقريب جداً.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً