أخضر بلا حدود”… واجهة “حزب الله” جنوباً

لبنان الكبير

ينشئ “حزب الله” هيئات وجمعيات كـ”واجهات” له يحكم من خلالها سيطرته على الأرض، ويبث عبرها عيونه في كل الاتجاهات…

“الجمعية الوطنية لحماية وتنمية الثروة الحرجية والبيئة الحيوانية”، واحدة من هذه الواجهات، وكانت قد أخذت قبل خمس سنوات علما وخبراً من وزارة الداخلية اللبنانية لزراعة مليوني شجرة عبر مشروعين لعامين متتاليين تركزا في منطقة جنوب الليطاني فقط.

غير أن التكتم حول أسماء المتقدمين لنيل هذا العلم والخبر، لم يدم طويلاً بل سرعان ما تم اعلان “حزب الله”، عبر اتحادي بلديات بنت جبيل وجبل عامل اللذين يسيطر عليهما تبني هذين المشروعين.

مصادر متابعة جنوباً كشفت لــ “لبنان الكبير” عن خمسة عشر موقعاً حدودياً في قرى القطاعين الغربي والأوسط ينتشر فيها”عاملون” في هذا المشروع، وتصف المصادر هؤلاء “العاملين “بأنهم شبان يرتدون لباساً مدنياً لكن معظمهم يحملون كاميرات وساعات ومناظير، مشككة بـ”مدنيتهم” لأن طبيعة انتشارهم وأجهزتهم تنم عن أهداف أخرى غير بيئية، ليس أقلها أعمال الرصد والترصد لما يجري على الجانب الآخر من الحدود.

وترفض هذه المصادر مناقشة الموضوع بيئياً وتسأل: لماذا يمنع هؤلاء الشبان القوات الدولية من دخول مواقع “الجمعية”، بحجة انها أملاك خاصة؟ ولماذا لا يكاد تقرير واحد للأمين العام للأمم المتحدة يخلو من ذكر هذه الجمعية وتأجيج التوتر عند تواجدها على الحدود؟ ولماذا يستمر الجانب الآخر بتقديم الشكاوى لـ”اليونيفيل” والأمم المتحدة على خلفية تواجد “العاملين” في الجمعية قرب الخط الأزرق؟ ولماذا استهدفت المدفعية الإسرائيلية منذ أشهر موقعين للجمعية، بقدائف مباشرة سقطت داخلهما إثر محاولة تسلل للحزب إلى مزارع شبعا، رداً على مصرع أحد قيادييه في غارة إسرائيلية قرب دمشق؟ ولماذا يمنع على أي مواطن دخول تلك المناطق وغيرها من الأحراج تحت طائلة الطرد منها بـ”أدب”.

الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أشار في تقريرين له على الأقل رفعهما إلى مجلس الأمن خلال العامين الماضيين، إلى أن “اليونيفيل” ما زالت تُمنع من الوصول إلى مناطق عدّة على الجانب اللبناني من الخط الأزرق، خصوصاً إلى مواقع مرتبطة بإطلاق الصواريخ على “إسرائيل” بينها مواقع لجمعية “أخضر بلا حدود”.

وقال التقريران إن “هذه المواقع هي مساحات من الأرض قريبة من الخط الأزرق زرعتها جمعية أخضر بلا حدود أشجاراً تقول إسرائيل إنها لحجب الرؤية أمام كاميرات المراقبة الأمنية المثبتة، على طول الشريط الحدودي وتشكو إسرائيل من قيام “أخضر بلا حدود” بوضع أبراج ومنشآت يربو عددها على 26 في المنطقة ذاتها مهمتها تعطيل كاميرات المراقبة الحدودية، وأن حزب الله الذي يحتضن هذه الجمعية يمنع قوات اليونيفيل من قطع الأشجار المشكو منها، كما من التحقيق في مواقع الأبراج، لكونها مقامة في أملاك خاصة لا يحقّ لليونيفيل دخولها.

وتعترف المصادر بأن انتشار مواقع الجمعية قرب الخط الأزرق وبمحاذاته قد تسببت بصداع شديد وما تزال لكل من “اليونيفيل” وإسرائيل وللمحادثات في الاجتماع العسكري الثلاثي، الذي ينعقد دورياً في منطقة رأس الناقورة ويحضره ضباط لبنانيون وإسرائيليون برعاية القوات الدولية وأن هذه المواقع قد تكون فتيلاص لإشعال توتر جديد عند الحدود في أي لحظة.

أما المصادر المقربة من الجمعية فتنفي ما وصفته بالمزاعم التي يطلقها العدو وقالت إن “مشروعي المليوني شجرة كان تلبية لحاجة بيئية ماسة نظراً لما خلفته نيران العدو من احتراق للغابات طوال سني احتلاله من جهة وتعزيز البيئة النظيفة عبر التشجير لمناطق لم يلحظها أي مشروع آخر من الدولة”.

وأضافت: “إن “التركيز في عملية التشجير على عدد من الأودية كواديي السلوقي والحجير في القطاع الأوسط وواديي حامول والعين الزرقاء في القطاع الغربي، يأتي في سياق تعزيز الحركة السياحية المحلية ومن يقصد وادي الحجير يرى بأم العين السياحة الناشطة هناك”.

وفي وقت كان فيه أحد المسؤولين عن الجمعية زهير نحلة وفي تصريح له نشر في إحدى الصحف قد قال معترفاً: “إن الأشجار التي تزرعها الجمعية في جنوب لبنان تهدف صراحة إلى حجب كاميرات المراقبة الإسرائيلية، لتكون بمثابة “حجاب أمام عيون العدو بالإضافة إلى جدار يحمي خلفه مقاتلي المقاومة أنفسهم”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً