“فوربز”: مسيرات إيران تهدد أميركا وإسرائيل

حسناء بو حرفوش

حذّر مقال نشر على موقع “فوربز” الأميركي، من التهديد المتزايد الذي تمثله التكنولوجيا الإيرانية في صناعة الطائرات المسيّرة، خصوصاً بالنسبة لحاملات الطائرات التابعة للولايات المتحدة الأميركية ولإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط. ويستعرض المقال الموقع بقلم ديفيد هامبلين، الصحافي المتخصص في مجال التكنولوجيا، أبرز التعديلات التي أدخلتها إيران على طائراتها المسيرة اعتماداً على التكنولوجيا المحلية. وفي ما يلي نص المقال المترجم من الإنكليزية:

“أعلنت الولايات المتحدة وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض عقب محادثات ثنائية مع إسرائيل، اعتزامها تأسيس مجموعة عمل مشتركة بين الوكالات تعنى بالتهديد المتزايد للمركبات الجوية غير المأهولة والصواريخ الموجهة الدقيقة التي تصنّعها إيران وتقدّمها إلى وكلائها في منطقة الشرق الأوسط.

وقد تجلى القلق من التهديد الذي تشكله مثل هذه الطائرات من خلال الغارة الجوية بدون طيار على ناقلة نفط سورية في الأسبوع الماضي. وتستطيع أحدث الطائرات المسيرة التي كشفت إيران النقاب عنها نهار الأحد، إصابة أهداف على بعد أكثر من ألفي كيلومتر. وتؤكد هذه التكنولوجيا الإيرانية الجديدة على انتقال إيران إلى مستوى أعلى.

وأصبحت إيران المعزولة عن الموردين الدوليين، بحد ذاتها مطوراً مهماً للطائرات بدون طيار، وهي غالبًا ما تلجأ لتقنية الهندسة العكسية لإنتاج نسخ من الطائرات الأميركية المسيرة. كذلك، دعمت التكنولوجيا الإيرانية حملة المتمردين الحوثيين القائمة على استخدام الطائرات المسيرة بعيدة المدى، بما في ذلك الهجمات الجماعية التي تسببت بإضرام النيران في منشأة بقيق النفطية العملاقة.

وعرضت القوات البرية للجيش الإيراني، تقنيات جديدة رئيسية لتحديث قوة طائراتها المسيرة. وتؤكد هذه التقنية على مدى تصاعد وتيرة وسرعة التهديد، ربما بشكل يفوق الإجراءات الدفاعية المتوفرة لمواجهتها. وعملاً بهذه التقنية، سيحل محرك نفاث صغيرRanesh-1 Propulsion-1)) مكان المحركات المروحية على مجموعة من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز.

وتخضع هذه المحركات المتوفرة في السوق الدولية، لرقابة صارمة ولا يمكن استيرادها بسهولة. ويستخدم المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن حاليًا مجموعة متنوعة من محطات توليد الطاقة الصينية والألمانية لطائرات مسيرة من طراز صمد 3 والتي تعمل بالمروحة. ويعد استخدام Ranesh-1 بسرعة عالية وزيادة استمرارية الطيران.

وتقوم العديد من القوات بتعزيز دفاعاتها الجوية للتصدي للطائرات المسيرة ويبدو أن السعوديين يتمكنون حالياً من إسقاط غالبية الطائرات التي تستهدفهم. وتمثّل منظومة طاها الجديدة (Taha1400) نظام قتال إلكترونياً مُثبَّتاً على الطائرات المسيرة وهي تستهدف على وجه التحديد رادارات المراقبة الجوية، ويُزعم أنها قادرة على تغطية “منطقة عمليات كبيرة”. ويمكن تعديلها بسهولة لتلائم الطائرات المسيرة كما بإمكانها صد رصدها من قبل القوى المهاجمة.

أما إذا رصدت الطائرة المسيرة بواسطة الدفاعات الجوية، فلا يزال باستطاعة منظومة الدفاع الذاتي تيام (Tiam 1400) الجديدة حمايتها. والمنظومة هذه جهاز إلكتروني آخر يتمتع بالقدرة على “التشويش الذكي” وعلى تحديد وتعطيل الإشارات المهددة التي قد توجه إلى الطائرة.

تطور آخر هو كاشف الليزر، الذي يحذر الطائرات المسيرة من أنظمة الدفاع المعتمدة على الليزر، سواء تلك المستخدمة لتوجيه الصواريخ بالإضافة إلى الليزر عالي الطاقة الذي يوجّه حالياً لإسقاط هذا النوع من الطائرات. إذا رصد الليزر طائرة بدون طيار، يمكنها تنفيذ مناورات مراوغة للخروج من مجال الرادار الذي يتطلب عادةً بضع ثوان لإحداث ضرر.

وربما الأهم من ذلك، هو نظام التحكم الذي يحركه الذكاء الاصطناعي والمعروف باسم Mass Flightويتصل نظام التحكم هذا بشبكة اتصالات آمنة تربط طائرة “قائدة” بدون طيار بسرب من الطائرات المسيرة قد يتضمن حتى تسع طائرات لتتمكن من تنسيق مهامها. وبامكان المنظومة تنفيذ مهمة مبرمجة مسبقًا ومهاجمة أهداف أرضية محددة أو التعامل مع المهام بمفردها، وتحديد الأهداف والاشتباك معها. ومن المثير للاهتمام، أن Mass Flight تمتلك قدرة مضادة للطائرات، ويتوافق توصيف هذه التقنية مع الادعاء الإيراني السابق حول تسليح بعض الطائرات الإيرانية المسيرة بصواريخ جو-جو.

وستسمح إضافة تقنياتMass Flight ، على غرار التقنيات الأخرى الجديدة، بتحديث أسطول الطائرات المسيرة الكبير والحالي. وعلى الرغم من أنها أقل تعقيدًا مقارنة ببعض البرامج التي تطورها الولايات المتحدة وسواها، إلا أنها تتيح هجمات جماعية على نطاق أوسع من هجوم بقيق، حيث يتحكم المشغل بطائرة قائدة وتتبعها بقية السرب.

وتؤشر كل هذه التكنولوجيا إلى تسارع وتصاعد وتيرة التهديد: طائرات مسيرة أسرع وبمدى أطول، يصعب إسقاطها وتهاجم بأعداد أكبر. وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة، وتحديداً حاملات طائراتها في المنطقة، وإسرائيل، تشكل أهدافاً محتملة، فمن المؤكد أن الوقت قد آن لتواجه هذا التهديد”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً