جمهور الحريري في ذكراه: “لعيون الشيخ سعد”

محمد شمس الدين

ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذه السنة مختلفة عن سابقاتها، فهي المرة الأولى منذ 17 عاماً يكون فيها تيار “المستقبل” خارج الحلبة السياسية، وربما لهذا السبب كان المشهد مهيباً أكثر من العادة. فكيف أعرب الناس عن وفائهم للرئيس الشهيد؟ وماذا قالوا للرئيس سعد الحريري؟.

الحياة، الأمل، المستقبل، الوطن، بهذه الكلمات وغيرها الكثير وصف المحبون شهيدهم العملاق، هو الذي عمّر البلد بعد الحرب الأهلية المدمرة، وكان السند لكل محتاج، وبابه مشرّع أمام كل طالب مساعدة من دون قيد أو شرط. لم يساعد منطقة دون أخرى، ولا طائفة دون غيرها. لم يساعد بهدف تحصيل أصوات انتخابية، ولا مصالح مخفية، ولا من أجل أجندات أجنبية، هو فقط كان الرفيق لهذا الوطن وشعبه.

تذكرت الجماهير دور الرئيس الشهيد في زمن قلّ فيه الوطنيون، هو الذي حمل لواء لبنان في كل رحلاته حول العالم، وأعطى هذا البلد الصغير دوراً متقدماً في المنطقة والعالم، عبر علاقاته، وديبلوماسيته، وديناميته التي اشتهر بها. لم يقف عند أي اختلاف بل كان يبحث عن أي نقطة تلاق ينطلق منها للقفز فوق الخلافات، هذا هو رفيق الحريري، الذي باغتياله كُسر ظهر لبنان.

أما عن وريثه، الرئيس سعد الحريري، الذي بعد أن استنفد كل إمكاناته من أجل الوطن، وتلقى الطعنات في الظهر من الحلفاء والمقربين، قبل أن يواجه رصاصات الخصوم والأعداء، قرر تعليق العمل السياسي، والامتناع عن خوض مغامرة الانتخابات المقبلة، وقد أكد جمهوره وقوفه خلف هذا القرار، ومقاطعة الانتخابات “لعيون الشيخ سعد”.

وهاجم الجمهور غالبية القوى السياسية التي دفعت بالرئيس الحريري إلى اتخاذ هذا القرار، فصدحت “الهيلا هو” من الشباب المتجمهر، قبل أن يوقفهم كوادر من المستقبل إحتراماً لذكرى الشهيد فقط لا غير، بينما لم يوقف أحد الناس من التعبير عن رأيها، بالعهد وصهره، “القوات” وحكيمها، وصولاً إلى “حزب الله” الخصم، وكل من أكلوا من صحن الحريرية وزعيمها، حتى الشقيق العاق لم يسلم من غضب الجمهور الوفي للرئيس الشهيد.

هو مشهد يتكرر كل عام، جمهور يشد الرحال من كل حدب وصوب، لإعلان وفائه للرئيس رفيق الحريري. وبينما راهن البعض على إنهاء الحريرية السياسية، يبدو أن للناس رأياً آخر، والملتقى بحسب الناس في المستقبل.

شارك المقال