عون القابض على أزمة الحكم… والشعب القابض على الجمر

مروان سلام
مروان سلام

لم يعد الشعب اللبناني يميز بين انهيار كيان الدولة وبين أركانها من فريق الرئيس ميشال عون ومؤيديه، الذين حول معهم دولة لبنان الكبير إلى دولة مارقة مستباحة، وإلى مشروع دويلة يصح فيها القول: “الداخل مفقود والخارج مولود”.

فخامة الجنرال الذي حول لبنان إلى عصابات تستبيح الدول الصديقة وشعوبها، ليصبح ممراً مؤذياً يستهدف دولاً راعية وشقيقة للبنان وشعبه، لم يرف له جفن فخرج ببيان ضعيف ركيك من مجلس الأمن المركزي ليسأل عن مصير “آلات السكانر” التي اشترتها الدولة، من دون أن يصب جام غضبه ويحرك القضاء وأجهزة المحاسبة، ما يدلنا إلى أن أركان سلطته هي مشاركة ومحرضة ومتدخلة مع العصابات تلك.

فخامة الجنرال الذي حول لبنان إلى “دولة الصهر” تحت شعار إما باسيل وإما الفوضى، اختار بكل فخر الفوضى على أن يختار لبنان الذي نزعه بنزعة حاقدة عن خارطة الدول والأمم، ليتغنى وحده بعهده الأكثر بين كل العهود تعطيلاً وفساداً واستباحة للفوضى التي هدمت كل مقومات شعبه بماله ومدخراته وأرزاقه.

فخامة الجنرال الذي بات قاب قوسين أو أدنى خارج الحكم مع فريقه، ما زال يراهن على أن ينتزع صهره خلافته ليمدد عهده الأسود إلى عهد آخر أكثر ظلامية وأكثر استعداداً لحروب أهلية يعشقها بالدم والروح والممارسة.

فخامة الجنرال يعلم علم اليقين أن صهره كفيل في الفترة المتبقية من حكمه بأن يحرق لبنان كما أحرق نيرون روما…. فتارة يغمز لأميركا وإسرائيل من حدودنا البحرية اللبنانية وكأنها ملك لسليلته، وتارة يغمز لروسيا من بوابة سوريا بشار الأسد الكفيل بأن يعيد النازحين الذين قتلهم وشردهم، وتارة أخرى يغمز من بوابة صديقته ماري لوبان اليمينية المتطرفة، ولا عجب بأن آخر غمزاته أن يصف كارثة الجسر بإسرائيل بالفاجعة، في حين أن المفجوع هو نفسه جبران باسيل إن لم يأتِ رئيساً للجمهورية بشتى الطرق، حتى لو خاطب إبليس نفسه وغمزه… المهم أن يأتي على سدة الحكم، كل ذلك من دون أن يغمز لأي فريق أو تيار أو تكتل لبناني الذين ناصبهم دائماً العداء المستفحل، فلم يترك له صديقاً واحداً لا في لبنان ولا خارجه.

فخامة الجنرال الذي يعلم أن صهره، المعاقب بالفساد دولياً، أجج السلطة القضائية وقسمها إلى أقضية لينصّب عليها قاضية من عائلته، قضت على كل ما كان من هيبة ولو يسيرة في القضاء حتى بات لبنان أكثر من أي وقت مضى شريعته شريعة الغاب والعصابات.

فخامة الجنرال القابض على أزمة الحكم دستورياً من دون حكومة ترعى لبنان واللبنانيين، جعل شعب لبنان العاطل عن العمل قابضاً على الجمر يعد الدقائق ويحصي الثواني وعشرها لينتهي من كابوس هذا العهد الأسود المظلم.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً