صوت الاغتراب… سيصدح في الانتخابات المقبلة

محمد شمس الدين

تسجل 82965 مغترباً في انتخابات العام 2018، صوّت منهم 46799، توزعوا بين الدوائر الـ15، ولم يكن لهم أي تأثير فعلي في الانتخابات، فالعدد المقترع منهم بالكاد يشكل حاصلين في دائرة كبرى. لكن هذه السنة الصورة مختلفة، إذ تسجل 225114 مغترباً لانتخابات 2022، فهل سيكون لهم تأثير كبير في الاستحقاق الانتخابي المقبل؟.

يختلف تأثير الصوت الاغترابي بين دائرة وأخرى، فإذا كان الاقتراع بكثافة في دائرة ما، قد يغير النتائج فيها، أما في دائرة أخرى فقد يضرّ القوى التي تسعى الى التغيير. وإذا اعتبرنا أن التحالفات بين القوى السياسية كانت هي عينها في انتخابات 2018، فهكذا سيكون تأثير أصوات المغتربين في الدوائر الـ 15 :

بيروت الأولى

الحاصل في هذه الدائرة كان 5458، وصوّت فيها 1163 مغترباً، وبالتالي تأثيرهم كان بالكاد يذكر فيها، أما اليوم فقد تسجل 9668 مغترباً للاقتراع في هذه الدائرة، وهم يملكون حاصلين في هذه الحال، ويستطيعون تغيير النتائج السابقة، ويمكن اعتبار هذه الدائرة من الدوائر التي سيكون للصوت الاغترابي تأثير كبير فيها.

بيروت الثانية

الحاصل في هذه الدائرة كان 13075، بينما صوّت فيها 4020 مغترباً، وبالتالي لم يكن للمغتربين أي تأثير في نتائج الانتخابات. أما هذه السنة فتسجّل 24459 مغترباً للاقتراع في هذه الدائرة، وبالتالي تأثيرهم سيكون كبيراً فيها، إذ يمكنهم حسم نتيجة نائبين بسهولة. أما مع اعتكاف “المستقبل”، فقد يستطيعون التأثير بنتيجة 4 نواب، وبالتالي الصوت الاغترابي أساسي في الانتخابات المقبلة لهذه الدائرة.

جبل لبنان الأولى كسروان – جبيل

الحاصل في هذه الدائرة كان 14452، وصوّت فيها 2654 مغترباً، وبالتالي لم يكن تأثيرهم يذكر، أما اليوم فتسجل 12925 مغترباً للاقتراع في هذه الدائرة، فإن صبّت أصواتهم للائحة ما تعطيها مقعدا إضافيا، وإن توزعت بين لائحتين تعطي نصف حاصل لكل منهما، أو حتى ان توزعت الأصوات بين لوائح عدة، فإن الكسور في هذه الدائرة لها دور كبير، ولذلك سيكون للصوت الاغترابي دوره الكبير فيها.

جبل لبنان الثانية المتن

الحاصل في هذه الدائرة كان 11300، بينما صوّت فيها 2769 مغترباً، وبالتالي لم يكن لهم تأثير يذكر، أما اليوم فقد تسجل 13612 مغترباً للاقتراع في هذه الدائرة، وهم بذلك تأثيرهم مشابه لتأثيرهم في دائرة جبل لبنان الأولى، وبالتالي سيكون لهم دور بارز في هذه الدائرة.

جبل لبنان الثالثة بعبدا

الحاصل في هذه الدائرة كان 13077، بينما صوّت فيها 2349 مغترباً، وهم مثل الدائرتين السابقتين تأثيرهم كان لا يذكر فيها، أما اليوم وبعدما تسجّل 13271 مغترباً للاقتراع في هذه الدائرة، فسيكون للمغتربين إما التأثير بنائب واحد، أو توزيع الأصوات بين لائحتين كنصف حاصل لكل منهما، وبالتالي يكون للمغتربين تأثير جيد في هذه الدائرة.

جبل لبنان الرابعة الشوف – عاليه

الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة كان 13077، وصوّت فيها 4868 مغترباً، لذلك لم يكن للمغتربين تأثير يُذكر، أما اليوم فقد تسجّل 25455 مغترباً للاقتراع في هذه الدائرة، وهذا يشكل وحده حاصلين انتخابيين، وبالتالي إن اجتمعت الأصوات في لائحة واحدة، أو توزعت سيكون للمغتربين تأثير كبير في الانتخابات في هذه الدائرة.

البقاع الأولى زحلة

الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة كان 11312، بينما صوّت فيها 2035 مغترباً، وبالتالي صوتهم لم يكن ذا تأثير فعلي، أما اليوم فهناك 9566 مغترباً مسجلاً في هذه الدائرة، وهم بذلك يملكون حاصلاً انتخابياً، أو نصف حاصل على لائحتين، أو حتى كسور الحواصل التي لها دور في هذه الدائرة، حيث تشكل فارقا مع بعض القوى على بضع عشرات الأصوات، ولذلك الصوت الاغترابي سيكون له تأثير مهم في هذه الدائرة.

دائرة البقاع الثانية البقاع الغربي – راشيا

الحاصل في هذه الدائرة كان 11300، بينما صوّت فيها 1624 مغترباً، وبالتالي صوتهم لم يكن له تأثير في نتائج الانتخابات، أما اليوم فقد تسجّل 7152 مغترباً للاقتراع في هذه الدائرة، وهم يشكلون أكثر من نصف حاصل، وبما أن النتائج كانت متساوية بين لائحتين في الانتخابات الماضية في هذه الدائرة، قد يشكل المغتربون بيضة القبان فيها، اذ أينما صبت مجمل أصواتهم يعطونها مقعداً، وبذلك تتغير النتيجة من تعادل 3 – 3 في المقاعد إلى غلبة لائحة على الثانية بـ 4 مقابل 2.

دائرة البقاع الثالثة بعلبك – الهرمل

الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة كان 1807، وصوّت فيها 1556 مغترباً، أي أن تأثير المغتربين فيها كان صفرا، واليوم تسجل 7854 مغترباً، وبالتالي لن يؤثروا فعلياً في نتائج الانتخابات في هذه الدائرة، ويمكنهم فقط اختيار مرشح مفضل من اللائحتين الناجحتين.

الجنوب الأولى صيدا – جزين

الحاصل في هذه الدائرة كان 1413، وصوّت فيها 1413 مغترباً، أي أنه لم يكن للمغتربين تأثُير فيها، أما اليوم فقد تسجّل 8333 مغترباً للاقتراع في هذه الدائرة، وبالتالي سيكون لهم دور مهم في نتائجها، وتحديداً إن صبت أصواتهم في لائحة واحدة، حيث يمتلكون أكثر من نصف حاصل، وبالتالي يمكنهم التأثير بمقعد في هذه الدائرة بسهولة.

الجنوب الثانية صور – الزهراني

الحاصل في هذه الدائرة كان 20043، بينما صوّت فيها 4308 مغتربين، أي أن تأثيرهم لا يذكر فعلياً فيها، أما اليوم ومع تسجيل 18584 مغترباً للاقتراع، فيمكن للمغتربين أن يتسببوا بخرق نائب للائحة الثنائي الشيعي في هذه الدائرة، إذا ما صبت فقط نصف أصواتهم للائحة المنافسة، وبالتالي يمكن اعتبار أن تأثير المغتربين في هذه الدائرة هو نائب أو نائب ونصف، وذلك حسب الكسر بعد احتساب الحواصل.

الجنوب الثالثة النبطية – مرجعيون – حاصبيا

الحاصل في هذه الدائرة كان 20525، وصوّت فيها 3984 مغترباً، لم يكن لهم تأثير يذكر، أما اليوم فقد تسجّل 21911 مغتربا للانتخاب في هذه الدائرة، ومع اقتراب إحدى اللوائح في الانتخابات الماضية من تحقيق خرق بنائب فيها، كان ينقصها فقط 3000 صوت، وبالتالي سيكون للاغتراب تأثير في هذه الدائرة، حيث يمتلك حاصلاً وكسراً، مما يعطي الاغتراب قدرة التأثير في مقعدين فيها، إذا ما صبت الأصوات للائحة واحدة.

الشمال الأولى

الحاصل في هذه الدائرة كان 19058، بينما صوّت فيها 1896 مغترباً، أي أن تأثيرهم كان لا يُذكر فيها، أما اليوم فقد تسجّل 8451، أي أنهم يشكلون نصف حاصل، وهذا إما سيساعد لائحة على الخرق بنائب في الدائرة، وإما يكون رافعة لاحدى اللوائح فيها، وبالتالي لا يمكن التنبؤ في هذه الدائرة قبل معرفة أين ستصب أصوات المغتربين، وتحديداً مع مقاطعة تيار “المستقبل”.

الشمال الثانية طرابلس – المنية – الضنية

الحاصل في هذه الدائرة كان 13313، وصوّت فيها 2491 مغترباً، أي أن تأثير أصواتهم كان محدوداً، أما اليوم فقد تسجّل 15237 مغترباً، وبالتالي يملكون حاصلاً في هذه الدائرة، لكن بسبب تعدّد القوى فيها سيكون تأثيرهم فقط بنائب واحد، إلا إذا صوّتوا للقوى التقليدية فيها، إذ يمكن أن يكسبوها مقعداً أو اثنين إضافيين، وذلك حسب كسور الحواصل.

الشمال الثالثة بشري – زغرتا – الكورة – البترون

الحاصل في هذه الدائرة 11579، وصوّت فيها 7359 مغترباً، وبما أن أصواتهم توزعت بين القوى في الدائرة لم يكن لهم تأثير قوي في نتائجها. أما اليوم فإن هذه الدائرة تسجّل فيها أكبر نسبة من المغتربين 26682، وهم بذلك يشكلون حاصلين وكسراً حاصلاً، وسيكون لهم تأثير كبير في نتائجها، وقد يكون الأكثر تأثيراً بين كل الدوائر، إذ يمكنهم التأثير في نتائج 3 إلى 4 مقاعد فيها.

يمكننا الاستنتاج أنه في بعض الدوائر الكبرى، الصوت الاغترابي لن يكون له تأثير كبير، ففي صور – الزهراني وبعلبك – الهرمل، كلما ارتفع الحاصل كان لمصلحة الثنائي الشيعي بالمحافظة على سيطرته على الدائرتين. أما في النبطية – مرجعيون – حاصبيا، فيستطيع الصوت الاغترابي المساهمة في خرق بمقعد أو اثنين على حساب الثنائي الشيعي في الدائرة،.

وشمالاً التأثير الأكبر هو في الدائرة الرئيسية، أي بشري – زغرتا – الكورة – البترون، حيث يمكن للاغتراب التأثير في نتائجها بشكل كبير، من 3 إلى 4 مقاعد. وتقول الاحصاءات ان هدف الاغتراب في هذه الدائرة هو رأس “التيار الوطني الحر”، الذي يحمّله العديد من المغتربين المسؤولية عما آلت إليه البلاد، وتحديداً أولئك الذين هاجروا بعد 17 تشرين 2019. وبالنسبة الى بقية الدوائر يمكن للاغتراب ترجيح الدفة للقوى السياسية، بحيث يمكنهم على الأكيد التأثير بمقعد على الأقل فيها جميعها، ويمكن أن يصل تأثيرهم إلى ثلاثة مقاعد حسب كيفية صب أصواتهم، حيث يمكنهم التصويت للمرشحين من خارج التركيبة السياسية، وضمان مقعد لهم، أو يمكنهم التصويت للقوى التقليدية. وأياً كان الذي سيصوّتون له فسيفوز حتماً بمقعد أو أكثر، وتحديداً مع احتساب الحواصل، لذلك تسعى بعض القوى الى محاولة الحدّ من الصوت الاغترابي، أو حتى إلغائه كلياً، ربما تحت حجج مثل عدم توافر التمويل للبعثات في الخارج.

شارك المقال